شكري عبدالغني الزعيتري
تحققت الوحدة اليمنية يوم 22 مايو 1990م وحينها مباشرة تشكلت الحكومة الانتقالية للدولة الموحدة والتي رأسها المهندس حيدر العطاس و كنت أنا كباقي أبناء الشعب اليمني فرحين بتحقيق الوحدة اليمنية الفرح الذي جعلنا نتابع وبشغف ولهفة كافة سير عمل الحكومة الانتقالية وأشخاصها ( الوزراء) ورئيسهم العطاس وحين كنت أراه في نشرة الأخبار وأي فعاليات حكومية أخري حين كان يظهر في التلفزيون الحكومي حينها أتنفس الصعداء بوجوده وباقي رفاقه وزملائه وأتنهد فيتسع صدري فرحا به وكافة رفاقه أعضاء الحكومة الانتقالية. . وحين كنت أراه مباشرة أمامي وفي أماكن كثيرة مع أني لم أكن استطيع محادثته لأنه كان حوله ( هليله وهولمه كبيرة) ولكثرة أعماله حينها كأول رئيس حكومة لدولة الوحدة كثرة الناس الذين يحتشدون حوله إذا جاء إلي مكان ما أو موقع عمل وكنت موجودا فيه كان وقد كان يصعب علي الاقتراب منه ومحادثته. . المهم أني كنت من اشد المعجبين به ومجموعة من بعض قيادة الحزب الاشتراكي ممن أتوا إلي صنعاء وهذا الإعجاب كان يغمره العاطفة المنعكسة فرحا بحقيق الوحدة اليمنية وإعجابي بالعطاس حينها كون في نفسي ومخيلتي صورة كبيرة له وجسدت لتكون صورته هامة شامخة. . عملاق سياسي. . عقل راسخ. . فكر بناء. . انتماء وحدوي مفعم. . . الخ هكذا كنت أتخيل الرجل العطاس. . ولكن أحيانا الأشخاص يخدعون وان كانوا سعة من الثقافة والعلم والخبرة في الحياة والعمل ومخابرة الرجال وكثرة الأسفار خاصة عندما تجمد عقولهم وتفكيرهم وتغلب العاطفة فيهم تجاه أشياء وبهذا يكون تقيمهم خاطئ للأشياء وهذا ما تعرضت له أن اكتشفت أني أخطئت. إذ أني عند متابعتي برنامج زيارة خاصة لقناة الجزيرة و الذي اجري مقابلة تلفزيونية مع المهندس حيدر العطاس سمعت منه كل ما نطقت به لسانه بالجزأين من برنامج المقابلة إذ وبي اسمع منه ما لم أكن أتوقعه منه إذ وقد تنكر لحزبه الاشتراكي وفي مواضع كثيرة ومتعددة. الحزب الاشتراكي الذي جعله قائد له ولكافة أعضائه القاعدية وقادته الوسطية فأول التنكر أن ظهر بقوله انه قومي وليس اشتراكي وأمام هذا نقول إذن أنت يا سيدي تتصف بالمكر والخداع لأنك تظهر مالا تبطنه. . ونقول أيضا كيف يمكن أن يدعي القومية وفي نفس الوقت ينادي بالانفصال ويحمل مفاهيم ومصطلحات انفصالية ويرسل الرسائل الانفصالية إلي الداخل اليمني بان يسعي لتجزئة وتمزيق وطن يمني موحد (اليمن ) فكيف سيكون قومي بان يسعي إلي توحيد أوطان عربية متعددة ممزقة وقي ذات الوقت يسعي لتمزيق وطن عربي واحد موحد (اليمن ). . كما انه تنكر لرفاقه في السياسة من قادة الحزب الاشتراكي بالا ساءه إليهم إذ أشار وظهر للمستمعين لمقابلته بأن رفاقه في السياسة لم يكونوا أكفاء واتهمهم بالفشل وهم في عقر دارهم وعز سلطتهم وسلطانهم قبل تحقيق الوحدة اليمنية بقوله أن الحزب الاشتراكي والنظام في الجنوب كان مخترقا من قبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ومن جانب آخر ودون أن يشعر شهد كما نحن مقتنعين تمام الاقتناع بان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح أكثر مهارة في ملعب السياسة وامهر السياسيين