كروان الشرجبي الأطفال كالأشجار نعتني بهم فتخضر أوراقهم وتكتظ أغصانهم بأطيب الثمار وتخلى عنهم فتتساقط أوراقهم وتيبس أغصانهم وثمارهم وتتحول مواهبهم إلى ألواح خشبية وتتحول عيونهم إلى عيون من حجر. أكتب ما أكتبه لأنني ألاحظ أن الأطفال يعيشون في مناخ ملوث صحياً وثقافياً واجتماعياً وأنهم ضائعون ومكسورون جسدياً ونفسياً فهم كشجرات القصب تعصف بهم الرياح.
إني أشعر أنهم يتامى مع أن آباؤهم موجودون وأشعر أنهم متخلفون عقلياً مع أنهم يذهبون إلى المدرسة وأنهم مكتئبون ولا يجدون الدليل والموجه والمرشد الذي يدلهم على الطريق.
فلم يعد لدى الإنسان وقت يمارس فيه أبويتة أو أمومته أو تمارس فيه غريزة الحنان أنه عصر ماتت فيه المشاعر والأحاسيس حتى عندما يذهب أولادنا المدرسة هل نعد لهم وجبات الإفطار أم حلت محلها النقود "المصروف المدرسي"فقد توقف الكلام بيننا وبين أولادنا وانكسر الحوار بشيء مرعب ومخيف هذا الذي يحدث فمن المسؤول عن التفكك الأسري؟ من المسؤول عن هذا العصر الذي نعيشه فلا كلمة حب ولا همسة حنان ولا حتى لمسة حب ودفئ وحنان لأولادنا؟
هل صارت الأمومة والأبوة ألقاباً فقط موجودة في سجلات الأحوال المدنية فقط؟ وهل صارت الأمومة تباع مع زجاجات الحليب في السوبر ماركت؟
ربما علينا التوقف والنظر إلى ما آل إليه الحال بيننا وبين أولادنا.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM
