سراج الدين اليماني
المتردون من هذه المنظمات والجماعات والطوائف كلهم يعتبرون في حكم واحد ألا وهو الخروج على الحاكم المسلم وإن كان ظالماً .. لكن الحوثيون أشد فتكاً من هاتين الفرقتين وكلهم يصبون في مصب واحد ألا وهو الخروج فيكف نعالج هذه الظاهرة وكيف يفهما إخواننا المتعاطفون مع بعض هذه الدعوات وضده الصيحات ناهيك عن الخارجين أنفسهم سنذكرهم بنصوص الوحيين عله يستجيبوا لله وللرسول عندما يدعوانهم إلى العودة إلى الوحدة والأئتلاف ونبذ التطرف والعنف والغلو فلذلك نبين لكل هؤلاء وللناس جميعاً مسألة الخروج على الحكام وما تمثله من الخطورة على الأمم والشعوب وبالذات أولي الأمر الساكتون عن النصح والزجر لهؤلاء الذين لم يجدوا من يبين لهم خطئهم والعودة إلى الحق ثم بعد استنفاذ كل الوسائل يرد عهم بما يحلو له ويجد عن هؤلاء فلذلك أذكر أدلة من الكتاب والسنة وعمل السلف.
الصالح لهذا النصوص منها:
أدلة تحريم الخروج على ولاة أمر المسلمين إذا لم يسمعوا للنصيحة بل الأمر بالصبر عليهم ولا ينزع يداً من طاعة.
جاء عن حبر الأمة ابن عباس - رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : "من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه ، فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات إلإ مات ميتة جاهلية" متفق عليه . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله كما في "فتح الباري" "13/9" قال ابن بطال : في الحديث حجة في ترك الخروج على السلطان ولو جاز ، وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه كما في ذلك من حقن الدماء، وتسكين الدهماء"
وعن عياض بن غنم قال: قال رسول الله:" من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، وليأخذ بيده ، فإن سمع منه فذاك ، وإلا كان أدى الذي عليه"
حديث رواه بعض أصحاب السنن وابن أبي عاصم وهو صحيح.
وعن أنس قال : نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :" لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم ، واتقوا لله، وأصبروا فإن الأمر قريب" رواه بن أبي عاصم والبيهقي وهو صحيح.
وعن ابن مسعود قال قال رسول الله : "إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها"
قالوا يا رسول الله كيف تأمرنا ؟ قال : "تؤدون "الحق الذي عليكم" وتسألون الله الذي لكم "متفق عليه.
وعن عدي بن حاتم الطائي قال: قلنا يا رسول الله لا نسألك عن طاعة التقي ولكن من فعل وفعل وذكر الشر" فقال رسول الله:" أتقوا الله ، واسمعوا وأطيعوا " رواه ابن أبي عاصم وهو حسن في الشواهد والمتابعات.
وعن عبادة بن الصامت والذي فيه ... كان فيما أخذ علينا أي الرسول - أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرمنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: إلا أن تروا كفراً بواحاًَ عندكم من الله فيه برهان" متفق عليه. قال الحافظ ابن حجر كما في "الفتح" "13/10" ومقتضاه أنه لا يجوز الخروج عليهم ما دام فعلهم يحتمل التأويل .. وقال النووي في شرح صحيح مسلم ""12/229": "معنى الحديث لا تنازعوا ولاة الأمور في ولا يتهم ولا تعترضوا عليهم إلا أن تروا منهم منكراً محققاً تعلمونه من قواعد الإسلام ، فإذا رأيتم ذلك ، فأنكروا عليهم، وقولوا بالحق حيثما كنتم وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين وإن كانوا فسقة ظالمين، وقد تظاهر ت الأحاديث بمعنى ما ذكرته ، وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق".