اليمنيين. كما وانه في المقابلة طعن في نزاهة قيادات في الحزب الاشتراكي واقر بأنهم كانوا عملاء لغير نظامهم وحزبهم حينذاك. . . كما انه اظهر نزعة عنصرية حاقدة وتأصل عميق للمناطقية عندما كان يتحدث مرارا وتكرارا بمصطلحات ومفاهيم انفصالية ويحاول إرسال رسائل الدعوة للانفصال عبر البرنامج فمثلا كثرة ترديده كلمات مثل (الجنوب الشمال الجنوبيين الشماليين. . . الخ ) وابتعد وأهمل مفاهيم وحدوية ووطنية كمثل (الوطن اليمن اليمنيين. . . الخ ) وعبر عن حقده الدفين لكل ما هو من الشمال رجال ونساء وأطفال وتراب وشجر وحجر وجبال. . الخ حتى لم يترك زملاء سياسة له من رفاقه فذهب لاتهامهم حين اتهم وسمي أشخاص بأسمائهم رغم انه يعرف في عمق نفسه انه يغالط ويقلب الحقائق أن ذهب في اتهامه للاستاذ / راشد محمد ثابت ليس لشئ سوى لأن الشخص الذي اتهمه شمالي بينما يوجد شخصيات من ( أبين ولحج وحتى حضرموت مدينته ) هو علي خلاف شديد معهم وهو يعرفهم ولا داعي بان نسمي بأسمائهم لأننا لا نريد الإساءة أو المدح لأحد من الأفراد وإنما المدح لليمن الموحد والحفاظ علي وحدته إذ أن العطاس اتهم الأستاذ المناضل / راشد محمد ثابت بأنه كان سببا في اختراق فخامة الريئس علي عبدالله صالح للنظام والحزب الاشتراكي في عدن قبل الوحدة اليمنية وهنا نقول بان العطاس حاول قلب الحقائق لتحويل العداء الشخصي والخلافات الشخصية التي كانت بينه وبين الأستاذ المناضل / راشد محمد ثابت ليحولها لتظهر وكأنها عداء عام وقضية عامة تخص الاشتراكي وقاعدته ومؤيديه في الساحة اليمنية بالداخل وحقيقة الأمر والعداء الشخصي نوضحها لك عزيزي القاري بالقول انه كان عداء شخصي في أعماق العطاس بداء قبل عام 1986 م عندما كان الأستاذ / راشد وزير للإعلام وبعد أحداث يناير 1986م عندما صعد الأستاذ العطاس ليكون رئيس للوزراء لم يستطيع إزاحة الأستاذ / راشد عن منصبه لمدة عام كامل ليقوم العطاس كونه رئيس الوزراء بتعيين وزيرا للإعلام شخص يريده هو ممن هم أكثر ولاء له كشخص وليس ولاء لدوله ولشعب ولا حتى لحزبه الاشتراكي رغم أننا ننبذ الولاء للأحزاب لان الولاء يجب أن يكون لما هو اشمل واكبر لوحدة ودولة وشعب إذ أن الأحزاب ما هي إلا وسيلة لتحفيز ولجمع وتنظيم وتوجيه الجهود العامة لبناء دوله ونظام وقانون وإحداث تطور ورقي للبلاد والشعب. . وأيضا من أسباب العداء الشخصي لدي المهندس / العطاس للأستاذ / راشد إذ أن الأستاذ / راشد كان يرفض تنفيذ كثير من توجيهات رئيس الوزراء (العطاس ) قبل الوحدة والتي قيل عنها بأنها كانت توجيهات مثيرة للمشاكل بين الشطرين (الجنوبي والشمالي قبل الوحدة ) والتي كان بسببها كثيرا ما يلجا الأستاذ / راشد إلي أن يرجع إلي المكتب السياسي للحزب الاشتراكي لإجهاضها تفاديا من تنفيذها وان تنفيذها قد تسبب احتداد الصراع بين النظام الحاكم في الشمال والنظام الحاكم في الجنوب قبل الوحدة اليمنية والذي كان تنفيذها قد تؤدي إلي مواجهات عسكرية أوسع قد تدخل فيه قوى دولية عظمي (أمريكا وبجانبها أوروبا الغربية ودول جوار عربية وبين الاتحاد السوفيتي سابقا وبجانبه أوروبا الشرقية ) فيحدث صراع دولي مسلح في ملعب اليمن