شكري عبدالغني الزعيتري
انطلق الحراك في بعض محافظات جنوبية قبل ثلاث سنوات رافعا مطالب اجتماعية وحقوقية والذي كان على رأسها مطلب إعادة الموقفيين عن العمل في السلك المدني والعسكري لبعض أبناء محافظات جنوبية وأيضا المطالبة بتحسين أوضاع معيشة لمتقاعدين عن العمل وكنا حينها كلنا مع ذلك الحراك لدى أبناء بعض محافظات جنوبية ممن شعروا بالغبن والظلم وإهدار حقوقهم لأنها كانت مطالب معيشية وضرورية وذات ارتباط اجتماعي إنساني ومع استمرار ذاك الحراك والذي وصل صداه المؤثر إلى مسامع رجال السلطة المختصين بإن بدءوا بالتفاعل مع تلك المطالب وتم الاستجابة لها. . رأى حينها أهل السياسة المتسيسين سواء من هم في الخارج فارين من الوحدة اليمنية من الذين وقفوا يريدون تمزيق الوحدة اليمنية وحاليا مقيمين في بعض بلدان عربية حتى اليوم إذ أنهم في يوم السبت بتاريخ 21 / مايو1994م أعلنوا دولة انفصال بزعمهم إقامة جمهورية اليمن الديمقراطية ومن مدينه عدن وحينها شكلوا قيادة الدولة المنفصلة وإعلان انفصالها عن الجمهورية اليمنية الموحدة والتي لم تحيي أكثر من شهرين وبجانبهم من هم بالداخل ويسعون حثيثين لتحريض الشارع العام وتحت شعارات انفصالية حين اعتقد هؤلاء أن الحراك لأبناء من الجنوب - والذي كان يحمل مطالب اجتماعية وحقوقية - بان تم قطف ثماره يوم أن قامت الحكومة بالاستجابة للمطالب الاجتماعية والحقوقية بصرف العلاوات وإعادة الكثير إلي أعمالهم إذ بعدها رأى أولئك الساسة الانفصاليين أن اغتنام الفرصة قد حان فذهبوا إلي الاندساس بين أولئك -مطالبي الحقوق الوظيفية العامة حيث ذهبوا نحو التخطيط لتسيس الحراك ونقله من حراك اجتماعي حقوقي إلي حراك سياسي انفصالي وأعطوه خبرتهم التنظيمية التي استفادو بها من الحزبية السياسية وسعوا ينظمون ويحرضون حتى لا يتوقف هذا الحراك لدى أبناء الجنوب وليزداد مستغلين بسطاء الناس من المواطنين والظروف المعيشية الصعبة التي يعانيها عامة الشعب اليمني وليس أبناء الجنوب واجتهد أولئك المسيسين لان يضعوا الحراك الاجتماعي الحقوقي بداخل بوتقة سياسية ينظم حركتها ويحرك بمظاهرات سياسية وما يتخللها من تخريب وتكسير وهدم وإخلال امن عام ومناداة بشعارات انفصالية وتعميقها وإيجاد الكراهية والبغضاء والأحقاد لدى أبناء الجنوب ضد أبناء الشمال. واستدعى لدعم هذا الحراك المسيس بالانفصال من هم في الخارج وكانوا ينادون بالانفصال لدولة في الجنوب وأعلنوا عنه ولم ينالوه على ارض الواقع اليمني في عام 1994م وحين خسروا الجولة فروا إلى الخارج بأنفسهم وأسرهم وهم اليوم في معيشة مرفهة وتركوا شعبيتهم ومؤيديهم وكافة رفاقهم الحزبيين من أصحاب الرغبة الانفصالية القلة ممن حركوهم حينها تركوهم يواجهون مصيرهم في الداخل اليمني واليوم أولئك الانفصاليون ممن هم في الخارج بان المحاولة الثانية مناسبة بوجود واستمرار ما سمي بالحراك في الجنوب فذهبوا يرسلون رسائلهم الانفصالية من الخارج من دول إقامتهم مع أنهم في بعد عن معانة ومشاركة أوجاع اليمنيين بالداخل ( عامة) إذ أن أولئك الانفصاليين يعيشون في غنى وراحة واستضافتهم تلك الدول العربية في أراضيها ومع هذا لم يحترموا سيادتها وعدم رغبتها في التدخل بالشؤون الداخلية اليمنية وحرصها على علاقة الإخوة باليمن وشعبه إذ من وقت لآخر يعملون على إرسال رسائلهم الانفصالية إلى الداخل اليمني ويشحذون همم البسطاء من المواطنين إذ اليوم يسخرون طاقاتهم لأجل