بقلم/ حنان محمد فارع
لكي نقاوم اليأس المطبق لابد من طاقة نور ننتظرها لتحمل بشرى الأمل في أن نحيا حياة أفضل وأكثر رفاهية وسعادة؛ وحتى يبدو لنا بصيص من الأمل في المستقبل لمواجهة الإحباطات التي نعانيها يومياً ومن خلالها نستطيع القفز فوق ظهور يأسنا وعجزنا لنتجاوز حاجز اليأس والعجز والآفاق المسدودة، ونبدأ في إعادة ترتيب واقعنا بشكل صحيح واستشراف آفاق المستقبل وتوفير فرص للّحاق بالآخر المتقدم، ولن يحدث هذا إلا إذا تمكنت الجامعة من أن تحتل موقعاً رئيسياً في إرساء مقومات التعليم والتنمية ولعبت دوراً قيادياً في تطوير المجتمع.
إن قطاع التعليم خطير ويخص الحاضر والمستقبل، وحقيقةً لا يفيد أن نضع عليه المساحيق الملونة لتجميله، فالجامعة وظيفتها كمصدر أساسي ومتميز لصنع المعرفة وإنتاجها وتنميتها وليست مهمتها تخريج جيوش من الخريجين الذين لا يجدون ما يفعلونه لأن تعليمهم لم يكن مرتبطاً بالحاضر أو بخطط المستقبل.
أيضاً على الجامعة الخروج من المفهوم التقليدي كمؤسسة تعليمية وتوفر الإمكانات التي تساعد على التفوق والتميز في الإنجاز التعليمي والبحثي؛ لا أن تسخّر إمكانياتها المادية لرفاهية وراحة أساتذتها.
يتعين على الجامعة أن تختار لنفسها ما ترى أنه يصلح ليكون نموذجاً للفكر والحياة في المستقبل وتعمل على الدعوة إليه وترسيخه في أذهان طلابها وتصون الأجيال من المحاولات المتكررة لاستقطابهم ضد مصالح الوطن.
ويتوجب أن تتلاءم أنظمتها ورسالتها التعليمية وتكوينها مع نوعية المعرفة ومستواها؛ فذلك يثبت قدرتها على الاستمرار ومواجهة كافة المتغيرات في عصر يميل الشباب إلى التمرد على كل النظم التقليدية.
وفعلاً تعجز الجامعة على تأدية مهمتها على هذا النحو وهي تعاني وتشكو الأبنية البالية والمتهالكة، وقاعاتها عبارة عن فصول خشبية، مما يعرقل مسيرتها التعليمية نتيجة افتقارها إلى مبنى تعليمي ملائم يلبي الطموحات.
جامعة عدن التي تأسست أولى كلياتها عام 1970م، وهي أول كلية على مستوى الجزيرة العربية، وكانت تسمى آنذاك "كلية التربية العليا" ومن ثم أُنشئت بقية الكليات إلى حين صدور قرار بإنشاء جامعة عدن عام 1975م، وتمكنت أن تؤدي رسالتها بإصرار رغم افتقارها إلى رؤى مستقبلية واضحة وحشد الطلاب في تخصصات لا تتناسب مع متطلبات سوق العمل والتباطؤ في استحداث تخصصات جديدة لمواجهة حاجات التنمية وتوفير العمل لخريجيها بعيداً عن اعتبار الجامعة مؤسسة للإبداع والتجديد والابتكار إنما مجرد مدرسة تعليمية يتلقى الطلاب أساليب الترديد والاجترار والتكرار.
فهل ثمة أمل لتحسين أوضاع جامعة عدن؛ فمنذ تأسيسها قبل حوالي أربعة وثلاثين عاماً وهي لاتزال تفتقر لكل شيء ابتداءً من المبنى الجامعي، وخير شاهد على هذا القول هو كلية الآداب التي لا يمكن اعتبارها في أي حال من الأحوال صرحاً تعليمياً محترماً، وتليها كلية التربية التي تواجه شحه في الأساليب والوسائل التعليمية المساعدة.
لا أجد أدق من التعبير القائل: "الجامعة هي الغد المأمول".