إسماعيل صالح السلامي
دعونا نتكلم عن الوطن في جو رومانسي هادئ بعيداً عن السياسة والصراعات السياسية لنعرف معنى الوطنية ومدلولاتها كونها باتت في ألسنة الجميع وخالية من قلوبهم ومن ثم معنى الوطن والمواطن والعلاقة بينهما فالوطن أمانة في عنق كل مواطن وحبه والإخلاص له واجباً ديني على الجميع الالتزام بذلك الواجب لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "حب الوطن من الإيمان".
أخي المواطن كيف لا تحب وطنك الذي نشأت على أرضه وترعرعت على ترابه وسيحظنك يوماً ما ولو غادرت وطنك لحسيت بالحنين والشوق لوطنك ولعرفت مقدار وطنك الذي لا يقدر حتى أنك قد تتمنى الحصول على صورة فوتوغرافية لوطنك لتكف بها أحزان الفراق إلا إذا كنت خالي من الإحساس ومثلك أي حيوان لا يعرف هويته وربما أن هنالك من الحيوانات ما ان تحن لتراب أرضها ووطنها يذكرني الموضوع بالحمار الذي اشتراه جدي رحمه الله فظل يحن إلى بلده حتى أتيحت له الفرصة وأفتك الحبل من عنقه فهرب عائداً إلى أرضه هكذا كان يمتلك الحمار شعوراً وإحساساً قل ما توجد في بعض المواطنين حتى بات الكثير منهم يحاولون الفرار من الوطن ويسيئون إلى بلدنا الحبيب في الخارج بدلاً من أن يمثلوه ويظهروه بصورة حسنة وإذا عادوا إلى اليمن جاؤوا بكلمة التشاؤم أنت في اليمن بدلاً من نشر التوعية بين المواطنين بأهمية الوطن مع العلم أنه لا يسيء لوطنه إلا شخص قد نبذه الوطن.
أما معنى الوطنية فهي حب الانتماء إلى الوطن والاعتزاز به والإخلاص له والمحافظة على أمنه واستقراره وممتلكاته والتصدي لكل من يحاول إلحاق الضرر بالوطن وبذل الغالي والرخيص فداء لذلك الوطن ولكن قد يقول آخر أن الوطنية طاعة ولي الأمر في كل الأحوال وينسى أن هنالك من المحبين لأوطانهم من ضحوا بأنفسهم وأموالهم وقاموا بثورات على ولي الأمر ليحرروا بلدانهم من الطغاة والمستبدين هكذا تمكنت قياداتنا من خلق مفاهيم خاطئة عن حب الوطن بهدف المحافظة على كراسيها فنتج عن ذلك أنه من كان يحقد على القيادة بات يحقد على الوطن الأمر الذي جلب الإساءة لوطننا الحبيب وخصوصاً ممن لا زال الجهل مخيماً على عقولهم فينظرون إلى القيادة بأنها الوطن بكل ما يحتويه.
هذا فضلاً عمن يدعون الوطنية بألسنتهم ويحملون الحقد عليه بقلوبهم فيبثون أقوالاً وثرثرة سياسية وشعارات كاذبة لتحقيق أهداف وغايات شخصية حيث يسعون إلى إشعال نار الفتنة في الوطن من خلال تحريض المواطنين على استخدام طريق غير سلمية في نيل الحقوق والمطالب المشروعة مع أنه لا يقوم بذلك إلا شخص منافق يقول ما لا يعمل فيظهر الاهتمام بالوطن ويحاول الذهاب بالوطن إلى صراعات دائمة والإخلال بأمن الوطن واستقراره.
من هذه الرؤية فينبغي على كل مواطن حب الوطن والإخلاص له كواجب ديني بغض النظر عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية والخروقات السياسية المحيطة فالقيادة ليست الوطن وإنما تمثله لفترة محدوده يحددها المواطن المحب لوطنه وعلى الإعلام التوعية الصحيحة وغرس الوطنية والاعتزاز بالوطن في قلوب أبنائه لخلق جيلاً متعلماً ومدركاً لأهمية حب الوطن محافظاً على أمنه واستقراره وممتلكاته ومستعداً لبذل كل ما يمتلك لأجل الوطن مساهماً في التصدي لكل من يحاول إلحاق الضرر بالوطن فأمن الوطن ليس مسؤولية الدولة فحسب بل يعد مسؤولية الجميع وعلى الكل أن يشارك بكل ما استطاع فالوطن سفينة مجاديف الكل مشارك في سيرها.