رؤيتهم الانفصالية التي فشلت عام 1994م ويريدون أن يتبناها عنهم أصدقائهم بالداخل اليمني ويحرضون بها البسطاء من المواطنين ممن هم في الشارع في بعض محافظات جنوبية وكأنهم يريدون من غيرهم أن يواجهوا وهم في الخارج بدول الجوار العربية منعمين العيش مع أسرهم وينتظرون أن يثمر ما يخططون له ليأتوا لقطف الثمار عند نضجها لهم كما يعتقدون. . وأمام هذا نقول لكم إخواننا إننا من نتجرع وإياكم قساوة وحرمان الوقت الحاضر و الصعب في تاريخ اليمن الحديث يا من انتم في الداخل اليمني. . نقول يا أخوتنا البسطاء من العامة في الجنوب لا تنجروا وراء مطالب أولئك المحرضين على الانفصال ممن يدعون كذبا وخداع بأنهم الاحرص على مصلحة أبناء الجنوب وأنهم بغيتهم و أهدافهم وسعيهم هي مصلحة الجنوب والجنوبيين من هو هكذا يزعم فليأتي بيننا إلي الداخل اليمني ولنعش جمعا ويلات الحاضر ونتقاسم اللقمة جميعا ولنناضل ضد الفساد لإصلاحه جميعا. . ونناديكم يا إخوتنا في الجنوب ممن طلسم عليكم خداع بعض الانفصاليين ممن هم في الخارج بإيهامكم بان بجانبكم وجانب مطالبكم في الانفصال أنظمة حكم في دول جوار وغيرها. . وان بجانب مطالبكم في الانفصال مجتمع دولي. . ويخدعونكم أنهم يسعون حثيثين لدى منظمات دولية ومنها منظمة الأمم المتحدة لتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والتي صدرت أثناء حرب الحفاظ على الوحدة اليمنية عام 1994م ويوهمونكم بان ملفها مفتوح وقيد التنفيذ عاجلا أم آجلا. . وإيهامكم بان القانون الدولي بجانبكم إذا يقر بحق تقرير المصير. . وان منظمة الأمم المتحدة في ميثاقها تقر لكم الانفصال بالجنوب عن الشمال. . نقول إن هذا كذب وخداع لان الحل لن يأتي من الخارج والحل في الداخل وبالتي هي أحسن. . وما كذبهم لكم وخداكم إلا فقط لكي يستخدمونكم فتيل لإشعال شعلة الفتنة والاقتتال الداخلي. . . واعلموا أن حرصهم لأجل مصالحهم الشخصية والأنانية فقط ومصالحكم هي ابعد ما تتصورنه عن تفكيرهم وما يدعونه إليه إلا مطية وان ارتم التاكد من هذا فعودوا إلى تاريخهم الماضي الذي ليس ببعيد لتشهدوا كيف كان حين كانوا يحكمون دولة الجنوب أولئك الأفراد من هم في الخارج وينادون ويحرضونكم على الانفصال والذي لمستموه منهم في الجنوب قبل تحقيق الوحدة اليمنية في 22/ مايو 1990م ونذكركم ببعضها على سبيل المثال وليس الحصر منها : (1) قالوا أن ثورتهم وحربهم كان على الاستعمار البريطاني وضد السلاطين في الجنوب فطردوهم واستعمروكم هم وتسلطنوا وبحلة جديدة وثوب حاكم ديكتاتوري جديد حتى أنهم تدخلوا بين الرجل وزوجته وأبنائه أثناء حكمهم (2) فتحوا باب صراعات سياسية وتوترات كانت مستمرة منذ الاستقلال وجلاء الاستعمار البريطاني وصلت لتكون دامية بإراقة الدماء دون رحمة لأجل مسك كراسي سلطة وخير إثبات أحداث 1986م الذي فيها لم يرحم أحدا وتقاتلوا أخوة فيما بينهم ودفع الثمن كل الجنوبيين
(3) احتكار السلطة لأهل الفكر اليساري ولمدة (25) سنه حاربوا خلالها كل من حمل فكر غير فكرهم اليساري حتى الفكر الديني الإسلامي لم يقبلوه رغم أنهم مسلمين ولم يتركوا أهله ممن أرادوا التدين والتعبد لله وحده لحالهم ودينهم فأذوهم تحت مبررات الرجعية في الدين والتقدمية في اليسار
