عصام المطري
النضال السياسي السلمي مفردة من مفردات الديمقراطية فمن خلاله تستطيع الحركات والتنظيمات والأحزاب السياسية تحقيق ما يمكن تحقيقه في الهامش الديمقراطي، فالدعوة إلى عنف في المجتمعات الديمقراطية وبالاً على صاحبه حيث سيواجه هذا العنف من كذا مؤسسة ديمقراطية وسوف يدين ذلك العنف الشعب الديمقراطي الحر الحالم بحياة أفضل ديمقراطية .
إن المجتمع الديمقراطي يختلف تماماً عن المجتمع الديكتاتوري ، ففي النظم الديمقراطية هناك مفردة التداول السلمي للسلطة التي تتناغم مع النضال الديمقراطية وإنما نتبادل السلطة سلماً فتارة تتجمع السلطة في يد حزب من الناس وتارة أخرى تنتقل إلى يد حزب آخر من الناس وهذا ما يشجع الأحزاب السياسية إلى الطموحة التي تحاول السيطرة على الحكم كحق مشروع لأحزاب السياسة الطموحة فيحق لكل حزب أن يحكم من خلال التداول السلمي للسلطة ولا يتركها للعابثين ومن خلال النضال السياسي السلمي فقد مرت علينا انتخابات رئاسية كافية حقيقية تنافس فيها المؤتمر الشعبي العام "الحزب الحاكم" واللقاء المشترك المعارضة الوطنية ومرت الأنتخابات بسلام وكتب مجد للمعهد الديمقراطي الرائد الذي نهض بالحياة السياسية على الرغم من وجود نواقص وخروقات وتجاوزات إلا أن التجربة وقد زيد من نوعها في المجال السياسي ولهذا تواجه تمرداً وتخريباً مسيساً من الخارج.
إن النضال السياسي السلمي أداة طبيعية لبلوغ المقاصد والأهداف ومن خلاله يتحقق التداول السلمي للسلطة فالأحزاب السياسية لاقت وقفه جادة أمام النضال السلمي مما يزعج السلطة ويكون مطية لاندلاع العنف بين الجانبين ز. السلطة تدافع عن نظامها والمعارضة تدافع عن عنجهيتها في هذا الركام الماجن.
وحتى يكتب للأمة مزيداً من التطور والرفعة يجب على جميع الأحزاب والقوى والتنظيمات السياسية سواء كانت في السلطة أو كانت في المعارضة إتخاذ النضال السلمي منهجاً لها في التعاطي والتعامل مع المنظومة الديمقراطية والشوروية، فيجب تجسيد النضال السياسي السلمي وعدم اللجؤ إلى القوة أو العنف في التعبير عن الآراء والتطلعات والأفكار والمبادئ والتطورات الحقيقية للبناء .
إن البناء والأعمار صعباً وعلى جميع الأحزاب السيايسة أن تعلم أن البناء والإعمار الوطني الفريد من منطلق الحرص على مصالح الأمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقوته الوطنية وتغليب الانتماء الوطني على ما عداه من انتماءات سياسية ضيقة، فمصلحة الوطن فوق كل اعتبار ومصلحة الوطن فوق مصلحة الأشخاص والجماعات والتنظيمات السياسية الكبيرة.