سراج الدين اليماني
هذا الكلام بما فيه من العتاب وما فيه من الشدة إن بدت أو الغلظة فأرجو من أصحاب العقول المستلهمة الحق من نخل الكلام لا من الأخذ بالشاجب والأطراف وترك ما هو مزبود ويخرج منه الثمرات، أوجه هذا الكلام لكل من وقف حجر عثرة في طريق النصح والإصلاح عندما بدأت عملية المطالبة في الجنوب بحقوق المتقاعدين ولم يكن الأمر حينها قد تطور ووصل إلى ما نحن فيه من قتل وقتال وكمائن وصعود إلى الجبال والاتصال بالمعارضة من أجل تلقي الدعم حتى تطور الأمر باللجوء إلى دول خارج الحدود وأغدغت عليهم بأموالها وجلبت على حكومتنا بخيلها ورجلها وضغطت حتى تولد من جراء ذلك الضغط احتقان في الجنوب على أعلى المستويات، وتشتت الأفكار وتصارعت الآراء وتباينت الرؤى والمفاهيم بين رجالات وساسة الحكومة.
أقول: وفي ذلك اليوم الغابر من الزمان وعند بداية الأزمة أحدهم في السلك الرئاسي أو لأحد الأخوة بأن يحمل شقاديفه أي عفشه ويرحل إلى الجنوب لكي يدعو الناس إلى الوحدة والائتلاف فصادف أن اجتمعنا على غير معياد مسبق أنا وهذا الموعوز إليه في التحرير وتغدينا سوى على مائدة واحدة مع بعض الزملاء في الوزارة فأباح بما أوعز له وبما أنه ليس عنده خبرة بالمنطقة طلب مني مساعدته وبإلحاح شديد النزول معه فما كان مني إلا أنني استجبت لنداء الوطنية على ما شعرت به آنذاك وتسلفت وتكلفت وصاحبنا في جرابه مليون ريال من الأستاذ عبده ولم يعطني في وقتها ريالاً لاتبلغ به في سفري ووصلت إلى عدن وزرنا معظم المناطق وتكلمنا وعملنا لقاءات تلفزيونية واجتمعنا بمحافظين ووكلاء في عدن لحج الضالع وبعض المسؤولين واستجابوا لنا أيما استجابة ثم نزلنا نزولاً ميدانياً نتكلم بما يملي به علينا ديننا الحنيف والضمير الحي المستتب من أجل إخماد تلك النيران التي أضرمتها تلك العصابة الصوت النشاز واليد المنشار التي طالع واكل ونازل وأكل مما يأتي من وراء السواحل العدنية وأبعد منها قليلاً.
وبعد ذلك شكلنا مجموعات من خيرة الدعاة وطلاب العلم الذين يحملون فكر ونهج الوسطية المستنير وأصحاب اللسان السيال والكلام العذب الزلال الذي أثر في المتهيجين والمتحمسين للحراك وكان نسبة دعوتنا قد خففت بما يعادل "50%" من ذلك الحراك بين عوام الناس وممن يحملون فكراً دينياً على بعض الجهل.
ولكن سرعان ما ثار ثائرة المسؤولين على الحراك ممن يتسترون بلباس السلطة ولهم مصالح عظيمة من إبقاء حدة الحراك وشدة لهجته لأنهم سيجنون من وراءه مصالحاً لهم عظيمة منهم من له مصالح مع السلطة لأنه يعلم أن الحكومة ستوجه إليه بأن يخوض مع أصحاب الحراك من أجل الوساطة وهو يعلم أن هذه الوساطة لها سيولة عظيمة لأنه عبده المجرب والفشفشي ومنهم من يجعل من أصحاب الحراك ورقة ضغط على الحكومة في إعطائه منصباً حكومياً أعلى من الذي يتقلده ومنهم من يريد أطماعاً أخرى.
