عصام المطري
* لا يختلف عاقلان في أن وحدة الأمة بل قوة الأمة في وحدتها وتماسكها فالأمة بالوحدة الوطنية تكون رقماً عصياً أمام مخططات التجزئة والتتيت، فاليمن بارك الله خطاه اتجه صوب السلامة والسلم الاجتماعي وقفز من على أسوار مخططات التجزئة والفتيت إلى إعلان مشروعه العادل المتمثل بإقامة الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو المجيد عام 1990م، وكان أن لم الشمل في الجنوب وفي الشمال وصرنا دولة واحدة بموجب الدستور ومن ثم القوانين النافذة من مجلس النواب الذي هو خليط من مجلس الشعب في الجنوب ومجلس الشورى في الشمال إبان التقاسم والفترة الانتقالية والائتلاف الحكومي الثنائي بين شركاء الدرب ومحققي الوحدة الحزب الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي العام اللذان صنعا منجز الوحدة، فكانت هنالك بفعل طبيعة المرحلة تباينات في وجهات النظر في الرؤى لبناء وإعمار البلاد لم يتم استيعابها واحتوائها فظلت عائقاً أمام البناء والإعمار الوطني الفعال، هذا فضلاً عن تعرفها أحد مهددات الوحدة، وكانت بالفعل حينما تراكمت ولم يأبه لها مهدداً خطيراً للوحدة حيث قاد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الأستاذ/ علي سالم البيض نائب رئيس الجمهورية آنذاك حزبه إلى إعلان الانفصال وإعلان حرب الردة والانفصال الشهيرة.
* فدخلت البلاد أتون حرب خاسرة خسرناها جميعاً إلا أن الوحدة انتصرت علينا جميعاً في السابع من يوليو العظيم عام 1994م حينما حسم أفراد الشعب اليمني البطل وبمساندة قوات الشرعية البواسل الحرب لصالح الشعب والوطن، وما أشبه اليوم بالبارحة هنالك وجهات نظر ورؤى متباينة عند بعض القيادات الحزبية والعسكرية تريد أن ترى النور، وهنالك مظالم وتعسفات وبسط على الأراضي من قبل نافذين في الحزب الحاكم ما أدى إلى رغبة البعض في إعلان الانفصال إلا أننا نقول لهم: ألم تستفيدوا درساً ممن سبقوكم؟! فالوحدة مصانة ومحروسة وهي قاسم مشترك لجميع اليمانيين فاجعلوا نضالكم سلمياً ولا تحاولوا المساس بالوحدة لأنكم أنتم الخاسرون، فالشعب عمد الوحدة بالدماء الطاهرة الزكية ولا رجعة عنها وسوف يهب هذا الشعب للدفاع عنها في أعظم ملحمة للوفاء والبطولة والذود عن الوطن، فإذا كانت القلوب متوجسة وهنالك من يدير "الحراك الجنوبي" من الخارج وإذا ما أردتم العلاج فإنه يكمن في المصالحة الوطنية التي تجمع جميع فئات الشعب وقواه السياسية والاجتماعية على طاولة الحوار.
* فلنعلنها مصالحة وطنية بين السلطة والمعارضة بما فيها قوى "الحراك الجنوبي"، وقوى "المتمردين" في صعدة، ومن ثم نجلس على طاولة الحوار، وفي ظل الالتزام بالثوابت الوطنية. . النظام الجمهوري والثورة والوحدة والديمقراطية هذه هي الثوابت الوطنية، ففي ظلها وفي ظل دستور الجمهورية اليمنية تدشن المصالحة الوطنية والحوار المسؤول من أجل يمن نابض بالحياة، مزدهر بحل جميع مشكلاته السياسية بذاته ولا يعتمد على الغير في حلها له أو في التدخل الخارجي، فهنالك متغيرات لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط حيث توصي السياسة الأميركية بتفتيت وتجزئة الأوطان والأقطار الإسلامية والعربية من أجل أن يسهل السيطرة عليها حينما تكون مقسمة إلى قطع صغيرة، فعلينا تغليب الانتماء للوطن على ما عداه من انتماءات وتغلب أيضاً انتمائنا للدين الإسلامي الحنيف الذي يأمرنا بالتوحد قال تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا" صدق الله العظيم وعلى الله قصد السبيل.