إسماعيل صالح السلامي
في الأول من أيار / مايو يحتفل العالم بعيد العمال العالمي تقديراً لجهود العمال وتكريماً لهم كونهم يدعون الطبقة المنتجة ورد الجميل على بذل جهودهم وكفاحهم المستمر من أجل البناء والتطور والرقي والازدهار ففي هذا اليوم تعاد للعامل كرامته واعتزازه بالعمل. .
عندما يلاحظ كل من حوله وفي شتى أنحاء العالم يشاركون بتلك الفرحة فيستعدون العمال ليومهم هذا كاستعدادهم للأعياد الوطنية أو الدينية فلا يمارسون العمل في هذا اليوم حيث يجعلونه يوماً للراحة والاستجمام لإزالة القلق النفسي والتوتر العصبي الناتج عن جو العمل وتكراره يوماً بعد يوم ولكن وللأسف فعمال اليمن لم يعرفوا أي شي من ذلك فيا عيد لم يكتمل ويا فرحه ما تمت ويا احلام لم تحقق فلن يجدوا يوم للراحة سواء هذا اليوم أو غيره فهو يوماً كسابقيه يذهب العامل إلى الجولة في الصباح لعل وعسى يجد قوت يومه ويقف أمام أمرين لا ثالث لهما أما الحصول على عمل بأجر يومي بسيط لتسديد صرفة ذلك اليوم لا يفكر بيوم آخر أو ينتظر هناك في الجولة تحت حرارة الشمس حتى وقت الظهيرة ويعود إلى بيته مكفوف اليدين يملاء وجهه الاكتئاب وهو راض بما قدره الله له في ظل دولة لا تراعي ظروف مواطنيها ولا تنظر إلى أوضاعهم السيئة وحياتهم الشاقة التعيسة فقط صارت لقمة العيش البسيطة أكبر همهم يبذلون أقصى جهودهم للحصول عليها وخصوصاً مع ارتفاع الأسعار وتدني مستوى الدخل حيث يقوم أرباب العمل باستغلال العمال سواء من حيث الأعمال الشاقة والمتواصلة محتكرين قلة فرص العمل فيأخذون العامل كالعبد يتعاملون معه كيف ما يشاءون أو من حيث قلة الأجور اليومية التي قد لا تغطي المصاريف الأساسية للأسرة الأمر الذي يجعل بعض الأسر تلجأ إلى تشغيل جميع أفراد العائلة وذلك للتعاون في إيجاد لقمة العيش والحياة الكريمة وهذه تعد مشكلة بعينها. .
عندما نلاحظ الأطفال يتركون التعليم ويذهبون إلى سوق العمل ويشتغلون في أعمال ليست بمستوياتهم قد تنتج عنها أمراض صحية مزمنة والنساء يتركن بيوتهن ويذهبن إلى الأسواق لبيع سلع بسيطة أو قيامهن بأعمال لا تناسبهن ولكن الظروف المعيشية أجبرتهن على ذلك هكذا تجد تلك الأسر اليمنية كلها تعمل صغيرها وكبيرها لا يهتمون بالتعليم ولا يجدون وقت للراحة.
هذا فضلاً عمن يعملون في القطاعات العامة أو الخاصة وبرواتب شهرية ضئيلة ومحرومين من التأمين و ان تكلم البعض عن تأمين فذلك الكلام عبارة عن أكاذيب لاستغلال اليد العاملة ولا يطبق في الواقع فتجد العامل قد يخدم حتى يبلغ أحد الأجلين وفي النهاية لا يحصل على تأمين إلا إذا ضحى بمبالغ مالية أكثر من المبلغ التي سيحصل عليها الأمر الذي جعل الكثير من الرجال يهاجرون إلى الخارج تاركين أطفالهم ونسائهم للأقدار يبحثون عن الرزق من جراء تعاظم البطالة والفقر وانعدام القانون فأين حقوق الإنسان إن لم نقل حقوق العمال التي كفلتها القوانين العالمية والتشريعات السماوية.
من هذه الرؤية يجب وضع قوانين وتشريعات تضمن حقوق العمال والمزايا لهم ناهيك عن ضرورة إيجاد نقابات عمالية تحمي العامل وتدافع عن حقوقه وتعبر عن نفسها بتنظيم الإضرابات والمظاهرات وفرض التأمين على أرباب العمل ومضاعفة الرواتب وفي الآخير نهنئ كل عامل يمني بهذا اليوم المجيد إذ يجب أن يكون هذا اليوم انطلاقة مثلى لمضاعفة الجهود والإنتاج في أسواق العمل آملين أن يعود هذا اليوم وقد تحقق للعامل اليمني مزيدا من التقدم والازدهار والله الموفق،،