بندر محمد دغيش
على حين غفلة منا أو تغافل وفي ظل لامبالاة ولا مسؤولية اقتحمت بيوتنا في الآونة الأخيرة نوع جديد من الدراما التلفزيونية الاجتماعية وعلى غرار المسلسلات المكسيكية الدراما التركية من وراء الحدود وتعدت كافة الحواجز والأسوار الشائكة منها والسهلة لتصبح ما بين ليلة وضحاها جزء من الأسرة اليمنية وما أن ينتهي مسلسل حتى يأتي مسلسل آخر ومختلف تماماً عن سابقه من حيث الأسلوب ويبقى المعنى هو المعنى والطريقة هي الطريقة ومهما لوحظ من اختلاف في الأحداث ومجريات القصة إلا أنها تبقى هي هي تلك الأهداف والمقصود منها وبدون أي شك هي زرع ثقافة في أوساط مجتمعنا مخالفة تماماً شكلاً ومضموناً عن الثقافة اليمنية الإسلامية والمحافظة والمتمسكة بأخلاقيات ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف والسنة النبوية الشريفة.
ولعل أغلبنا إن لم يكن جميعاً شددنا وبصورة غير عادية وتجاوبنا بشكل رهيب مع مجريات وأحداث تلك المسلسلات المتتالية والتي اعتقد أن اجتذابنا وانبهارنا الكبير بتلك المسلسلات ناتج عن فراغ شديد وتعطش أشد لذلك الحجم الضخم من المشاعر والرومانسية والإنسانية أحياناً والشر أحياناً آخر.
كبيرنا وصغيرنا رجالنا ونساءنا وحتى أعداد كبيرة من الشريحة الاجتماعية الأكثر فقراً لم يكن ليمر عليهم حلقة دون أن يشاهدوا العرض الأول ثم متابعة الإعادة وهكذا صارت تلك المسلسلات إدمان رهيب ويحدث مع البعض ولا سيما الفتيات حالات عشق ووله بأبطال تلك المسلسلات فيحيى وعمار ومهند صارت الأسماء الأكثر تفضيلاً بين الفتيات ومن ناحية أخرى وإن كان بنسبة أقل من الفسق أسماء لميس ونور و.. هي الأسماء الأكثر جاذبية بين فئة الشباب.
والمقبول من وجهة نظري الشخصية حيث يجب أن لا نكون متزمتون كثيراً مع الثقافات الأخرى ويجب أن نكون أكثر انفتاحاً وكرازيمية ولا سيما الجيد منها والذي بالإمكان أن نستفيد منه وأخذ العبر والدروس فدعوة الحب والوفاء والإخلاص والتضحية والإيثار لا يمكن أن تقابل بالصد والإنكار والجحود فالملاحظ أن تلك المسلسلات وبمختلف عناوينها تعطي قدراً لا بأس به مما يجب علينا الاستفادة منه.
وفي المقابل هناك المرفوض والمرفوض جداً مما يمكن أن نسميه إنحلال أخلاقي لا يمكن التعايش معه ولا القبول به تحت أي مبررات لأنها نار وجحيم في جحيم.. وعواقب الاستهانة بها عند المتلقين وخيمة جداً وكارثية بكل مقاييس الكارثة لأنها تخلق فجوة عميقة وواسعة جداً جداً بين ما نحن عليه من ثقافة وأخلاق وتماسك ومحافظة والتزام وبين ما نعايشه في هذه المسلسلات من تفكك وعدائية وإنحلال أخلاقي وتفكك أسري المتضررون الأوائل منه كما أسلفت الشباب وصغار السن بالذات.
ومن هذا المنطلق لا يفوتني على الإطلاق إلا أن أبدي استنكاري الشديد وغضبي من نوعية وكثافة الإسفاف المصتنع والمتعند حشره في مجريات تلك الدراما اللاهادفة في بعض الأحيان.
وعليه صار إلزاماً علي لفت انتباه عناية الأخوة أرباب الأسر من المخاطر الكبيرة التي قد تلحق بنا وبأبنائنا وإن لم يكن في الوقت الآتي فعلى المدى المستقبل القريب لا شك وأنا سنلاحظ تغيراً جذرياً في سلوكيات وأخلاق وتصرفات أفراد أسرنا بمختلف أعمارهم وأجناسهم.
وسنندم وقت لا ينفع الندم .. وأدام الله منازلكم عامرة بالأخلاق والفضيلة.
،، دمتم سعداء