عصام المطري
* مصلحة الوطن تقتضي أن تكون الأحزاب والتنظيمات السياسية على درجة كبيرة من الوعي السياسي، وأن تتخذ من النضال السلمي طريقاً إلى نيل الحقوق المشروعة، وأن تطالب بالحقوق تحت سقف الوحدة الوطنية المباركة، فتختلف وتتفق والوحدة مصانة والعمل السياسي الحزبي قائم بعيداً عن المداهمات للمقرات والاعتقالات السياسية للناشطين السياسيين.
* وفي إطار هذا المحيط يجب أن يفهم الجميع أن الوحدة الوطنية قائمة وهي باقية ولن يضرها كيد الكائدين، وقد أخذت أقوال الشعب اليمني في أعظم استفتاء على الوحدة اليمنية المباركة وهو يوم الاستفتاء على دستور الجمهورية اليمنية، فالجميع صوت لصالح الوحدة الوطنية، والجميع قال كلمته المشهورة: نعم للوحدة لا للانفصال.
* وسط هذا الكم الهائل من المتناقضات استمرت وحدة الوطن الخالد ووحدة المؤسسة العسكرية والأمنية ووحدة الأحزاب والتنظيمات السياسية وشرعنا في انتخابات رئاسية وأخرى برلمانية في ظل دولة الوحدة الفتية المحروسة من الفحش السياسي ومن القطيعة السياسية ومن الاملاءات الحزبية الضيقة.
* فثمانية عشر عاماً من الوحدة اليمنية المباركة عملت على إذابة الجليد وقوت البنيان الشعبي والجماهيري وهتفت للسلام بعد تعميدها بالدماء الطاهرة الزكية والانتصار لها في السابع من يوليو العظيم عام 1994م إثر حركة التمرد والانفصال التي خيمت على شعبنا البطل زهاء الشهرين بيد أن الإرادة الشعبية كانت لخفافيش الظلام بالمرصاد.
* واستمرت وتيرة البناء والإعمار في الوطن الشامل وقطعنا شوطاً لا بأس به في مجال البناء والإعمار السياسي إلا أن ثمة نواقص والكمال كله لله تعالى ولا تخلي أي تجربة من النواقص ومن الخروقات حيث سجلت الأيام الماضية انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان اليمني وسط التوترات السياسية الكبيرة.
* وكان أن دخل اليمن منعطفاً سياسياً صعباً وأصبح بالديمقراطية رقماً صعباً من المستحيل إزالته من على الخارطة السياسية الحديثة وهو بهذا يتبوأ أعلى المقاعد وأبرزها حضوراً فتجربته الوليدة سائرة إلى حيث لا رجعة ولا تراجع عن الديمقراطية بغض النظر عن مآسيها وويلاتها وخروقاتها على السطح السياسي.
* ومن المفترض تدشين التفاهم السياسي بين الأحزاب اليمنية سلطة ومعارضة، وأن نبلغ بهذا التفاهم حداً كبيراً من العافية السياسية، فلنتفاهم من أجل الوطن وأن نغض الطرف عن الممارسات الرعناء لبعض المتنفذين في الحزب الحاكم.. المهم أن ندشن مع التفاهم السياسي الود والتحاب السياسي بين جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية في داخل الوطن التي تعمل على إنضاج تجربتنا الديمقراطية.
* على أنه من المفترض أن نولي تجربتنا الديمقراطية جل الرعاية والاهتمام ونمضي في طريق النضال السلمي معززين الأقوال بالأفعال، ونرفع شعار "لكل حزبه والوطن للجميع" محاولين انعاش الحياة الاقتصادية بفعل التدهور الحاصل بها وتعيين الكفاءات في الوحدات الإدارية وأولئك الناس المشهود لهم بالنزاهة والخبرة.
* فنريد أن يبقى التفاهم السياسي قاسماً مشتركاً لمختلف الأحزاب والتنظيمات والقوى السياسية والاجتماعية، يؤلف بينها ويكون دافعاً من دوافع إنتاج أعمال وفعاليات مشتركة، فالوطن اليمني الواحد لن ينهض إلا من خلال التفاهم السياسي الفعال الذي يحقق الهدوء والتعايش السياسي الآمن بين كل القوى السياسية والاجتماعية، فنحن في مسيس الحاجة إلى تفاهم سياسي فعال بين مختلف الأحزاب والتنظيمات والقوى السياسية والاجتماعية، فعلى الأحزاب السياسية إيلاء التفاهم السياسي جل الرعاية والاهتمام من أجل بذل الغالي والنفيس لتحقيق الوفاق والتوافق السياسي الوطني، فجميعنا يعيش أزمة حقيقية هي انعكاس للأزمة الحاصلة بين الأحزاب والتنظيمات والقوى السياسية والاجتماعية والله المستعان.<