طه العامري
ماذا بعد انقشاع الغمة من (ردفان) علي إثر التهدئة التي تم التوصل إليها وبعد رفض غالبية أبناء المنطقة لكل التصرفات الخارجة على القانون والتفافهم حول المؤسسات الدستورية وتمسكهم بالوحدة وبدولة النظام والقانون وبشرعية الخلاف السلمي والالتزام بالديمقراطية كخيار ووسيلة لتسوية كل أشكال الخلاف والاختلاف. . وحين نقول ماذا بعد فأننا نعني ماذا سيتبع كل هذا الضجيج وكيف السبيل إلى تطبيع الحياة الاجتماعية والبدء في تنمية المناطق التي تحتاج لمشاريع ويحتاج أبنائها لفرص عمل وخطوات تأهيل وتنمية المدارك والوعي وربط كل هذه المخرجات والمطالب بقضية الهوية والانتماء والتأكيد علي واحدية المسار.
قد لا نختلف بأن الظواهر السلبية هي نتاج حالة احتقانات اجتماعية يتعمد البعض إثارتها ومن ثم توظيفها لتحقيق مآربه وأهدافه الخاصة وقد يصل نزق هولا الدرجة التي وصل إليها ما يسمى الحراك الجنوبي والذي قاد أصحابه إلي هاوية الإساءة لكل الثوابت الوطنية متجاوزا بذالك كل الخطوط الحمراء التي يصعب تجاوزها إلا حين يغيب الوعي ويصل (الحمق) مداه بين أطراف المعادلة حيث الفعل ورد الفعل ويصبح المسار هو الضحية لكل هذه التخرصات والوطن والشعب يدفعوا ثمنها وعليه فإن منطق راهن الحال يقول بضرورة وأهمية احتواء شباب المناطق المتوترة والتي شهدت التوتر وتأهيلهم ليكونوا قادرين على العطاء والإنتاج بعيدا عن سياسة إهدار القدرات والطاقات فيما لا يعنيهم أو أن يصبح هؤلاء ضحايا لتيارات ومجاميع وأفراد يعملون على استغلالهم وتفجير كل النوازع السلبية المندثرة وتكريسها في وجدانهم ليكونوا بالتالي وقودا لحسابات سياسية رخيصة وهو ما نحذ منه ونطالب كل عقلاء الوطن والحريصين علي استقراره وسكينته وتماسكه الاجتماعي، نقول مطلوب من هؤلاء العمل على احتواء هذه الظواهر من خلال فتح منافذ التأهيل وإشغال طاقات الشباب في المعاهد والمدارس الفنية والتقنية ليتخرجوا وينخرطوا في سوق العمل بثقة وقدرة ونية صادقة وبما يمكنهم من العمل الحر والشريف بما يكفل لهم حياة كريمة تكفيهم عناء التمسك بهذا الرمز أو ذاك ومن ثم الانسياق وراء نوايا سيئة ليس لهاء غاية في حسابات الضحايا بقدر ما يعود ريعها لأولئك الرموز الذين يبحثون عن مصالحهم الخاصة على أنقاض الشعب ومصالحه واستقرار الوطن وأمنه. .
أن ما يجب أن يحدث بعد كل هذه الزوابع العبثية وصور التخريب التي شاهدناها والمفردات التي سمعناها بعد كل هذا علينا العمل على إيجاد المخرجات والوسائل التي تقودنا إلى احتواء واحتضان الشباب وقدراتهم وتفجير هذه الطاقات والقدرات بما يخدم التنمية المجتمعية ويخدم الفرد والأسرة ويعزز من استقرارهم وهو الاستقرار الذي سوف يقودنا إلي استقرار كل المكونات الاجتماعية. . وما يجب العمل عليه هو توفير فرص العمل والتأهيل للشباب والعاطلين ومنح هذا الجانب أولوية خاصة منعا لمزيد من توظيف الاحتقانات وقطعا لكل نوايا المتربصين والمرجفين الذين يستغلون معاناة الأبرياء من أبناء الشعب ويستغلون حاجتهم وفقرهم ومن ثم استغلالهم في أعمال التخريب والفوضى والعبث والعمل الغير قانوني وهو ما لا يمكن معالجته إلا بأشغال الناس عنها من خلال تمكينهم من العمل ومنحهم الفرص الكريمة التي تمكنهم من تأهيل أنفسهم ليكونوا قوى منتجة في المجتمع بدلا من أن يتركوا لرموز الإرجاف يستغلونهم بطريقة بشعة. . أن الدولة والوطن والمجتمع أولى بطاقات هؤلاء الشباب وهم أحق بهم من عصابة التخريب والإرجاف وهذه هي طريق السكينة وبهاء تحل كل مشاكلنا وأزماتنا وبدون هذا فإن كلما نغادر شرنقة سوف نجد أنفسنا ندخل في أخرى أكثر قتامة وأشد خطورة. . فهل من يستوعب هذا. .