وقوله تعالى : " وأثرة علينا" وهي الاستئثار والاختصاص بأمور الدنيا عليكم أي اسمعوا واطيعوا وإن اختص الأمراء بالدنيا ولم يوصلوكم حقكم مما عندهم. قال العلماء كما حكاه عنهم النووي : "معناه :تجب طاعة ولاة الأمور فيما يشق وتكرهه النفوس وغيره مما ليس معصية فإن كانت معصية فلا سمع ولا طاعة " شرح صحيح مسلم "12/224"
والمراد من الحديث في حالتي الرضا والسخط والعسر واليسر والخير والشر قاله ابن الأثير في "جامع الأصول" "4/66"
وعن سويد بن غفلة قال: قال لي عمر رضي الله عنه: يا أبا أمية إني لا أدري لعلي لا ألقاك بعد عامي هذا، فإن أمر عليك عبد حبشي مجدع فاسمع له وأطع، وإن ضربك فاصبر ، وإن حرمك فاصبر ، وإن أراد أمر ينقص دينك فقل : سمع وطاعة دمي دون ديني، ولا تفارق الجماعة"
وعن عوف بن مالك الأشجعي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :"ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شئاً من معصية الله فليكره الذي يأتي من معصية الله، ولا ينزع يداً من طاعة" رواه مسلم في صحيحه وغيره ففي هذه الأحاديث وجوب السمع والطاعة لولاة الأمر من المسلمين وعدم الخروج عليهم ،ولا ننزع يداً من طاعة إذا لم يسمعوا للنصيحة بل الأمر بالصبر عليهم واحتمال الأذى منهم كما في ذلك من درء المفاسد العظيمة التي تترتب على عدم الصبر عليهم من الخروج عليهم المفسدة للدين والدينا. قال الإمام البربهاري : "ولا يحل قتال السلطان والخروج عليه وإن جار" انظر :السنة " "ص78" ط مكتبة الغرباء الأثرية المدينة المنورة فأقول لكل هؤلاء: الحوثيون المتمردون على الحق والدستور والقانون وكل من تنظيم القاعدة والجهاد وكل من الشنفرة والنوبة والعولقي وباصرة والمعطري والفضلي...متى قد أخذت حقوقكم وعلى ماذا أنتم تقاتلوا أليس ثورتكم هذه هي ثورة خميني على الشاة وإن مكنتم من الحكم ستعملون مثل نظام طهران ماذا تريدون ظلمكم علي عبدالله صالح أوكيه سلمنا لكم ذلك!! لكن ما هو التعامل الصحيح والقول الأنسب في هذه الحالة بدلاً من الفتنة العظيمة التي أحدثت موها والشرخ الذي لا ولن يلتئم والجرح النازف الذي لن تعالج أبداً.
فالحكومة ظلمت أناس وسلبت أناس وهلم جراء لكن هل يحسب هذا على كل الحكومة أم أنه يحسب على أشخاص من الحكومة معينين فلذلك لا نقع في الظلم المقابل فإن ظلمكم أشد من ظلم الحكومة لأن الدماء التي تسفك وتسيل مثل الأنهار في الجبال والوديان والشوارع أنتم من تسبب لها ولأن هذه فتنة عظيمة أنتم من استشرف لها والنبي نهى عن الاستشراف للفتن لأنها رياح عاتية تحرق الأخضر واليابس ولو أنكم عالجتم الأمور بنوع من المصداقية والتعقل ما صار الذي ما زال حائراً وما زال الجرح نازفاً غائراً أيها الناس يا من حملتم أسلحتكم ضد الحكومة وخرجتم في قتال معها في صف المارقين اعلموا أن الحكم عليكم حكم البغاة والمفسدين وقطاع الطرق المعتدين فلا تتلكأون فإن هذا شرع رب العالمين وهدي النبي الصادق الأمين ومشى عليه أصحابه الأطهار الأخيار الغر الميامين وأتباعهم ومن تبعهم إلى يوم الدين وليس حكم علي عبدالله صالح وقضاته من المرتشيين لا والله فعلي عبدالله صالح لم يطبق معكم حكم الله ولو أنه طبق فيكم حكم الله لما بقي متمرد على جبل وعلى قاعدي في السهول ولا حراكي في شوارع عدن وردفان ولا جعار.
أيها المتمردون الخارجون ما زال في الوقت متسع للعودة إلى تحكيم الشرع والدين والعقل حتى لا تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه فبعد ذلك لن تنفعكم إيران ولا قطر ولا ألمانيا ولا بريطانيا ولا أمريكا إذا غضب الرئيس وزمجر فبعدها ما ترون إلا النيران العاتية والجيوش العرمرمية وما يتبعها من الفر والكر وأنتم ستعرفون نوايا المشجعين والداعمين لكم أنها ما كانت منهم إلا خيانة لكم ومكر فعودوا يرحكم الله والنصوص التي ذكرتها تردع الجبال الشم العواتي