محمد صالح الحجاجي
الشعوب الحرة تعتبر النضال حقاً مشروعاً تمارسه من أجل أهداف نبيلة بوسائل سلمية غايتها ومرادها خدمة الوطن أرضاً وإنساناً ولكن في بلادنا اليمن يطالبون بالباطل ويسمونه حقاً وينادون للتصالح والتسامح وهم يفتقدون للروح المسامحة في شعاراتهم العنصرية وهتافتهم بعبارات تنافي معاني المصالحة مارسوا أبشع ما لديهم من وقاحة لفظية بل تمادوا إلى بلطجة فعلية أدرجوها في نطاق نضالهم حيث انقسموا إلى عصابات لقطع الطرق والنهب والتهجم على عائلات لسبب انتمائها إلى الجزء الآخر من الوطن أكدت لنا هذه الجماعات أنهم يسلكون كالمجرمين من خلال أفعالهم في جعار أبين.
أتدرون من الخاسر الأكبر؟ هو الجزء الغالي من هذا الوطن الحاضن لهؤلاء الذين يزعمون أن نضالهم من أجل تحرير جغرافيا لوطن وهمي داخل وطن حقيقي لا يمكنهم تزييف التاريخ ولذلك ستظل أهدافهم بل أحلامهم مجرد أوهام لا يمكن تحقيقها للأسباب التالية:
* تمزيق الوطن هدفهم: ولأنهم يعشقون الفوضى من الطبيعي أن ينهجوا وسائل غير مشروعة لتحقيق هدف باطل ولذلك لا يمكن للأساليب الباطلة الانتصار على الحق.
* من خلال الأحداث وتصريحاتهم: وبالأحرى من معايشة واقعهم تظل العنصرية لديهم أرث ثقافي يظهر ملامحه من الطفولة ويرسخ من البيئة المشحونة بمفردات المناطقية وتلك الثقافة هي الخطر الحقيقي على من ينتهجها لن أقول إقرؤوا التاريخ ولكن تمعنوا الواقع لكي يبان لكم المستقبل.
* من أجل وحدة اليمن: ستظل الصبر هي خيار الشعب لمواجهة الإرهاب اللفظي النابع من جوهر ثقافة عنصرية ولكن لو شعر الشعب بوجود خطر حقيقي لتمزيق الوطن سأترك ذلك للمستقبل.
* تفكيرهم لا يتعدى أرجلهم أن وسيلتهم لتحقيق أهدافهم من خلال أن يجروا النظام للعنف والبلاد إلى الفوضى أقلول لهم بغباء النظام وهيكلية الدولة ممكن ولكن ماذا بعد لا تحلموا أنكم تستطيعون تكوين الدولة المنشودة هناك أوراق غير النظام من أوساط الشعب ستدخل في خط المواجهة وسيحل الدمار على مكان الفتنة.
* الركض وراء صحافة تخدم مصلحتها حتى لو كان على حساب الوطن المنعش لها بعد غيبوبة ما قبل الوحدة، أليس بالأمس كانوا يتبادلون المصالح مع النظام في فترة كان للفساد ذروته واليوم يتبنوا مشاريع كفيلة لرفع الأسهم في بورصة فوضى الديمقراطية يحركون عواطف الشعب نحو قضايا مصيرية بديلة عن مطالب حقوقية وبذلك يستطيعون المتاجرة في سوق أكبر ولفترة مفتوحة حتى يعي الشعب أنه رهن المصالح الشخصية.
* يتهمون الناس بالعمالة من أراد أن يناضل لنيل حقوق المواطنة المتساوية في إطار وطني مفتوح لكل المخلصين بدون استخدام منظار العنصرية للنظر في انتمائهم الحزبي والمناطقي.
* التسابق نحو الزعامة للقيادة جماعة ما يسمى الحراك هذا يؤكد أن هؤلاء يبحثون عن سلطة فلا توجد لديهم التضحية والإخلاص والشجاعة بل تجد لديهم المصلحة والغدر وعدم الثقة والافتراء حتى أن قيادي اشتراكي سابق لغى انتماءه الحزبي وادعى أنه قومي يا للعجب أصبح القوميون العرب شعارهم الانفصال.
* أخيراً هؤلاء سيظلون كالسوس ينهشون الحاضن لهم حتى يحلون الدمار عليه ما لم يتم مكافحتهم بالمبيدات المرخصة في إطار عدالة القانون.