محمد أمين الداهية
أظن أن لا أحد يجهل المثل المصري الدارج "ياما في السجن مظاليم"، وقد يكون المتهم في حقيقة الأمر مظلوماً إلا أن القاضي يستند في محاكمته للمتهم على الأدلة وما إلى ذلك من إثبات وشهود واعتراف، ورغم تلك الحرب الشعواء التي تشنها بعض الأقلام على القضاء إلا أن الحقيقة ومن يبحث عنها فعلاً يجد أن القضاء بعيد كل البعد عن تلك الاتهامات التي تصدر عن البعض، نحن لا ننكر بأن هناك نوع من المماطلة وتأخير إصدار الأحكام والفصل في قضايا المواطنين إلا أن من يتدبر في الأمر فيدرك أن بعض القضايا وبالذات قضايا القتل تحتاج إلى التأني وتحري الدقة حتى وإن طالت مدة المحاكمة بعض الشيء وبالمعقول وما أريد أن أتطرق له قضية أحد الأخوة والذي يدعى محمد الريدي، والذي قضيته وحسب إطلاعي على ملف القضية وجدت أنها لا تحتاج إلى هذه المدة والتي شارفت على الأربعة أشهر ومحمد ما زال رهين الحبس الاحتياطي في هبرة.. محمد الريدي كان مجرد ساع لعملية بيع أحد المواطير وهذا هو عمله كما جاء في محضر التحقيق، محمد الريدي شاب طيب ومخلق وليس له أية سوابق وهو معترف بأنه كان مجرد ساع ومن يطلع على محاضر التحقيق سيدرك حتماً بأن الريدي قد تورط في هذه العملية بحسن نية وغير مدرك لحكاية الماطور وكيف حصل عليه البائع وكأي شخص قام بإيجاد مشترٍ لهذا الماطور .. أنا لست هنا لأسرد قصة أو حكاية ما نريده وتحديداً من القاضي صالح باوقيد في محكمة شمال الأمانة أن يسرع في الفصل في هذه القضية وحيث وبقاء محمد الريدي رهين الحبس قد سبب له أرقاً وحالة نفسية سيئة للغاية، محمد الريدي شاب يتحلى بحسن الخلق واستطاع أن يفرض احترامه على كل من يجلس معه أو يتعرف عليه، محمد الريدي يشهد له أبناء منطقته صغاراً وكباراً بطيب أصله ونقاء سريرته وما نخشى عليه الأزمة النفسية الحادة التي لا قدر الله ستصيبه إذا استمر الحال كما هو عليه، وأصرت المحكمة على إدانته واثبات التهمة عليه .. نتمنى من القاضي باوقيد النظر بعين المسؤولية في قضية الريدي ونحن نثق تماماً بنزاهته.