إستطلاع وتصوير/جميل العريقي
في اليوم الذي يعيش فيها العامل في العالم سعيداً يريح أعصابه من عناء العمل ويكرم ويتلقى التهاني والتبريكات من الجميع ويعيش ولو في العام يوماً من أيام عيد الميلاد يتلقى الهدايا والحلويات ويلبس الجديد و. . . . هذا بالنسبة للعامل خارج اليمن أما العامل داخل اليمن فيطلق عليه اسم عامل وهو لا يجد عملا سوى التجول في الجولات والحراج باحثا عن عمل منذ الصباح وحتى المساء ثم يعود إلى المنزل ليأخذ راحته من عنا السفر معذرة قصدت بالمنزل هنا اماكن المحلات التجارية والجولات والقلة في اللوكندات ويصادف هذا اليوم الأول من مايو من كل عام.
الشيء الذي يندى له الجبين أن العامل اليمني في الجولات وفي الحراج لا يعد عاملاً فاتحاد عمال اليمن لا يعيره أي اهتمام لأنه معني فقط بالعامل في الشركة والمؤسسة ومن يقبض راتباً شهرياً فيما من يستحق الرعاية والتكريم حقاً في عيد العمال هم عمال الحراج لكن للأسف الشديد هذا لم يحدث منه شئا.
قيل أن العامل خارج اليمن يعد العدة لاستقبال العيد هذا قبل شهر أو أكثر ويشاركه في ذلك الجميع وتعم الفرحة الشوارع والمدن بقدوم هذا اليوم المتميز حيث تخصص له جميع وسائل الفرحة والإبتهاج والرحلات لأنه بالنسبة لهم يعد يوماً عالمياً مليئاً بالأفراح والمسرات ولذلك لا توجد اي مقارنة بين العامل داخل اليمن والعامل خارج اليمن وذلك لأن عمال اليمن عيدهم وفرحتهم يأتي يوم ما يجدون فرصة عمل.
لن نتحدث عن العامل اليمني في يوم عيده كثيراً بل سنترك العامل يعبر عن مشاعر البهجة والسعادة التي تغمره في هذا اليوم.
أحد العمال قال انا لا أعلم ما معنى هذا العيد ولا أعيشه ابدا بل أسمع عنه من الآخرين وانا وغيري من العمال لا نشعر به إلا بعد ايام من مروره لأن كلاً منا مشغول بنفسه يفكر في كيفية الحصول على عمل يستفيد منه وأحدنا يغادر منزله البسيط صباحا يبحث عن مصدر رزق والبعض احيانا يترك منزله ولا يوجد فيه ذرة دقيق او حبة قمح فهنا يكون كل همه كيفية إيجاد عمل فقط ، فأين يكون العيد من هؤلاء الناس الغلابا؟وأي عيد ينتظر هؤلاء ؟ وأضاف العامل اليمني متسائلا : أفلا يكون لنا عيد نفرح به كباقي عمال دول العالم من خلال إيجاد فرص عمل لنا فقط لا نريد أن نمرح ونتلقى الهدايا وانما نعمل لسد مرق جوعنا وأطفالنا ؟
أم أنه كتب علينا الهم والحزن والعناء حتى قيام الساعة؟ ولاستطلاع آراء عمال قرى مديريتي الصلو وحيفان بمحافظة تعز في يوم عيدهم نتابع ما يلي.
العيد عند أهله
الشاب رمزي سعيد علي الصلوي من ابناء مديرية الصلو يعمل مباشر في احد البوفيات في مدينة الراهدة وعندما التقينا به في صباح يوم العيد وجدناه يكفح ويعمل بكل جدية داخل هذه البوفيه ذهابا وإيابا وعند سؤاله عن مشاعره في هذا اليوم وماذا يعني له هذا العيد كعامل لابد ان يحتفل ويفرح به رد قائلا: ماذا يفيدنا هذا العيد فالعيد عند اهله وليس عندنا نحن نكافح ونكد من اجل لقمة العيش ولا نفكر بشيء اسمه عيد إلا بعملنا هذا فقط فقد تركت الدراسة بسبب الفقر وغلاء المعيشة وعدم وجود وظائف فلو أني أوقفت عملي في هذا اليوم وبهذه المناسبة كما تقول ويسمونها يوماً عالميه للعمال فمن الذي سوف يعطينا مصاريف لهذا اليوم فعملنا كله جهاد ونضال وكفاح من اجل توفير هذه اللقمة لأسرنا.
اسمعهم "يقولوا" عيد !!
أما الشاب طلال عبده أحمد الصلوي من أبناء مديرية الصلو يعمل هو الآخر خبازا في بوفية السامعي في مدينة الراهدة منذ حوالي ست سنوات تحدث بهذه المناسبة قائلا نحن لا نعرف الإجازات هذه إلا في عيد الفطر والأضحى فقط لكني اسمع الكثير يتحدثون عن هذا العيد من خلال بعض وسائل الإعلام بأنه "عيد العمال" ولكني لا ادري متى يأتي وأتمنى أن يكون حقيقة ملموسة نحس به كما يحس به الآخرون وهو عندما يجد كل واحد منا عملاً أو وظيفة تحسن أوضاعه المعيشية عندها سيصبح عيدا حقيقيا وسنكون نعلم بقدومه ونستبشر ونفرح به ونعرف متى سيحل علينا أما الآن أصبح الكثير منا عاطلاً وحتى اليوم مازال الكثير بدون وظيفة وتأتي لتتحدث عن عيد.
جمعة وعيد
المواطن ع. ب. س من ابناء حيفان يعمل في البناء قال : نعرف أن العيد فرحة وسرور وبهجة ونحن عيدنا يوم الجمعة نرتاح فيها وباقي ايامنا كلها جهاد وكفاح وقد اجزنا الجمعة مع المؤجزين ولم ادرك أنه يوم عيد العمال كما يقولون إلا في اليوم الثاني عندما التقينا في العمل انا وزملائي لأننا لا نعرف حاجة إسمها عيد العمال وأن العامل يحتفل يوماً من الأيام.
مضيفا " لا أعتقد أن العامل اليمني سيحتفل يوماً من الأيام فهو دائما من جولة إلى أخرى يبحث عن عمل فكيف سيحلم يوما بأن يحتفل ومن سيسمح له بذلك؟<