كروان الشرجبي
لا أدري لماذا لا يحب البعض أن يعيش في سلام ووئام؟ ولماذا يصر البعض إلى النظر دائماً للوراء ويتجاهل النظر إلى الأمام؟ من يقول أنه لا توجد لديه هموم ؟ كلنا لدينا هموم تكاد لا تعد ،ولكن هل افتعال المشاكل وإثارة الفتن سيخفف من همومنا ؟ بالتأكيد لا سيزيد الطين بله وسيتضاعف همنا لأن همومنا هي ارتفاع الأسعار الجنوني، البطالة والفقر إلى آخره . أما ما ينادي به البعض الآن فليس لنا شأناً به إذ أن ما ينادون به ليس همنا وإنما هي آمالاً في تحسين الأوضاع ومن يقل غير ذلك مخطئ لا اعلم لما الإصرار على العودة إلى الوراء؟ ماذا يوجد في هذا الوراء؟ أهي الطوابير الطويلة ومنذ ساعات الفجر الأولى من أجل الحصول على حاجاتنا من الخضار؟ أم هي الطوابير الطويلة من أجل الحصول على إذن للسفر إلى المناطق الشمالية ولا داعي لذكر المزيد.
لا أحد ينكر أن هناك أشياء يعاني منها أبناء عدن وأن الكثير من العراقيل تصادفهم لا تمام وإنجاز أعمالهم ولكن هل هذا سبب مقنع ورئيسي من أجل أن يعود إلى الوراء ؟
أنا أرى أن الأمام أفضل وأجمل وأن اليمن أحلى وأجمل بوحدته تلك الوحدة التي كانت وما زالت لنا مثالاً للفخر والاعتزاز لقد حسدنا العالم وتمنت كثير من الدول تحقيق وحدتهم كما فعلنا نحن. نحن السباقون دائماً لإقامة وحدتنا . وحتى أوكد لكم بأن الكل بل العالم العربي والغربي أفتخر وتباهى بوحدتنا إليكم بعض مما كتب عن وحدتنا يا من تريدون تمزيقها فقد قال آنذاك نائب فرنسي "ميشيل كونتا" رئيس جمعية الصداقة اليمنية الفرنسية لقد فاجأنا اليمنيون يعملون أكثر مما يقولون لذلك أعلنوا وحدتهم قبل وحدة ألمانيا . وذكرت صحيفة "لازفسيا "الصادرة بتارخ 23/5/90م أن هذا الحدث ذو أهمية كبرى ليس بسبب أنه عبارة عن تحقيق لسعي الشعب وإنما هو أول تجربة في التاريخ الحديث لإعادة وحدة شطرين بصورة سلمية وديمقراطية ،وقالت صحيفة القدس لقد أثبت اليمنيون أنهم طلائع متقدمة واعية تدرك خطورة الانقسام والتشرذم وأثبتت القيادة اليمنية أنها قادرة على القفز فوق الصغائر والمصالح الفردية والذاتية وتقديم المصالح العامة.
وانتقد المحرر السياسي في مجلة الفرسان بعض الآراء القائلة بأن الوحدة هي قرار فوقي وأنها تمت في ظل غياب المشاركة الشعبية وقال إن معارضي الوحدة هم قلة وسبب موقفهم هذا أن الوحدة ستنهي دورهم السياسي "مشيرة أي الصحيفة" إلى أن معارضي الوحدة الذين اكتشفوا الديمقراطية قالوا هذه الوحدة قرار فوقي وأن جماهير الشعب لم تشارك بصناعتها وتضيف مجلة الفرسان أن من يقول ذلك يجهل حقائق تاريخية وجوهرية لأن قرار الوحدة جاء استجابة لرغبة عميقة من صميم الإنسان اليمني.
هذا بعض ما كتب عن الوحدة اليمنية آنذاك وإذا لاحظت عزيزي القارئ أن الكل يعلم جيداً أن الوحدة هي حلم كل يمني صغيراً كان هم كبيراً فقد تحقق هذا الحلم فهل سيرضي الشعب بلك سهولة أن يتنازل عن حقه الشرعي فيها؟
لا أعتقد فإننا لن نفرط بالوحدة حتى في الشدائد فإن الوحدة قدر ومصير الشعب فهل يستطيع الإنسان التخلي عن قدره ومصيره هذه هي وحدتنا شئتم أم أبيتم.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM