بقلم / أبو زيد بن عبد القوي
هل هناك أدلة على قول الاثنى عشرية بتحريف القرآن من مصادرهم الأصلية ؟! وما هي علاقة الإمامة والوصية بتحريف القرآن الكريم ؟! وهل يعقل أن هناك من يقول بتحريف القرآن ؟! وما حكم من يقول بذلك ؟! وهل القرآن الكريم الموجود بين أيدي الناس الآن محرف حسب زعمهم ؟! أقول : ستجد الإجابات على هذا وغيره من كتابهم ومصدرهم الأول " الكافي " للكليني في هذا البحث وقبل ذلك سنجيب على سؤال هام وهو :
لماذا قال الاثنى عشرية بتحريف القرآن الكريم ؟!
الإجابة يعرفها كل من قرأ كتب الاثنى عشرية الأصلية وحتى لا نطيل سنكتفي بإجابة العلامة الشيعي الدكتور موسى الموسوي في كتابه " الشيعة والتصحيح " حيث يقول في صفحة : ( إن السبب الذي حدى بالمحدثين أن يذهبوا إلى تحريف الكتاب هو الاستدلال بآيات منصوصة في إمامة علي كانت مذكورة في السور والآيات المحرفة على حد زعمهم، وبذلك كان بعض أعلام الشيعة يدافع عن عدم وجود نص إلهي في القرآن حول الإمامة بتلك الآيات المزعومة التحريف. . . . . . ) وهذا اعتراف صريح وفصيح بأن الإمامة هي سبب قولهم بتحريف القرآن الكريم !! واعتراف بأن علماء الاثنى عشرية يزعمون وجود آيات كانت تتحدث عن الإمامة المزعومة لكنها حرفت وشطبت !! وتأكيداً لكلامه سأقوم بنقل الآيات التي حرفت وشطبت حسب زعمهم من أعظم وأصح كتبهم "الكافي" لمحمد بن يعقوب الكليني ( ت 329ه )
هكذا نزلت وهكذا. . . . . . !!
قام الكليني وشيخه القمي بالترويج لتحريف القرآن الكريم بكل طريقة شيطانية !! وحتى ينطلي هذا الكفر والبهتان على الجهلة والغلمان فقد نسبوه للأئمة - وهم أبرياء من هذا الكفر الذي اخترعه الكليني وأمثاله - الذين زعموا أولاً أنهم معصومون !! وستلاحظ أخي القارئ الكريم فيما نورده لاحقاً من أمثلة بأنهم كانوا ينسبون روايات التحريف للأئمة !! ويؤكدون كلامهم بهذه العبارات ( وهكذا أنزل في كتابه !! نزل جبرائيل بهذه الآية !! هكذا أنزلت !! ) أو يتخيلون بخيالهم السقيم أن أحد الأتباع يسأل أحد الأئمة بعد أن يسمع منه رواية التحريف : ( هذا تنزيل ؟! فيقول الإمام : نعم !! )
بل يقسم الكليني وينسب هذا القسم للمعصوم - حسب عقيدتهم أما عند المسلمين قاطبة فلا معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم - !! في أحيان كثيرة (هكذا والله نزلت على محمد صلى الله عليه وآله !! وهكذا والله نزل بها جبرائيل عليه السلام !! ) وستجد فيما نذكره لاحقاً أن الكليني لم يقنع بإدعاء وجود ( مصحف علي ) الحقيقي عند الإمام الغائب !! وزعمه أن القرآن الموجود ناقص !! بل راح يورد عشرات الآيات ليدلل على تحريف كتاب رب الأرباب بسبب الإمام والإمامة ؟! وكان قصد الكليني - وغيره من أساطين الاثنى عشرية - من إيراد هذه الروايات ألإجابة على كل من يشكك في الولاية والإمامة بسبب عدم ذكرها في القرآن الكريم ولا ذكر الإمام والأئمة كذلك !! ونحن نورد الروايات ليعرف كل مسلم عموماً وأبناء اليمن خصوصاً بحقيقة هذه الطائفة وحقيقة كتبهم التي هي بزعمهم أقوال المعصومين الاثنى عشر !! والتي يسعى البعض لنشرها ونشر الاثنى عشرية في الديار اليمنية !! فإلى الآيات الإمامية !!
آيات التحريف !!
شحن الكليني كتابه "الكافي" بعشرات الروايات العاطلات التي تطعن في كتاب الله عز وجل وتزعم تحريفه !! وهي روايات تافهة ساقطة ما زادت كتاب الله عز وجل إلا رفعة وما زادت الكليني وأمثاله إلا كفراً وزندقة وخروجا من الملة الإسلامية ولو استعرضناها كلها لطال المقال ولكن بالمثال يتضح الحال وسأكتفي بنقل الروايات التي تتحدث عن الإمامة والوصية في مجموعات وكل مجموعة سأورد لها ثلاث روايات
ألمجموعة الأولى : آيات تذكر عليا !!
نبدأ بقراءة ألمجموعة الأولى والتي تذكر عليا رضي الله عنه تقول الرواية الأولى ( عن جابر عن أبي جعفر قال : قلت له : لمِ سمي أمير المؤمنين ؟ قال : الله سماه وهكذا أنزل في كتابه ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم وأن محمداً رسولي وأن علياً أمير المؤمنين ) أصول الكافي 1/475 أقول إذا رجعنا إلى ألآية 172 في سورة الأعراف { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ } فسنجد أن الزيادة التي زعمها الكليني ليست في القرآن الكريم بل واضعها أخرق سخيف ساقط مرتد لا يكترث له وقد وضعت من أجل الإمامة المزعومة وعلي رضي الله عنه لا يحتاج إلى هؤلاء الكذابين فهو أمير للمؤمنين دون الحاجة إلى الطعن في كتاب رب العالمين. وقد نقل أبن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى ( إجماع المسلمين على أن من جحد سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه فهو كافر ) شرح لمعة الاعتقاد ص42
الثانية / يذكر الكليني هذه الرواية ( عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرائيل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا " بئس ما أشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغيا " أصول الكافي 1/482 وإذا رجعنا إلى سورة البقرة آية /90 نجد عند الكليني جراءة بالغة وهذيان لا ينتهي وكفر صريح مع جهل قبيح !! فالآية ( بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) تتحدث عن بني إسرائيل وعن موسى عليه السلام !! بل لو قراء هذا الحلس المجوسي سورة البقرة لوجد أن الحديث من الآية 40 ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) حتى الآية 96 ( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ) هو عن بني إسرائيل !! وكذلك آيات وردت بعد الآية 96 فيها حديث عن اليهود !! فما الذي أقحم أسم علي رضي الله عنه مع بني إسرائيل ؟ وهل بنو إسرائيل كانوا مطالبين بالإيمان بعلي ؟! وهل أنزل الله عز وجل آيات بخصوص علي رضي الله عنه فكفر بها بنو إسرائيل ؟! وكل هذا الخلط والخبط هو نتيجة لبعدهم عن القرآن الكريم وانتظارهم للقرآن الجديد فما أتعسهم وأسخفهم ؟! يقول عبد القاهر البغدادي في كتابه "الفرق بين الفرق" ص327 ( واكفروا من زعم من الرافضة أن لا حجة اليوم في القرآن والسنة بدعوى أن الصحابة غيروا بعض القرآن وحرفوا بعضه )
الثالثة / ينقل لنا الكليني هذه الرواية ( عن أبي عبد الله عليه السلام قال : نزل جبرائيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا " يا أيها الذين أوتوا الكتاب أمنوا بما نزلنا في علي نوراً مبينا " ) أصول الكافي 1/481 كفر سامج وزندقة سافرة !! فالآية في سورة النساء -47 يقول عز وجل فيها ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً ) وليس فيها ( في علي نوراً مبينا ) !! بل هذا مما صنعته ووضعته أيدي الإمامية وتولى كبره ثقة أسلامهم الكليني !! وانظر إلى هذا الخبث المجوسي والكيد الرافضي الذي لم يقف عند حد ولم يسلم منه احد حتى كتاب ربنا العظيم !!
المجموعة الثانية / ولاية علي !!
لم يكتف الكليني بإيراد الآيات التي تذكر علياً رضي الله عنه مجرداً بالاسم بل ها هو ينقل لنا الآيات التي تتكلم وتتحدث عن ولآية علي !! وإليك الروايات :
الأولى / يورد هذه الرواية ( عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى ( سأل سائلاً بعذاب واقع * للكافرين بولاية علي ليس له دافع ) ثم قال : هكذا والله نزل بها جبرائيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله ) أصول الكافي 1/ 487 أي أن الزيادة ( بولاية علي ) كانت في القرآن وشطبها الصحابة الكرام !! لذلك أقول : إنها كلمات طافحة بالكفر والإلحاد قائلها وراويها ومخترعها وواضعها لا حظ له في الإسلام ولا نصيب بل هو محسوب في زمرة الكافرين الملحدين. ونحن لا نناقش أمثال هذه التفاهات والكفريات ولكن نشير إلى جهل واضعها جهلاً ليس له مثيل !! لأن سورة المعارج مكية بل هي من أوائل السور المكية وعلي رضي الله عنه لم يبلغ الحلم بعد !! والمسلمون مستضعفون لم يخطر ببالهم ولاية علي ولا غيره !! وتأمل محاولة هؤلاء الأوباش جعل كفر الكفار هو بسبب كفرهم بولاية علي رضي الله عنه وليس كفرهم بالعزيز الجبار !! ثم هذا التحريف يخالف قولهم أن الولاية كانت في الغدير !! يقول شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله تعالى ( ولهذا ما زال أهل العلم يقولون : إن الرفض من أحداث الزنادقة الملاحدة الذين قصدوا أفساد الدين : دين الإسلام ؛ ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) منهاج السنة 7/ 409
الثانية / يذكر الكليني رواية طويلة تصل إلى حوالي خمس صفحات ننقل منها قوله ( إن ولاية علي تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا محمد بعض الأقاويل ) وقوله ( إن ولاية علي لتذكرة للمتقين للعالمين. وإنا لنعلم إن منكم مكذبين. وأن علياً لحسرة على الكافرين ) أصول الكافي 1/ 500
وأنا بدوري أطالب كل مسلم بقراءة هذا الكافي الذي يدندن به الشيعة ليلاً ونهارا ويزعمون أن فيه مذهب أهل البيت ! - برأهم الله وطهرهم من كل هذا الكفر والزيف - وانظروا إلى هذا التعدي والتجني على كتاب ربنا الكريم في الأصل الأول والمصدر الذي يأخذون منه دينهم فهل نترك سنة نبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم والتي جمعها جهابذة ونقوها وميزوا صحيحها من سقيمها وأفنوا أعمارهم في جمعها صافية نقية لنأخذ كتاب الكافي وفيه من الكفر والمخازي والمعايب والخرافات ما يستحي منها الشيطان نفسه !! إن هذا الأفاق الضال لا يخفى كفره وزندقته - بعد إيراده لهذه التحريفات - على أحد فما بال الشيعة الاثنى عشرية يعطونه الألقاب العظام ؟! ألا يغارون على القرآن الكريم؟!
واقرأ الآيات في سورة الحاقة لترى كيف حرف هذا الكليني الكافر كتاب ربنا العزيز في كتابه التافه الحقير المسمى "الكافي" قال تعالى ( إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ {40} وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ {41} وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ {42} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {43} وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ {44} لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ {45} ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ {46} فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ {47} وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ {48} وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ {49} وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ {50} وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ {51} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ {52} ) قال القاضي عياض رحمه الله تعالى في كتابه "الشفا" ص597 ( وقد أجمع المسلمون أن القرآن ألمتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين مما جمعه الدفتان من أول "الحمد لله رب العالمين" - إلى آخر - "قل أعوذ برب الناس" أنه كلام الله ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأن جميع ما فيه حق وأن من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك أو بدله بحرف آخر مكانه أو زاد فيه حرفاً مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر ) والكليني قد زاد عشرات الكلمات الساقطات التافهات وزعم أنها آيات منزلات !! فخرج من الإسلام بلا مقدمات أو مؤخرات !! لكنه عند الاثنى عشرية رئيس المحدثين !! وكتابه مصدرهم الأول المعتمد عندهم أجمعين !!
المجموعة الثالثة / آيات الوصية !!
كان لا بد من ذكر آيات الوصية ليستكمل الكليني عقيدة الإمامة والولاية !! والأوصياء هم علي رضي الله عنه وبقية الاثنى عشر الذين آخرهم معدوم موهوم !! فإليك الثلاث الروايات :
الأولى / تقول الرواية كما ذكرها الكليني ( في قول الله عز وجل : " فبأي آلا ربكما تكذبان أبالنبي أم بالوصي تكذبان " نزلت في الرحمن ) أصول الكافي 1/ 275 حتى الكذب والوضع لا يحسنونه !! فالرحمن مكية !! بل هي من أوائل السور المكية وعلي رضي الله عنه لم يبلغ الحلم عندما نزلت !! فهل يعقل أن يطلب الله عز وجل من كفار قريش الإيمان بغلام ؟ ثم وصي على ماذا ؟ والمسلمون في مكة مضطهدون معذبون أم أن الهدف الأول والأخير هو الطعن في كتاب العليم الخبير ؟!
