كروان الشرجبي هناك اشخاص لا يمرون بحياتنا مرور الكرام كونهم يتركون بصماتهم في أنفسنا وفي تكوين شخصيتنا أيضاً.كم أتمنى لو أني كنت قد التحقت بالمجال الصحفي قبل زمن حتى استطيع أن أكتب عنهم قبل أن يدركهم الموت ولكني وعلى الرغم من ذلك سأكتب عن بعضهم حتى وأن كان قد انقضت فترة على وفاته عرفاناً مني ومن الأجيال السابقة لهذا الإنسان التربوي الذي لم نعرفه مديراً أو أستاذاً بل عرفناه أباً وأخاً وصديقاً فعندما أتحدث عنه أعطيه صفة "بابا" لأنه كان يعطيني ذاك الشعور الأبوي في التعامل فقد ذكرت اسمه أمام أخوتي وأشقاء وشقيقات" ونطق الجميع بصوف واحد "رحمة الله عليه" وبدأ كل واحد يتحدث ويتذكر هذا الإنسان الرائع فإحدى شقيقاتي عندما تتذكره تتذكر المسابقات المدرسية والتنافس على أحد المراكز في المسابقات الفكرية والرياضية فقد تحمل مسؤولية الحفاظ علينا إذ كنا في الصف التاسع وكانت أول سنة اختلاط. هذا ما قالته إحدى شقيقاتي وأنه كان يتواجد معهم خلال الاستراحة ويجلس معهم ويتحاور معهم. فقد كان يعاملهم بطريقة جعلت الكل يقترب منه. وكان يردد عبارة " من يحتاج أي شيء فليأتي إلي في الإدارة" وكان عند كلمته وهنا تدخلت شقيقتي الأخرى متذكرة دروس التقوية التي كان يتبعها في سياسته التعليمية فقد كانوا يذهبون بعد الظهيرة إلى المدرسة من أجل أحد الدروس وقال شقيقي الأكبر مقاطعاً حديثنا: هذا الأستاذ ما فيش مثله باختصار شديد ولو مكثنا نتكلم عنه أسبوعاً كاملاً لن نعطيه حقه يكفي أنه جعلنا نحن الشباب أصدقائه فقد كنا نحب المدرسة من بعده. نعم الكل يحبه صغيراً وكبيراً..
فعندما يذكر اسمه تذكر معه كل الأشياء الجميلة التي افتقدناها في مدارس اليوم " المسابقات الفكرية بين المدارس وكانت تعرض في التلفزيون مع الأستاذ ناصر عبدالحبيب" فقد كان حريصاً على جعل الطلبة والطالبات يشاركون في المسابقات الفكرية والرياضية وكان يبذل كل ما في وسعه من أجل أن يرتقي بمستوى مدرسته التي يتحمل مسؤوليتها.
هل عرفتم عن من اتحدث؟ أنا متأكدة أن ساكني منطقة التواهي عرفوا أنه الأستاذ القدير الذي رحل عن الأستاذ حاجب رحمه الله.
فقد كان إنساناً متفهماً لكل الأعمار يعامل كل الطلاب وفقاً لسنه فقد كنا نحبه ونقدره ونحترمه فقد كانت لديه صفات لم أجدها في مدراء مدارس اليوم ولو كان كل المدراء اتبعوا منهجه وطريقته في احتضان الطلبة وجعلهم يحبون المدرسة لوجدنا الطلبة يتسابقون من أجل الذهاب إلى المدرسة حباً فيها لا إجبارياً.
فتحية تقدير وإجلال لهذا الأستاذ القدير مني ومن كل محبيه.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM
