محمد صلاح الدين
تشير مصادر جامعة الدول العربية في القاهرة، إلى أن الأمين العام السيد عمرو موسى سيبدأ جولة مكوكية عربية، يستهلّها بدول مجلس تعاون الخليج العربي، من أجل حشد الموقف مع اليمن، وحماية وحدته الوطنية التي تتعرض لمؤامرات دولية.
وأوضحت المصادر أن السيد عمرو موسى يحمل معه تقارير أعدّتها الأمانة العامة للجامعة، تكشف عن تورّط أطراف دولية وعربية، وراء أحداث التمرّد والشغب التي تشهدها الأجزاء الجنوبية من اليمن، وتشير إلى تقديم تسهيلات لعناصر يمنية موجودة في تلك البلدان، والسماح لها بممارسة أنشطة سياسية وأمنية تضر بوحدة اليمن واستقراره، وتعرّض الأمن القومي للمنطقة لخطر كبير.
ويبدو طبقًا لهذه المصادر أن الأمين العام سيطلع بعض الدول العربية التي سيزورها، على تقارير خاصة تتعلّق بالأنشطة التي تمارس من أراضيها، وسيطلب من حكوماتها وضع حد لذلك، واتّخاذ الإجراءات القانونية التي توجبها مواثيق الجامعة العربية في مثل هذه الحالات، تجاه أي نشاط يستهدف أمن واستقرار وسيادة أي بلد عربي شقيق، وتضيف المصادر إن السيد عمرو موسى ربما يكشف لبعض الدول العربية مصادر التمويل لنشاطات الجماعات اليمنية الانفصالية
نفس هذه الصورة القبيحة للتآمر الدولي، الذي يستهدف أمن واستقرار ووحدة البلدان العربية والإسلامية، تنطبق على ما يحدث من أزمات تعصف بالسودان الشقيق والصومال، مرورًا بالعراق وأفغانستان، وانتهاء بباكستان، التي تتفجر أوضاعها نحو تمزّق البلد الشقيق، وتهديد الرئيس الأمريكي بالتدخل العسكري!
ولم يعد سرًّا أن أصابع الموساد تبدو جلية، في كل هذه المواقع من الوطن الإسلامي، بالتعاون مع حلفاء إسرائيل، وفي طليعتهم الهند، التي تتحالف مخابراتها مع الموساد، خاصة في باكستان والعراق وأفغانستان، وقد أصبحت نشاطات الموساد مادة للصحف الإسرائيلية، وقد نشرت جريدة معاريف مؤخرًا أن المنطقة الحدودية بين تشاد والسودان، تشهد حركة مكثفة لعناصر الموساد، وذلك ضمن تقديم الدعم العسكري الذي تقدمه إسرائيل للقوات التشادية، وبيّنت الصحيفة أن المنطقة الحدودية بين الدولتين الإفريقيتين شهدت قيام عناصر الموساد بتركيب آليات ومعدات تحظى بحراسة مكثفة من قبل الجيش التشادي، وتمنع اقتراب أي شخص إليها، مشيرة إلى أن إسرائيل أرسلت نحو 12عسكريًّا متقاعدًا إلى إفريقيا الوسطى عن طريق تشاد، ليقوموا بتدريبات عسكرية لجيشها، ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى، أن هدف التحرك الإسرائيلي العسكري نحو إفريقيا الوسطى يشير بوضوح إلى نيّة إسرائيل في تمديد رقعة نشاطها السرى والعسكري بدارفور عبر منافذ جديدة (الأهرام 2/5/2009).
كيف يمكن إقامة ما يُسمّى بالسلام العادل والدائم، مع كيان غاصب، كل همّه تهديد أمننا واستقرارنا وتدمير وجودنا؟! وهل ستتسارع خطوات الإصلاح الداخلي، وتوحيد الجبهة الداخلية في بلداننا العربية والإسلامية، لمواجهة كل هذه الأخطار والتحديات؟! أسئلة كثيرة تتطلب الإجابة منذ أمد بعيد.