محمد أمين الداهية
من واجب كل يمني شريف غيور أن يثبت لهذا الوطن وللأجيال القادمة أن الإنسان اليمني لم يكن في يوم من الأيام معول هدم لوطنه وسبباً في وأد مستقبل أبناءه، ولن يكون كذلك أبداً مهما تكالب الأعداء ومهما كانت الإغراءات فهو يدرك جيدأً أن بالوحدة تبنى الاوطان وتنهض الشعوب ويحفل المجتمع بأجيال صاعدة تشق طريقها مستظلة بمظلة الوحدة والتي هي في الأصل الخير والجمال والأمن والأمان القوة التي يعجز الطامعون والمتربصون والحالمون من أن يواجهوها ويعلم أبناء اليمن يقيناً أن بالتجزئة والفرقة والانفصال موت الأوطان ودمارها فتنمو الفتن ويجني الخونة ثمار ما حصدوه من بغض وكراهية وحقد يكنه أبناء الوطن الواحد لبعضهم، سيعيش الأطفال الأبرياء لحظات يرون فيها مستقبلهم يموت بل يذبح أمام أعينهم سيرون تلك المظلة التي استظل بها من سبقوهم فترة من الزمن وسلموها لهم كي يستظلوا بها ويشقوا دربهم في حماها تحترق دون ذنب جنته، إن وحدة الوطن الغالية إرادة شعب وهي في الوقت نفسه أمانة في عنق كل فرد في هذا الشعب، فإذا كنا نريد أن نحمي أبناءنا والأجيال عموماً ونقيهم من شرٍ يفتعله شياطين الأنس من الذين يبيعون أوطانهم ويعتقدون أن الحياة بعيداً عن وطنهم وخارج أرضهم فيها الخير لهم ولأبنائهم وينتقمون بكل قساوة وظلم من هذا الوطن وأبناءه الذين امتزج ترابه الطاهر بدمائهم واقترنت كرامتهم ببقائهم على أرضهم مهما كانت التحديات، فإذا كنا نخشى على أجيال المستقبل من المصير المشؤوم والذي يحاول أن يوجده الأعداء فعلينا أن نذود وبكل شجاعة واستبسال عن وحدة هذا الوطن علينا أن نثبت للعالم ولتلك الفضائيات التي جعلت من مهامها إشعال الفتن وصب الزيت على النار، إن الشعب اليمني عموماً يرفض ويدين ويستنكر ما يحصل من بعض المعتوهين في جنوب وطننا الحبيب والذين يدعون وينادون ويطالبون بالانفصال والعودة إلى زمن قد مات ودفن منذ أمدٍ بعيد ولم يعد لكلمة الانفصال وجود في قاموس الوحدة الوطنية ويا ليت أن المترقبون يعقلون.
