عبدالباسط الشميريليس بالضرورة أن نستبق الأحداث لكن فقط نحذر من الانزلاق وراء مفاهيم وشعارات خادعة ما أنزل الله بها من سلطان أقل ما يمكن وصفها بأنها حالة اغتراب حقيقي يعانيها البعض من الفاقدين للأهلية ويذهب به خياله أن يعمد مثل تلك الأفكار والخيالات بالخيانة العظمى والتي قد تصبح بين عشية وضحاها كوجهة نظر وحق مكفول بحكم التحولات الجديدة ووفق منظوم ومنظور جديد.
صحيح أن لنا ظروف خاصة تختلف عن ظروف أشقائنا لكن لدينا "عاهة" مستديمة قابلة أن تكون نافذة لمرور كل عاهات الدنيا.
إنها عاهة الفساد والتي خلقت لنا أمراض عديدة لعل أخطر هذه الأمراض فتكاً بالإنسان والأرض اليمنية هي فقدان الهوية ففي هذا الزمن الغريب وفي ظل تلاطم الأمواج وتصاعد الأحداث وبشكل دراميتكي لتصل حد تقويض مشاريع عملاقة ومحاولة الحكم عليها بالقتل أو الفشل إن متواليات السقوط مثمرة والأمة اليمنية في حالة احتضار والزمن يمر عليها وهي في حالة من الدعة المريضة وثمة كيانات ومشاريع استغرابية يراد لها أن تكون وتحل بديلاً للطهر والنقاء ثم أي شيء أطهر وأنبل وأعز وأكرم من الوحدة والإخاء؟ أي شيء أنقى وأزهى من الحب والوئام؟ وأي شيء أجمل وأروع من الوحدة اليمنية التي كانت وما تزال عنوان للقوة والمنعة؟ أي شيء يضاهي هذا المشروع الحضاري العظيم؟ بل ما هو المنجز الذي سيفاخر به اليمنيون غير الوحدة اليمنية؟ ما هو المشروع العظيم والرائد الذي سنقول للعالم ها انظروا نحن أبناء اليمن حققناه أو صنعناه بأيدينا؟ لا شيء حسب اعتقادي غير هذا المنجز الأعظم والذي كبرنا معه وبه وتحت ظله بل كبرنا في عيون العالم به قبل أن نكبر في ذواتنا، لا أظن على الإطلاق أن من يقول بعكس هذا ما هو إلا جاهل أو جاحد بنعمة الله والتي خصنا الله بها من بين شعوب المعمورة عندما توحدنا في وقت كان العالم كله يتجزأ ويعاد تشكيله لسنا من يرضى بالعدوانية حتى يأتي من يعيد رسم وتشكيل حياتنا وخارطتنا اليمنية، لسنا ممن يبحث عن مصالح فئات وجماعات على حساب ومصلحة الوطن والأجيال، لسنا ممن ألف الدم والسحل والقتل وتحت مبررات واهية ودعوات باطلة، لا لسنا كذلك، شعبنا اليمني قدم من التضحيات التي نعتقد أنها كافية لنصنع للأجيال القادمة المستقبل الذي يحلمون به.
إن من يظن أن عودة السلطنات أو المشيخات ممكنا فهو واهم أو حتى الاشتراكية التي سقطت في عقر دارها وتهاوت لن تعود إلى سابق عهدها حتى لو دخل الجمل في سم الخياط، إن شعبنا اليمني بشماله وجنوبه قد فطن لكل المشاريع الصغيرة الفئوية منها أو القروية أو المناطقية والطائفية بل لقد شب عن الطوق وغدا الوطن كبيراً بأبنائه وعظيماً بعظمة حضارته الضاربة في جذور وأعماق التاريخ.
إن الوضع قد تغير والعالم يحسب للقوي ألف حساب ولا يعير الضعيف أي اهتمام والقوة في توحيد الجهود ولم الشمل لا بالتشرذم والتفتت والتجزئة فهل يعي أولئك الدرس أم على قلوب أقفالها والله المستعان؟!
abast 66 hotmail.com
