كتب/ إبراهيم مجاهد
تابع ويتابع من هم مهتمين بالشأن السياسي والعمل الحزبي ما سيخرج به المؤتمر الشعبي العام الحاكم من دورته الثانية للمؤتمر السابع والتي عقدت صباح أمس بصالة 22 مايو بصنعاء وكانت الجلسة الافتتاحية قد تضمنت كلمات يجدر الاهتمام بما جاء فيها سواء كانت كلمة رئيس الجمهورية ونائبه أو كلمة أحزاب اللقاء المشترك.. إلا أن الجوانب الإدارية والتنظيمية التي سبقت وصاحبت وتلت الجلسة الافتتاحية تجعلك كمتابع ومهتم تصرف النظر عن الجانب السياسي والحزبي وما سيخرج به المؤتمرون في هذه الدورة..
- سوء تنظيم وإدارة:
-في هذه الأسطر سأحاول تلخيص بعض من الجوانب السلبية التي رافقت انعقاد دورة الحزب الحاكم الثانية وعندما نقول الحزب الحاكم يفترض أنه وبثقل هذا التوصيف والتسمية تكون إجراءات وترتيب وإعدادات التحضير لانعقاد وتسيير أعمال هذه الدورة وغيرها من دورات ومؤتمرات الحاكم أكثر نظامية وأكثر ترتيباً كي يشعر ممن هم أعضاء في المؤتمر أو حلوا ضيوفاً عليه من خارجه حضروا فعالية تنظيمية وحزبية لتنظيم سياسي يقود بلد ويقع على عاتقه مسؤولية شعب باكمله لا أن يخرج المشاركون والضيوف على المؤتمر بانطباع سيئ كما حدث مع أغلب الضيوف يوم أمس إن لم يكن الجميع كذلك..
* ضيوف واعضاء المؤتمر لاحظوا أنه وحتى انتهى الجلسة الأفتتاحية لم يكن عدد كبير من أعضاء المؤتمر قد تسلموا الوثائق والأدبيات الخاصة بالدورة وهذه أول ملاحظة مع الوضع في الاعتبار أنه عند توزيع تلك الوثائق قبيل جلسة الإفتتاح تم تقسيم المحافظات والجهات كفرزة "باصات" وتمت عملية الصرف بطريقة أسوأ من أن تكون في سوق حراج، ولك أن تتخيل عندما تجمع فرزة "باصات أو بيجو" بما فيها من إزعاج مع غوغائية أسواق الحراج وما يحدث فيها...
* الملاحظة الثانية كشفت أنه لم يكن لدى الحزب الحاكم في دورته هذه لا لجنة تنظيم ولا لجنة استقبال أي من اللجان المتعلقة بمثل هكذا قضايا فأقل ضيف أو مشارك في هذه الفعالية التنظيمية وقف في طوابير الدخول إلى القاعة أكثر من أربعين دقيقة وسط حرارة الشمس التي دفعت بعض من كانوا في الطوابير أن يحركوا أعينهم كالصقور بغية في العثور على أحد الأصدقاء حتى وإن كان التعارف فيما بينهم بالصورة فقط ممن التحقوا باكراً بتلك الطوابير وأصبحوا على مشارف الدخول إلى القاعة..كي "يسلم عليه ويزحمه قليلاً ليدرج نفسه في الطابور متقدماً..
* طوابير وزحمة الدخول: إلى قاعة الدورة الثانية رسخت لدي قناعة بأن هذا الحزب متخاصم دائماً مع النظام ولا أقصد هنا نظام الحكم أول السياسي وإن كانت بعض التصرفات قد تعطي هذا الانطباع أي أن قمة قيادات وشخصيات في المؤتمر تثبت من خلال تصرفاتها وممارساتها بأنها أعلنت نفسها خصماً قوياً للنظام..
الخروج من المؤتمر" مش" مثل دخوله:
ما إن رفعت الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للشعبي العام لمؤتمر السابع وأعلن الرئيس ساعة استراحة والعودة لعقد الجلسة المغلقة.. تدافع الجميع إلى أبواب للخروج من الصالة التي أمتلئت -حتى أن الفرقة الخاصة بتنفيذ الرقصات المصاحبة للأوبريت الغنائي لم تجد متسعاً كافياً لترقص بحريتها وبعد الوصول إلى ساحة قاعة المؤتمرات استقل معظم الضيوف سيارتهم قاصدين بوابتي الخروج الغربية والجنوبية لساحة القاعة وكلنهم فوجئوا بالحاجز البشري العسكري يقف لهم بالمرصاد ليمنعهم من الخروج..
منع الضيوف الذين كانوا سياسيين ومثقفين وإعلاميين وغيرهم من الشرائخ لم يستمر ربع أو نصف ساعة أو حتى ساعة كاملة وإنما استمر من تمام الساعة الحادية عشر وخمسين دقيقة ظهراً وحتى الساعة الواحدة وخمسة وأربعين دقيقة بعد الظهر وقد تزيد مع البعض إذا كانت سيارته لم تكن في مقدمة طابور السيارات التي انطلقت كالصواريخ من البوابة الغربية.. بعد أن أقنعهم الضابط الذي كلف بالوقوف على البوابة الجنوبية بأن لديهم توجيهات "من طالع" "حلوا هذه من طالع" تلزمهم بعدم فتح البوابة للسيارات للخروج ومن يريد أن يخرج عليه أن يترجل إلى الشارع العام ويطلع "تاكسي" والكلام الأخير ليس كلام الضابط طبعاً وحتى لا "أظلمه فكلامه يقتصر على الجملة "ممنوع ..توجيهات من طالع"..
وأمام هذه الأحداث والفوضى والطوابير والفرز والتوجيهات "الطالعية" ماذا تتوقع عزيزي القارئ أن تخرج به دورة المؤتمر السابع الثانية للجنة الدائمة "وخذ نفس" للمؤتمر الشعبي العام ألست معي بأن ما يقوم على خطأ تكون محصلته النهائية خطأ؟ فما بالك بهذه الأخطاء التي تنم عن سوء الإدارة والتنظيم من قبل المعنيين بهذه القضايا في المؤتمر..وهل يدركون بأن هذا كله يعكس صورة المؤتمر؟ وادعوهم للاستفادة من الإصلاح لتلافي هكذا أخطأ