سراج الدين اليماني
بادئ ذي بدئ وفي هذه النصيحة التي أتوجه بها إلى الحاكم والمحكوم والرئيس والمرؤوس والقائد والجندي والطفل والكبير والشاب ولكل شرائح المجتمع اليمني شرقاً وغرباً جنوباً وشمالاً الهرم مناطق وسطى ومناطق منزل ومناطق محادة إلى كل مسلم يريد أن يرى اليمن في سعادة وهناء ورخاء عيش وأوجه اللوم والنقد اللاذع إلى أولئك الذين يفرحون بترح الأمة ويحزنون لفرح الأمة لكل أولئك أقول أن الذي يجري في مناطق الجنوب من فتن كقطع الليل المظلم جعلت من هذه الأحداث دماء تسيل وأرواح تزهق وأعضاء تتقطع وأشلاء تتمزق وجماجم تتطاير في صالح من هذه كله؟!! ويرضي من هذا الإجرام!!
أحب أن أنبه إلى أمر مهم ألا وهو أن أصحاب محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم جميعاً قد صار لهم أشد مما يصير لكم يا أبناء اليمن الحبيب وما أنتم إلا أتباع صادقون لهم وهذا لا يستطيع نكرانه أبداً أليس فيكم علاء بن الحضرمي الذي أذاق الفرس الويلات عندما وقفوا لاستئصال دعوة النبي وأرادوا أن يخمدوها في مهدها وفي بداية أمرها ولكن لأن علاء تغمد سيفه وأشهره في وجه العدو الذي يتربص بكم الدوائر من ذاك اليوم إلى يومنا هذا وهو يخطط للانتقام وقد عاد بغضه وغضيضه وخشبه وحديده وقد كشر عن أنيابه في صعدة ولكن رجال الله وقفوا له بالمرصاد وإن كان قد صار ما صار ونجح نوعاً ما في زرع البلبلة والفوضى والأحقاد وإذكاء النيران والتي يتوقد في النفوس فأشعل فتيلها وزاد من حجمها ولكنه غزم هناك وأخمد ورأيناه قد طل علينا من البحر عبر قواعد في إرتيريا بالتعاون مع العدو الصهيو أميركي.
أليس فيكم أنس بن مالك الأنصاري اللحجي الذي نصر النبي عليه الصلاة والسلام وسخر نفسه لخدمته ما يقرب من "15" سنة؟!!
أليس فيكم رجل رشيد يا أتباع أبو مسلم الخولاني وأبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس وأويس القرني؟
الصحابة قد أصيبوا بعام الرمادة في زمن عمر رضي الله عنه أياماً طوالاً وما خرجوا يتظاهرون على أمير المؤمنين، وقد آذاهم المشركون وكان يقتلون منهم العدد الكثير وما كانوا يتظاهرون لماذا قتلوهم؟ فليس هناك مزيد على أن المظاهرات هذه التي تحصل في مجتمعنا هي من تقويض الكفار من الفرس والصليبيين وبدعم منهم من أجل الضغط على حكوماتهم للتسليم بالاحتلال الجديد الذي جاءنا من نافذة القرصنة والصوملة وساحل عدن لأن كول كادت أن تنفجر فيه.
إخواني آبائي أبنائي يا من رضيتم بالله ربا وبالإسلام دينا ومحمد صلى الله عليه وسلم نبياً لماذا لا تحكموا الشرع المطهر قبل العقل المتحجر وأنا هنا لا أريد أن أقول لكم لا تطالبون بحقوقكم أبداً لكن المطالبة إن لم يستجاب لها من قبل الحاكم ولن يستجاب لها وأنتم تطالبون بهذا الصورة أبداً لأن الحكومات عنيدة تقف مع الشيطان على أبنائها وهناك مسيئون للشعوب فيهم يعملون مصالحهم على مصالح البلاد والعباد، فإذا كان هذا هو الحاصل فالمطالبة تكون حينها برفع أكف الضراعة إلى المعطي الذي إذا أعطى لا ينقص من ملكه شيء يجود ولا يبخل ليس له مستشارون من البشر لا من الحديدة ولا من تعز ولا من آل البيت وإنما يحكم بنفسه ويرسل جنوده من الملائكة لنفع الناس وإن عصوا فهو يعطي للكفار كما يعطي للمسلمين لا يمسك عنهم لأنهم كفروا لكن حكامنا يمسكون أيديهم إذا صار لهم بعض التوبيخ أو الملامة أو الإساءة فالله حليم كريم عليم قادر مقتدر منفق سحاء بالليل والنهار فلا بد من العودة إلى كتاب ربكم وسنة نبيكم وإعمال سلفكم لنصوص الكتاب والسنة وهل هذا الذي أنتم تعملونه جائزاً أم فيه تجاوزاً لكل هذه الحواجز والنصوص القاطعة بعدم العصيان للحاكم وإن كان عبداً من أسمرة أو بربرة أين الوقافون عند النصوص واحترام السلف لتعلموا أنكم خارجون الخروج المغضوب عليه في هذه النصوص وأنا هنا سأذكركم بجملة من نصوص الوحيين وإعمال السلف الصالح لها علها تجد آذاناً صاغية وقلوباً مفتوحة ترتدع وتعود إلى الحق الذي فيه خير وصلاح لأمتنا وشعبنا وبالله التوفيق.
