شكري عبدالغني الزعيتري
الدقم : نقصد به الكتلة الصماء التي لا فائدة لها ولأي غرض ما قد يفيد إنسان أو حيوان ويكون ساكن لا حركة له . وعادة لدي اللهجة الدارجة لدي أبناء محافظة تعز يطلق علي الحجر المنغرس في الأرض ويكون بارز وبروزه أشبه بالكروي ولكن كبير الكتلة ومتسع المساحة ويعيق الاستفادة من الأرض ويسموه (حجر دقم ) . وحجر الصورع هو نوع من الأحجار تكون كروية الشكل صغيرة تملئ مقبض اليد وثقيلة الوزن لأنها صماء وغير مجوفة وانما كتلة ويطلق هذا الاسم في اللهجة الدارجة لدي أبناء محافظة صنعاء وذمار والمحافظات الشمالية اسم الحجر الصورع لهذا النوع من الأحجار وكثير ما يتواجد في الوديان وفي باطن الأرض إذ يستخرج عند حفر الآبار .. وحكاية دقم الحجر هي أن مساحة من الأرض المستوية تربتها خصبة قابلة للزراعة والحصد وإنتاج الثمار و الحبوب ولكن في مركزها بالوسط تتواجد صخرة كبيرة منغرسة كالوتد نصفه مدفون تحت سطح الأرض ومثبت ونصفه الآخر بارز علي سطح الأرض .. وبعدة محاولات حاول بها مالك الأرض (المزارع) انتزاع الصخرة لتسوية الأرض لتكون المساحة بأكملها زراعية ولتستطيع الآلة الزراعية (الحراثة ) حرث الأرض كاملة دون إعاقة فلم يستطيع المالك قدرة لانتزاع الدقم فتركه علي حاله منغرس يتنصف ويتمركز في وسط المساحة الزراعية ومن حوله باقي تربة الأرض الزراعية الخصبة دون فائدة لها ولان هذه الصخرة (الدقم ) كانت حجر عثرة إذ كانت تعيق حرث (آلة الحراثة ) وأسنان مشطها ولارتفاع أجور الأيدي العاملة لم يتمكن المالك من الاستعانة بأيدي عامله بها لزراعة باقي الأرض الخصبة من حول الدقم (الصخرة ) بدلا عن استخدام الحراثة الإلية ولهذا ترك المالك الأرض بمجملها وتفرغ لحرث وزراعة مساحات أراضي أخري كان يتملكها ورأي بأنها انفع له وأثمر من تلك المساحة ودقمها الحجر (الصخرة ) فأهملها . ومع هذا الترك والإهمال إلا أنة في فصل الصيف من كل عام وعند هطول الإمطار ورغم إهمال هذه الأرض الخصبة بسبب الدقم كانت تنمو الحشائش وبشكل كثيف من حول الدقم (الصخرة ) حيث أن مساحة التربة من حول الصخرة تخضر ومن كل جهة حول الدقم (الصخرة ) أما الصخرة فتظل جامدة لا حركة ولا يتحرك لها ساكنا وليس لها فائدة أو اقل منفعة حتى انه يصعب علي الإنسان أو الحيوان من الماشية التي ترعي الجلوس عليها لدقائق لراحة لأنها كانت محببة وكأن علي سطح الدقم مسامير مدببه مغروسا فتمثل إزعاج وتؤذي وتألم من أرادا الجلوس عليها وعلية لا تخضر مساحة الأرض هذه إلا في فصل الصيف من كل عام عند هطول الأمطار بنمو الحشائش والأعشاب حيث تظل مساحة الأرض في باقي فصول السنة وفي كل عام ميتة لا حياة فيها في الفصول الثلاثة الأخرى غير فصل الصيف وكل عام ففي فصل الصيف وحين هطول الأمطار تعوشب الأعشاب وتنمو الحشائش الخضراء وحينها تري حياة لما حول الدقم (الصخرة ) من تربة وإذ باخضرارها هذا يجلب اجتذابا إليها الماشية من الأبقار والخرفان والماعز التي تهرع إليها وتأتي لتأكل وتتغذي علي الأعشاب والحشائش وترتعي حول الدقم الصخرة أما الصخرة فلا جرأة حتى للماشية أن تهجع عليها نسمة راحة لمساميرها المدببة .. وعلية يظهر بان لا فائدة من الدقم ولا يسمن ولا يغني من جوع وإنما منه الضرر بان أعاق زراعة الأرض وأعاق استفادة الإنسان من باقي مساحة الأرض لزرع وحصد ثمرة .. هكذا تجد أيضا كثيرون من الناس هذه الأيام منهم من هو أشبه بالدقم (الحجر ) الصخرة لا فائدة منه ولا منفعة ... هكذا تجد كثير من البشر في اليمن من لا فائدة ولا منفعة منهم لا لأنفسهم ولا لأسرهم ولا لمجتمعهم ولا لوطنهم (كالدقم الحجر) بل انك تجد من بينهم من يكون أكثر ضررا بان يضع نفسه بان يكون أشبة بحجر (صورع ) لا يكتفي بان لا فائدة منه ولا منفعة لأسرته أو للمجتمع أو للوطن بل يذهب ليكون منه الضرر (كحجر الصورع ) يرمي به لتخريب وهدم وضرر. إذ عند الطلب يعبئ ليرجم به في اتجاه الاستخدام في مظاهرة وتكسير وتخريب لمصالح عامة وممتلكات خاصة ونهبها .. أو يعبئ ليصفق ويهلل ويكبر لمصلحة فرد ما مع عدم درايته ما المنفعة التي سيستفيدها من تصفيه وتهليله وتكبيرة وما سيجني ممن يصفق لهم من الأفراد فتراه فقط بالمثل يقلد أو كما يقال له ويوجه ليعمل الأفعال وكأنه دمية ولا يفكر فيما يطلب منه أن يفعل فتراه إما يكسر ويخرب أو يهلل ويكبر ويصفق. ونتسأل : لماذا اليمن فيها الكثير من ادقام الأحجار .. والكثير من أحجار الصورع .. ؟ فأجابني عقلي لربما لان الأرض اليمنية فيها سلسلة طويلة من الجبال والتي تجرف أحجارها سيول الأمطار إلي مواقع الفائدة والمنفعة للمجتمع والوطن ولتكون كأحجار عثرة أمام الاستفادة من الأرض واستفادة البشر .. ؟ ونتسأل : ألا من حل للتخفيف من كثرة أعداد هذا النوع من ادقام الأحجار وأحجار الصورع في اليمن .. ؟ فيجيب عقلي : نعم الحل في العلم .. والوعي .. والعمل بتوفير فرصه ولإشباع جوع سيطر وتحكم . إذن نقول : أين أنت يا حاكم .. ؟ وأين أنت يا معارض لتسمعوا .. ؟ وكفانا منكم شريعة .. وهبل .. واستخفاف بعقول البشر . واسعوا واجتهدوا لتقليل عدد ادقام الأحجار وأحجار الصورع في اليمن وهذا جل ما نريده منكم ويريده الوطن.<
Shukri_alzoatree@yahoo.com