واعلم أخي المسلم أنه لا يوجد عالم من علماء الشيعة الاثنى عشرية في مشارق الأرض ومغاربها أخذته الغيرة على كتاب الله عز وجل وأعلن صراحة كفر هذا الكليني والبراءة منه ومن كتابه بل هاهم يسمونه ثقة إسلامهم ورئيس المحدثين !! فتعساً لهم ما أوقحهم عندما يدعون بعد ذلك أن هذا الموجود في كتاب "الكافي" هو مذهب أهل البيت وأنهم شيعة أهل البيت !! وهم في الحقيقة شيعة القمي والعياشي والكليني والطوسي والمجلسي وغيرهم من أساطين الاثنى عشرية !! وحاشا أهل البيت حاشاهم أن يقولوا بمثل هذا الكفر والزندقة التي لا يختلف فيها اثنان. يقول أبن حجر الهيثمي في كتابه "الصواعق المحرقة" 2/452 أنهم ( أخوان الشياطين وأعداء الدين وسفهاء العقول ومخالفو الفروع والأصول ومنتحلو الضلال ومستحقو عظيم العقاب والنكال فهم ليسوا بشيعة لأهل البيت المبرئين من الرجس المطهرين من شوائب الدنس لأنهم أفرطوا وفرطوا في جنب الله فاستحقوا منه أن يبقيهم مُتحيرين في مهالك الضلال والاشتباه وإنما هم شيعة إبليس اللعين وحلفاء أبنائه المتمردين ) وقد قال رحمه الله تعالى هذا الكلام قبل أن يظهر الكافي وما فيه من كفريات ومخازي !! ومن شك فعليه الرجوع إلى شبكة المعلومات ( الإنترنت ) سيجد من الكفر والخرافة في الكافي ما لا يجد مثله إلا في كتابهم الآخر " بحار الأنوار " للمجلسي - وهو من مصادرهم المعتمدة التي كتبت في العصر الصفوي - بل قد زاد المجلسي على الكافي بتأليفه ل110 مجلد من الكفر والإلحاد !!
الرواية الثانية / الله عز وجل يقول في سورة المنافقين : ( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ {1} اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {2} ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ {3} ) وهذا الكليني زعم أنها هكذا أنزلت: (. . . إن الله تبارك وتعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا وأنزل بذلك قرآنا فقال : " يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين بولاية علي لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله والسبيل هو الوصي إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم أمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون. . . . " ) أصول الكافي 1/ 499 وما أخالك أخي القارئ في حاجة إلى البيان عما في هذا من كفر وإلحاد !! ومن وضع هذه الزيادة سخيف وقليل الأدب وجاهل بلغة العرب يقول شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله تعالى ( فإن الرافضة ليس لهم عقل صريح ولا نقل صحيح ولا يقيمون حقا ولا يهدمون باطلا لا بحجة وبيان ولا بيد وسنان ) منهاج السنة 4/ 69 ويقول ( ولا يوجد في جميع الطوائف لا أكذب منهم ولا أظلم منهم ولا أجهل منهم ) منهاج السنة 4/ 121
الرواية الثالثة / يخترع الكليني رواية طويلة أخذت من كتابه حوالي خمس صفحات ونسبها كعادته في كفره وشركه إلى أحد الأئمة - برأهم الله تعالى من هذه الزندقة - والرواية فيها تحريف لآيات كثيرة من كتاب الله عز وجل وبطريقة حاقدة فاجرة تدل على الإيغال في الكفر والزندقة !! ولا ينقضي عجبي أبداً من علماء الاثنى عشرية الذين جعلوا كتاب هذا الكافر الملحد أصل أصولهم ومرجعهم الأول في دينهم !! وسأنقل من الرواية ما يختص بالوصية المزعومة فقد جاء في أصول الكافي 1/500 : (. . . . . . " واهجرهم هجراً جميلا * وذرني يا محمد والمكذبين بوصيك أولي النعمة ومهلهم قليلا " قلت : إن هذا تنزيل ؟ قال : نعم ) أقول : هؤلاء قد جمعوا إلى جانب كفرهم العظيم الجهل السقيم !! فالآية من سورة المزمل وسورة المزمل من أول ما نزل من القرآن الكريم وعلي رضي الله عنه لم يبلغ الحلم وقت نزولها !! قال تعالى : ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً {10} وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً {11} ) وتخيلوا معي حال الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يدعوا كفار قريش إلى الإيمان بالوصي !! في الوقت الذي لم يؤمنوا بالله عز وجل ولا برسوله صلى الله عليه وسلم !!هل يقول بهذا عاقل أو مجنون ؟! وهل سمعتم قبل هذا بمثل هذا السخف والجنون ؟ ولكن ماذا يعمل الكذابون والوصية والوصي ليس لها أي ذكر في القرآن الكريم ؟ وقد غاضهم أن الله عز وجل ذكر في هذه السورة المباركة إرساله رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل : ( إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً {15} فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً {16} فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً {17} السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً {18} إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً{19} ) وهي واضحة وصريحة بأن الله جل جلاله يُرسل للأمم الرسل والأنبياء وليس الأئمة والأوصياء !! فمتى يفهم الأغبياء ؟!