يقول ربكم في محكم التنزيل: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلكم خير وأحسن تأويلا" [النساء: 59].
ركز معي أخي الحبيب ماذا قال ربكم؟ قال: فردوه إلى الله والرسول وأولي الأمر منكم ولم يقل ردوه إلى العشرة الذين لعنهم الرئيس أولهم النوبة وآخره الشنفرة صعاليك الجنوب الذين تأبطوا شراً مع باصرة وغيره وبعضهم لا يدع الزجاجة من الخمر ولا يهدأ له بال عندما لا يرى غلاغل وفتن خلق لأن يكون مختلقاً للمشاكل فدعوهم يتأبطون في شرورهم وآثامهم فما بالكم تنغمسون معهم!! أخي الحبيب أن هؤلاء المفتونين لم يدروا أن أكثر ولاة أهل الإسلام من عهد يزيد بن معاوية حاشا عمر بن عبدالعزيز ومن شاء من بني أمية قد وقع منهم الجراءة والحوادث العظام والخروج والفساد في ولاية أهل الإسلام، ومع ذلك فسيرة الأئمة الاعلام والسادة العظام منهم معروفة مشهورة لا ينزعون يداً من طاعة فيما أمر الله به رسوله من شرائع الإسلام وواجبات الدين وأضرب لكم مثالاً واحداً الحجاج بن يوسف الثقفي وقد اشتهر أمره في الأمة بالظلم والغشم والإسراف في سفك الدماء وانتهاك حرمات الله وقتل من قتل من سادات الأمة كسعيد بن جبير وحاصر ابن الزبير وقد عاذ بالحرم الشريف واستباح الحرمة وقتل ابن الزبير مع أن ابن الزبير قد أعطاه الطاعة وبايعه عامة أهل مكة والمدينة واليمن وأكثر سواد العراق والحجاج نائب عن مروان ثم عن ولده عبدالملك ولم يعهد أحد من الخلفاء إلى مروان ولم يبايعه أهل الحل والعقد ومع ذلك لم يتوقف أحد من أهل العلم في طاعته والانقياد له فيما تسوغ طاعته فيه من أركان الإسلام وواجباته، وكان ابن عمر ومن أدرك الحجاج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا ينازعونه ولا يمتنعون من طاعته فيما يقوم به الإسلام ويكمل الإيمان وكذلك من في زمنه من التابعين كابن المسيب والحسن البصري وابن سيرين وإبراهيم التيمي وأشباههم ونظرائهم من سادات الأمة واستمر العمل على هذا بين علماء الأمة من سادات الأمة وأئمتها يأمرون بطاعة الله ورسوله والجهاد في سبيله مع كل إمام بر أو فاجر كما هو معروف في كتب أصول الدين والعقائد.
وإذا علم هذا فإنني أقول كفوا أيديكم عن أبناء الجنوب يا أيها الشنفرة والمعطري والنوبة نحن أحق بأهلنا منكم وأنتم اذهبوا إلى حيث تعلمتم هذه العقائد الفاسدة وأن اليمن لا تدين بدينيين أبداً ما هو إلا دين واحد فقط وهذه ليست دعوة للرئيس على الشعب لا والله وإنما هي النصيحة بما يمليه علينا ديننا كما نصرح بذلك دائماً وأبداً وحيث وأن هؤلاء جاءوا ليشقو عصى الطاعة فأذكر الكل بحديث النبي عليه السلام وليفسر بأي تفسير شاء ألا وهو حديث عرفجة الأشجعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من أتاكم وأمركم جميعاً على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق كلمتكم فاقتلوه"، وفي رواية: "فاضربوه بالسيف كائناً من كان" رواه الإمام مسلم في صحيحه برقم "1479" وغيره ولعلي في عدد آخر أبين أكثر إن مد الله في العمر.
Serag aldeen - 2009 @ hotmail. com