فبادروا الأستاذ عبدوه بتقارير وأن هذه الجماعة المسماة "بمجموعة الوحدة والائتلاف" نائبها يحمل فكر القاعدة والأستاذ عبدوه يعلم أني لا أعرف القاعدة ولا القمة وأنني فكري صاف مصفى أصفى من أفكار بعض كبار المسؤولين الذين يحملون أفكاراً شاذة سوداوية ظلماء رعناء هوجاء وتفتت في عضد النظام ساعة مع تنظيم القاعدة وساعة مع تنظيم القمة وساعت مع إخوانهم في الملة والعقيدة من المتمردين.
فوالله وبالله وتالله أننا عملنا عملاً دؤوباً في ذلك الوقت واجتهدنا على أن قمنا بتشكيل مجموعة في عدن وفي لحج وفي أبين وفي الضالع وبلغ عدد كل مجموعة حوالي "100" عالم وداعية وطالب علم ولم نعطى ريالاً واحداً إلا ما كان في بداية النزول صرف لكل واحد منهم "5" آلاف ريال والباقي لم يصرف لهم شيئاً.
ومع هذا كله انتشروا كالنحل الذي يلسع المواطن ويخلف له عسلاً ويرشده إلى ترك العصبية والطائفية والمناطقية والغلو وعليه بالرجوع إلى أهل العلم من أهل الدين الصادقين الذين يقولون لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم وإن كان ظالماً وإن أخذ حقك وسفك دمك له ما له وعليك ما عليك.
والآن وما زلت أقول: أن الحراك ولطالما قد تطورت الأدوات والدعم المادي والمعنوي بل الدعم اللوجستي أنه يوجد بين المطالبين به والرافعين راياته والمنددين بأعمال الحكومة التي لا ترض الله ولا رسوله في عدم التجاوب مما أطمع العدو الخارجي وسيل لعابه بأن يزخ أموالاً طائلة وخططاً ومرسومات في التدخل في الشأن الداخلي للوطن من أجل زعزعة أمن الوطن فيهم أناس مظلومون حقاً وأن بعض هؤلاء المظلومين لم ينصاعوا لهذه الشعارات الرديئة والمسيئة للوحدة وللتلاحم والإخاء الذي ننعم به وإن كنا لا ننعم بحقوقنا كاملة بل ولا بربع الحقوق طالما وهناك وزراء متنفذون يسيئون للوطن ولوحدته وهذا ما حدى ببعض المشاركين أن يتجهوا إلى طريق الحراك واختلاق العراك مما صار له صولة وجولة وتحميه دولاً عظمى لا دولة وهؤلاء الوزراء والمسؤولون قد بحت أصواتنا ونحن نناشد الأخ الرئيس بأن يقتلعهم لكن صار العكس أن الأخ الرئيس هو من يصدر لهم القرارات بالترقية إلى مناصب عليا فهل ستحل قضية الجنوب وأبناء الجنوب قد تذمروا من هذا القرارات المسيئة في حقهم حيث أن الرئيس لا يعي بأصواتهم في السلم فيحسب لها حساب في الحراك كما يخبرني الكثير ممن شارك في الحراك بل والبعض الآخر يجزم على أن حكومة صنعاء لن يدوم حكمها في الجنوب "5" سنوات وأنا أكذبه لأننا لسنا ممن سيرضى بالانفصال ولو تدخل العالم كله وسنقف يداً واحدة مع الحكومة على من سوانا ولو ذهبت أنفسنا ومهجنا فهي رخيصة في حق الوطن وحماية أمنه ووحدته، لكن في المقابل نقول للأخ الرئيس لفة بنصف عين وبنظارة شمسية لا سوداء ولا بيضاء للمظلومين الفعليين من أبناء الجنوب والذين هم أكثر وحدوية ووطنية ممن يسعون للمناصب ونهب المواطن وامتصاصه والاستئثار بحقوقه وضمها إلى أملاكهم، أبناء الجنوب ما كانوا يعرفون دفع حق بن هادي "الرشوة" ولا كانوا يحاربون من أبناء الجبهة والحزب في وظائفهم وصرف حقوقهم كما يحصل في وزارتك أيها الأخ الرئيس فوجه بسرعة إقالة الحكومة هي من سبب هذا الحراك والاحتقان وربك يعلم ما في الأنفس والضمائر.
Serag aldeen J 2009 @ yahoo. com