(5) صادروا ممتلكات المواطنين وأفلسوهم ولم يكتفوا بذلك بل ذهبوا لأبعد من ذلك حين صادروا الحرية في السفر والاغتراب بحثا عن لقمة العيش والأمان بمنع أيا كان من الهجرة أو الخروج عن عدن ومحافظات الجنوب ومن أراد السفر عليه إحضار ضمانات العودة ومسك أسرته رهينة إلا من لاذ بالفرار إلى دول الخليج وبريطانيا ودولة شمال اليمن بطرق أضنته تعبا وهما وخطورة
(6) ضربوا العزلة للجنوب وأبنائه فلا متاجرة ولا اتجار ولا تبادل ثقافات ولا علم ولا تطور إلا ما كان قادما من الدول اليسارية الاشتراكية حينذاك
(7) من ينادون اليوم بالانفصال سبق لهم أن حكموا الجنوب بعد جلاء الاستعمار البريطاني عن عدن ولمدة (25 سنه وذهبوا إلى تقاسم السلطة والحكم وكراسيها بينهم الرفاق فقط كأفراد وعلى أساس مناطقي بان أدعوا لأنفسهم تمثيل أبناء مناطقهم دون أن يعطوهم مواطني مناطقهم التفويض بذلك فأصبحت السلطة لنفر من أبناء ردفان والضالع وأبين والمكلاء ومجموعة من أبناء الشمال كانوا بهم يطمعون اجتياح الشمال بفكرهم اليساري وإشراكهم في السلطة وبما كانوا يسموهم (أعضاء المكتب السياسي فرع الشمال ) وما كان إشراك بعض أفراد من أبناء الشمال كأعضاء في المكتب السياسي إلا بهدف الاجتياح لنظام الشمال والتغلغل بالفكر اليساري في الشمال من الوطن
(9)- منذ القدم وفي تاريخ اليمن القديم والحديث والحكم والسلطة في اليمن بشطريها في حالة انفراد به وبيد الفرد ولم ينتقل يوما إلى يد الشعب كما يزعمون سواء في الشمال قبل الثورة و الوحدة أو في الجنوب قبل جلاء الاستعمار البريطاني أو قبل الوحدة إذ كانت مقاليد الحكم والسلطة بيد فرد واحد وهذه هي حقيقة اليمن السياسي أمام أي إدعاء باطل وأي مزايدة كلا على الآخر. . إذ أحيانا يأتي من يريدون الاصطياد في الماء العكر بالقول بأنه بعد حرب الحفاظ على الوحدة اليمنية في صيف 1994م تم الاستئثار الفردي والأسري بالحكم والسلطة ربما هذا صحح شيئاً ما في بعض مواقع عسكرية ولكن ظروف عدم الأمان لدى الحاكم وشعوره بعدم الأمان علي نفسه شعوره بوجود خلل فكري واجتماعي وامني وغيره وإفراز ظروف الجهل أثاره السلبية كالتعصب علي السياسة والساسة بقلة وعي السياسي هو ما أدى إلى هذا وضع بضمان واتقاء شر المؤسسة العسكرية أن يسيطر عليها خصوم في السياسة. . وطبيعية الأمور في هكذا ظروف أن يقوم أي حاكم وفي أي دوله حينما يشعر انه غير امن على نفسه وأسرته من خصوم سياسيين قد يمارسون التصفيات الجسدية ضده وذويه وتشهد بذلك تجارب تصفيات سابقة في كثير من البلدان وعلى مر عصور زمنية ماضية. . كما أن هكذا وضع وشعور بعدم أمان متفشي لدي كافة أنظمة الحكم في جميع الأوطان العربية والإسلامية وغيرها. . وأمام هذا إلا أننا نقول لأولئك المحرضين على الفتنة والصراع الداخلي بان لا تبالغوا بهكذا ادعاءات أكثر مما تحتمل والذهاب بالقول بأن فخامة رئيس الجمهورية اليمنية على اطلاع ولكل شئ وأنه هو وحده من يجمع ويفرق في كل صغيره وكبيرة وكأنه لا وزارات ولا وزراء ولا وكلاء ولا مدراء عموم ولا نظام وقانون (بالبته). . وان كان هذا إذن : فلماذا كافة موظفي القطاع العام كل يوم صباحاً إلى أعمالهم. . ؟ ماذا يفعلون ليتفرجوا على فخامة رئيس الجمهورية وهو يعمل كل شئ وفي كل مرفق وجهة. . ؟ وكأن حال قول أهل الانفصال بان رئيس الجمهورية له أجسام كثيرة وتحمل شكل وصورة وروح ونفس واحدة وبهذا الأجسام المتعددة يتواجد في كل مكان في آن واحد. استغفر الله من هذه لأقوال لان قدرات البشر محدودة. . إذن هم من يؤلهون ويصبغون الإلوهية والقداسة للحاكم الفرد من البشر. . ويدعون بأنه من يحيط نفسه بالإلوهية والقداسة. . وأخيرا نقول أن عدنا إلي الماضي القريب ولما قبل الوحدة اليمنية بإلقاء نظرة إلى صورة الحكم ومقاليد السلطة في جنوب اليمن ولمن كانت حينها. . ؟ نقول بأنها كانت بيد من ينادون اليوم بالإنفصال وينفردون وحدهم بالحكم وما كانت ديمقراطية الانفصاليين وبالساحة الجنوبية إلا وهما وخداعاً للعامة وأكثر ما يدلل لنا على الإنفراد بالحكم والسلطة مثلاً عندما رأى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ونوى العزم على تحقيق الوحدة اليمنية كان يغلب قراره إلي الانفراد به وهذا كان واضح لنا جميعا ابنا الشمال حين أعلن في اجتماعه بأعضاء مجلس الشورى بأنه عازم علي النزول إلي عدن لتحقيق الوحدة في تاريخ 20 مايو 1990م وقال من يريد ذلك يلحق بي. . . الخ. نعترف بهذا لان ليس فيه خجل وإنما فخر له ولكل اليمنيين أن تحققت الوحدة اليمنية بصرف النظر كان القرار فردي أو جماعي فسافر فخامته إلى عدن مطالبا بالوحدة اليمنية الاندماجية. . . وأمام هذا نقول بان الخجل بان يقول البعض أقوالا ويفعلون غيرها إذ في المقابل الطرف الأخر ممن نادوا بالانفصال وما زالوا اليوم ينادون والذين هم ذاتهم من كانوا يدعون الديمقراطية في الجنوب ويمارسون خلاف أفعالهم لما يدعون بان كانوا يظهروا أقولا ويفعلون غيرها إذ انه كان أيضا القرار انفرادي في التوجه نحو الوحدة الاندماجية من قبل قادة الجنوب وسلطته قبل الوحدة إذ لم يأخذ الإستاد / علي سالم البيض رأي رفاقه في الحزب الاشتراكي سواء من أعضاء اللجنة المركزية أو أعضاء المكتب السياسي. . ولم يأخذوا رأي الشعب في الجنوب حول موافقتهم علي الوحدة اليمنية من عدمه فكان القرار انفرادي بالاندماج الكامل وقد شهد شاهد من أهله حين قال المهندس حيدر العطاس في مقابلة قناة الجزيرة معه في برنامج زيارة خاصة أن الوحدة الاندماجية الكلية لم يكونوا موافقين عليها ولكن فاجأهم أمين عام الحزب الاشتراكي الحزب الذي كان يحكم الجنوب قبل الوحدة الأستاذ / علي سالم البيض وفرضها عليهم. . أضف مثال آخر على الانفراد في الحكم والسلطة لأولئك من ينادون اليوم بالانفصال القرار الانفصالي الذي أعلن يوم السبت تاريخ 21 / مايو1994م الذي تم فيه إعلان جمهورية اليمن الديمقراطية من مدينه عدن وشكلت قيادة الدولة المنفصلة وإعلان انفصالها عن الجمهورية اليمنية الموحدة تم اتخاذه من قبل مجموعة نفر استأثروا بإيجاده وابتكاره وإعلانه وعلى رأسهم السيد علي سالم البيض والمهندس حيدر العطاس ومن كان فاراً مشرد في الغربة إلى يوم تحقيق الوحدة وبفضلها عاد إلى ارض وطنه اليمن أن امن فيها علي روحه السيد / عبدالرحمن الجفري والعديد من أمثالن ممن كانوا قبل الوحدة فارين خارج الجنوب ولم يعودوا إلى وطنهم إلا بعد أن امنوا على أرواحهم وذويهم وحدث له الأمان بفضل تحقيق الوحدة اليمنية اذ حينها لم يأخذوا موافقة رفاقهم الباقين ممن كانوا معهم في حرب الانفصال ولم يأبهوا بديمقراطية حتى فيما بينهم رفاق السياسة والحزب الاشتراكي ومن سار في منوالهم حين أعلن عن دولة الانفصال في 1994م ولم يأخذوا موافقة قواعدهم الحزبية أو شعب الجنوب ولا حتى ساكني مدينه عدن ممن كانوا بينهم وأقحموهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. . اتخذا قرار الانفصال رغم رفض الكثير من شعب الجنوب لذلك القرار الانفصالي ولكن الانفراد بالحكم والسلطة فرضت نفسها حينها عندما تم اتخاذ أولئك القلة لقرار الانفصال والإعلان عنه.