فيحرق الشطرين والشعب اليمني إن توسع نطاقه هذا الرفض الذي كان يلقاه العطاس لتنفيذ توجيهاته ومغامراته والاستفزاز لحكومة الشطر الشمالي ومن خلف سيكون دعم الطرف الدولي الرأسمالي والدول العربية لتي كان يقال عنها طرف (محافظ ) وكلاهما كانا مناهضين للطرف الدولي اليساري الاشتراكي الذي كان يسعي العطاس لتفجير صراع دولي (وأمام هذا نقول الله اعلم هل كان العطاس علي غير شعور بخطورة المواجه التي كان يسعي لها أم كان قاصدا. . وإذ انه حين لم ينفذ له رغباته وتوجيهاته كثيرا ما كان يزعجه وارقه إذ كان يري عدم قبول أقواله ورغباته انتقاص له ولكبريائه الشخصي حين كان رئيس وزراء في عدن قبل تحقيق الوحدة تراكمت في نفسه الأحقاد علي الأستاذ / راشد. . وقد اخطي العطاس أثناء المقابلة التلفزيونية وتناسي وفاته بان غفل ووقع في شر أقواله باعترافه حين قال وبنفسه انه عرض علي الأخوان (أي أعضاء المكتب السياسي للحزب الاشتراكي ) استبعاد الأستاذ / راشد وقال ولكن رفض ذلك الأخوان حينذاك وبشده. . وأمام هذا نقول إذن العطاس هو من كان المخطئ إذ أن عقل كل رجل عاقل متزن يقول له بأنه لا يمكن أن يكون رأي فرد ورغبته أصوب واصح من رأي الجماعة ولان رغبة العطاس وحقدة كان علي خطي فقد رفضت رغبته من قبل أعضاء المكتب السياسي حينذاك. . . وأيضا مما اتضح لنا في المقابلة التلفزيونية مع العطاس بأنه ظهر لنا متذبذب لم يستقر ولم يدري علي أي اتجاه يستقر ويقتنع به إذ أننا تارة كنا نسمعه يأخذ مأخذ المعارض الذي يريد إصلاح. . وتارة نسمعه يأخذا مأخذ المعادين للوحدة اليمنية ممن يريدون الانفصال بتكرار ترديده كلمات ومفاهيم انفصالية ومحاولته إرسال رسائل انفصال. . وتارة نسمعه يعظم من هو عظيم في الأصل ولا يحتاج لتعظيمه بان كان يبجل رئيس دولة الوحدة بقولة كلمة (فخامة الرئيس ) وهو في داخلة علي قناعة بالفعل وإقرار بان فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح رئيس دولة الوحدة وحاميها وهذا لا يحتاج لدينا إلي إقناع أو قناعة لأننا مقتنعين بالأصل والتاريخ وأفعال الرجل تشهد له ولا يحتاج لشهادة أحدا منا (سواء أنا أو العطاس أو غيرنا ). . . ونخلص إلي القول : ياليت قناة الجزيرة لم تجري معك يا مهندس / حيدر العطاس المقابلة التلفزيونية صغرت نفسك. . واتهمت رفاقك بالصبيانية والصغر. . حتى طلت من ناضلوا وضحوا لأجل تحقيق الوحدة اليمنية وهم شرفاء ونكن لهم كل الاحترام والتقدير سواء من رفاقك في الحزب الاشتراكي أو زملائك في المؤتمر الشعبي العام وكافة القوى السياسية والمنظمات المدنية وكافة أبناء الشعب اليمني الوحدويين وكافة من قبلهم. . كما وجعلتنا نحتقر أنفسنا أن خدعنا بك حين كنا ننظر إليك بأنك هامة شامخة. . عملاق سياسي. . عقل راسخ. . فكر بناء. . انتماء وحدوي مفعم. وأخيرا لا يسعنا إلا أن نقول لعن الله السياسة والسلطة التي تقلب ألوان بعض أصحابها ممن ضعفوا أو يضعفون وتجعلهم كالحرباء أمام مصالحهم الذاتية والشخصية. . . ورحم الله المغفور له بإذن الله الشيخ / عبدالله بن حسين الأحمر واسكنه فسيح جناته حين قال (حيدر العطاس هو مهندس الانفصال ).
Shukri_alzoatree@yahoo. com