;

كي لا ننسى ــ «اختراع إسرائيل» 620

2009-05-06 03:52:17

بقلم : نواف الزرو

على قدر ما خيبت نتائج الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية الأخيرة التي حملت نتانياهو واليمين المتطرف إلى سدة الحكم، آمال الكثيرين من العرب وفي العالم، الذين كانوا ينتظرون عودة كاديما والعمل معا، بقدر ما خدمت تلك النتائج الحقيقة السافرة المتعلقة بالوجه الحقيقي لدولة إسرائيل.

تلك الحقيقة التي تحظى اليوم بشبه اجماع فلسطيني وعربي واممي واسع وهي «ان إسرائيل باتت على حقيقتها بلا قناع»، أي أن «وجه الثنائي نتانياهو ليبرمان هو الوجه الحقيقي لإسرائيل اليوم».

وهو «الوجه العنصري التطهيري الإرهابي الإبادي»، وما يعزز حقيقة هذا الوجه الإسرائيلي هو شبه الاجماع الإسرائيلي حول ضرورة «الاعتراف الفلسطيني العربي بإسرائيل كدولة يهودية»، فلا تسوية ولا دولة بدون مثل هذا الاعتراف الذي كانت اطلقته تسيفي ليبني بمنتهى الوضوح، ولحقها بعد ذلك اولمرت، ثم باراك، والآن يأتي نتانياهو وليبرمان.

لا شك ان الهدف الإسرائيلي الكبير المبيت وراء المطالبة ب«يهودية إسرائيل» أن هذا الاعتراف يشرعن للحكومات الإسرائيلية العمل بسياسة «الترانسفير» ضد من بقي من العرب في فلسطين التي هي في الجوهر سياسة «التطهير العرقي»، وهذا التطهير يهدف في الجوهر إلى ما يمكن ان نسميه «اختراع تاريخ جديد لإسرائيل» و«إسكات التاريخ العربي الفلسطيني»، أي «تزييف التاريخ». . . . !.

وفي «تزييف التاريخ» يقول نتانياهو في كتابه «مكان تحت الشمس»: «يجوز لكل يهود العالم أن يحلموا بوطنهم القومي في فلسطين ولا يجوز للفلسطينيين أن يعودوا إلى وطنهم الذي هجروا منه قسراً» كما يوثق د. فايز رشيد ، ويضيف: «يركز الإسرائيليون على محو كل الآثار المرتبطة بالتاريخ العربي للشعب الفلسطيني ومحاولة إيجاد البديل اليهودي قسراً»، فنتانياهو يمارس في كتابه عملية تزييف التاريخ، بل ذبحه وقلب حقائقه ببساطة وتضليل كبيرين، فلسطين الكنعانية العربية يجري اغتيال تاريخها الممتد بعيداً في أعماق الزمن ويلغيها نتانياهو يعتبرها أرض إسرائيل الموعودة.

ولكن، وكي لا ننسى ونحن اليوم في فضاء الذكرى الحادية والستين للنكبة، ومن أجل تزييف التاريخ واغتيال فلسطين و«اختراع إسرائيل»، اخترع قادة ومنظرو الحركة الصهيونية، الأساطير المؤسسة الثلاثة: أولها «شعب الله المختار، باعتبار أن اليهود وبني صهيون أمة متميزة ومفضلة على الاغيار من بني البشر، ومن هذا المنطلق صقل اليهود وتكونت سيكولوجيتهم القاطعة بأنهم «فوق الآخرين الايديولجية العنصرية».

وثانيتها «أرض الميعاد الميثاق »حيث ركزت أسطورة الميثاق على الربط السرمدي المستمر بين «شعب الله المختار» والأرض المقدسة فلسطين التي يسمونها «أرض الميعاد» وبالتالي أصبحت فلسطين في الأدبيات اليهودية الصهيونية «الأرض المقدسة» و»أرض الميعاد« التي لليهود حقوق خالدة فيها.

ثم «عودة المسيح المنتظر» وهي الأسطورة الثالثة وتتحدث عن عودة المسيح المنتظر لبني صهيون، الأمر الذي سيضع حداً لشتات اليهود وإقامة وطنهم القومي في فلسطين إلى الأبد.

وهكذا تكونت ثلاثية الأساطير المؤسسة للصهيونية، لتترابط وتتكامل من وجهة نظرهم لتبرير وتشريع إقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين على حساب وأنقاض الشعب العربي الفلسطيني.

وعلى هذه الأرضية الأيديولوجية العنصرية، تبنت الحركة الصهيونية أربعة مبادئ أساسية في استراتيجيتها كما يؤكدها البروفسور الإسرائيلي «يوسف جوراني» أستاذ العلوم اليهودية في جامعة تل أبيب وهي:

1 «مبدأ تجميع اليهود في أرض فلسطين». 2 تحويل اليهود إلى أغلبية فيها. 3 مبدأ العمل العبري. 4 مبدأ الثقافة العبرية.

وقد وثقت مضامين هذه المبادئ أيضاً في مذكرات هرتزل الكاملة بالنص التالي:

«أن غاية الصهيونية هي خلق وطن للشعب اليهودي بفلسطين. . أن المؤتمر الصهيوني يرى في الوسائل التالية الطريق إلى تحقيق الغاية:

1 العمل على استعمار فلسطين بواسطة العمال الزراعيين والصناعيين اليهود.

2 تنظيم اليهودية العالمية وربطها بواسطة منظمات محلية ودولية تتلائم مع القوانين المتبعة في كل بلد.

3 تقوية وتغذية الشعور والوعي القومي اليهودي.

4 اتخاذ الخطوات التمهيدية للحصول على الموافقة الحكومية الضرورية لتحقيق غاية الصهيونية». فكانت هذه المنطلقات الأيديولوجية الأسطورية الصهيونية والنوايا والمخططات السياسية الاستعمارية النواة الأولى للفكر الإرهابي وللتطبيقات الإرهابية الصهيونية في فلسطين.

وكي يتسنى لها تطبيق أفكارها ومشروعها في إقامة «الوطن القومي» لليهود في فلسطين، لجأت الحركة الصهيونية إلى آلية عمل ناجعة تمثلت في التنظيم الفعال الشامل الذي اشتمل من ضمن ما اشتمل عليه:

تشكيل الحركات والتنظيمات الإرهابية السرية المسلحة.

إقامة الهيئات والمؤسسات المالية البنكية / المصرفية اليهودية للمستعمرات والصندوق القومي اليهودي (1901).

إقامة الهيئات والمؤسسات الإعلامية الفعالة.

إقامة الهيئات واللجان المعنية بالاتصالات وإقامة العلاقات ما بين الحركة الصهيونية والدول إلى الحاضنات الغربية لها.

وعلى الأرض العربية الفلسطينية شرعت الحركة والتنظيمات الإرهابية الصهيونية بتطبيق ركائزها الاستراتيجية الأساسية المشار إليها.

كاتب فلسطيني

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد