محمد أمين الداهية
عندما قرر الأبطال من أبناء شعبنا العظيم الذود عن وحدتهم وكرامة شعبهم وعاهدوا الله أن تكون أرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية فداءً لهذا الوطن الغالي وأبناءه النبلاء وأن حياتهم وأموالهم وأحبائهم من أهليهم وذويهم الذين ودعوهم على أمل اللالقاء أثناء محاولة تدمير هذا الوطن والقضاء على وحدته صيف 1994م ثمنها رخيص مقابل الحفاظ على هذا الوطن وصون وحماية وحدته الغراء وفعلاً استطاع أولئك الأبطال أن يفوا بما عاهدوا الله عليه فكانت أرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية هي الثمن الذي دفعوه في سبيل وحدة هذا الوطن وحماية المنجز الخالد الذي تحقق في ال 22 من مايو 1990م ليعيش وطننا الحبيب واحداً موحداً ولتنعم الأجيال بما دفع ثمنه الأبطال مهجهم الغالية وأرواحهم الطاهرة.
فعندما قرر الأبطال والشرفاء أن يهدوا الأجيال هذا المنجز العظيم لم يكونوا يتوقعون أبداً أن هذا المنجز الذي وهبوا من أجله دمائهم وأرواحهم، سيلقى أذى وإساءة من قبل من ضحوا من أجلهم ولم يكونوا يتوقعون أبداً أن أطفال صيف 1994م هم من سيصبحون أوانٍ فارغة يعبئها أعداء الوحدة من الحاقدين بأفكارهم الرعناء التي لن يكون ضحيتها سوى الوطن وأبناءه وعلى رأسهم أولئك الشباب الذين يستخدمهم الأعداء لإشعال شرارة الفتنة ليتبؤوا تنفيذ مخططاتهم الشيطانية مستقوين على وطنهم وأبناء شعبهم بالخارج الذي يعنيه أرض تدمر وأطفال يقتلون وييتمون ونساء يصرخن ويستثن في زمن دفنت فيه النخوة العربية وحكمه الظلم والنفاق حتى أن الدول العربية أصبحت تتنافس فيما بينها من سيحتل المرتبة الأولى في الخيانة والنفاق فمن يظنون أنهم سيقضون على وحدة الوطن وأبناءه وأنهم أقوى من إرادة هذا الشعب الشامخ فهم واهمون واهمون، فليدع هؤلاء الخونة الوطن ووحدته لشأنهما فالوحدة قد عمدت بالدم ولا تحتاج إلى تأكيد ذلك مجدداً، فدماء اليمنيين لا يوازيها ثمن.
وعلى أبناء شعبنا أن يعوا بأمانة ومسؤولية ما يواجه هذا الوطن من تحديات جسام ليس في الداخل فحسب بل من بعض الدول الأشقاء وغيرها من دول العالم، الوقت لا يسمح لمزيد من المكايدات السياسية الداخلية والنظرات القاصرة المسألة مسألة وطن ووحدة وأمن واستقرار فليعي كل فرد في هذا الوطن مسؤوليته وليقدر أمانة هذا الوطن أبناءه وليتقوا الله في هذا الوطن وليتحملوا ما بني للأجيال فقد كان ثمن ذلك غالياً.