إسماعيل صالح السلامي
لم يزل الحاقدون على الوطن يحاولون جره إلى أزمات سياسية خانقة واحتقان سياسي حاد فيسعون إلى إثارة الفوضى والإخلال بأمن الوطن واستقراره والعودة بعجلة التاريخ إلى الوراء لا سيما أولئك الذين كانت لهم مصالح شخصية في زمن التشطير وعندما جاءت الوحدة اليمنية المباركة سلبتهم تلك المصالح فباتوا يحقدون على الوحدة ويحاولون تمزيقها وإعادة الوطن إلى حقبة التشطير والتشرذم لاستعادة تلك المصالح التي افتقدوها وإعادة الظلام الذي كانوا يتسترون وراءه في سفك الدماء وهتك الأرواح ونهب الأموال وغيرها من الأعمال الإجرامية التي عانى منها ابائنا وذاقوا خلالها المر والعلقم مستغلين فئة الشباب العاطلين عن العمل الضالين عن العلم غير المدركين لأهمية الوحدة اليمنية كونهم لم يعوا شيء عن تلك الحقبة الظلامية التي عانى منها الجميع فيببثون لهم أفكار عنصرية هدامة تهدف إلى إثارة الحقد والكراهية بين أبناء البلد الواحد ويوعدونهم بتحقيق أحلامهم فيخرجون إلى الشوارع وراء تلك الأحلام يبعثون بكلمات لا يعون معناها ومطالب لا يعرفون من المستفيد منها ومن المستهدف هكذا جهل الشباب وانعدام التوعية الصائبة مكنت الحاقدين على الوحدة النيل من أفكار تلك الفئة الضعيفة التي سرعان ما تنقاد إلى المغامرة أو المخاطرة دون التفكير بعواقب ذلك.
ومع أنهم فئة قليلة ولكنهم صاروا يمثلون جميع أبناء المحافظات الجنوبية حتى صار كل فرد جنوبي أياً كان ينسب إلى تلك العصابات الفاسدة تطبيقاً للمثل العامي "السيئة تعم والحسنة تخص" رغم أن الكثير من الجنوبيين الواعيين لا يطالبون بالانفصال ولم يفكروا بذلك ولو رجعنا إلى تاريخ الوحدة اليمنية المباركة لوجدنا أن الجنوبيين كان لهم دوراً بارزاً في تحقيق الوحدة اليمنية والكل يعرف ذلك ونعترف بأن هنالك الشواذ الذين لا زالوا يمثلون أعداء الوحدة والديمقراطية ويحاولون إلحاق الضرر بالثوابت الوطنية ومثلهم في أي مكان حيث أنه لا يخلوا أي مجتمع من المردة والفاسدين.
فعلى كل الشرفاء من المحافظات الجنوبية الوقوف أمام تلك العصابات التي ستلحق الضرر بأمن الوطن واستقراره وتمس ثوابته الوطنية وشق وحدة الصف الوطني والإضرار باقتصاد الوطن وإعاقة تطوره والدعوة إلى إشعال نار الفتنة وسفك الدماء متجاوزين التشريعات والقوانين ومخالفين للدستور والديمقراطية ومع كل هذا فهم يدعون سعيهم لمصلحة المواطن الجنوبي حد قولهم منصبين أنفسهم أوصياء على الأمة وممثليها ولذلك فعلينا أبناء الجنوب نبذ هذه الفرق الضالة التي باتت تسيء إلينا وفضح أساليب النفاق التي يمارسونها في إغراء المواطنين وصد كل من يحاول المساس بأي من الثوابت الوطنية والوحدة اليمنية فالثوابت الوطنية خط أحمر لا يمكن التعدي عليها أو التفريط بها حتى آخر قطرة دم من دماءنا وآخر لحظة من حياتنا وأن وجدت أخطاء في السلطة فسيظل الحوار هو الطريق الوحيد لنيل الحقوق والمطالب المشروعة دون المساس بالثوابت الوطنية وتحت سقف الوحدة اليمنية. <