عصام السروري
إن من يتفهم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي يجد أن كل الوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه يعيش في ظل حكومة غير قادرة بالوفاء والتزاماتها.
الوطن كله في أزمة حقيقية ليس الجزء الجنوبي من الوطن اليمني فقط بل اليمن بأكمله من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه في ظل حكومة لا تهتم بالمواطن الحقيقة.
هناك غياب للعدالة وانتشار الفساد والمحسوبية والرشة والوساطة في التوظيف لذوي الوجاهات ومن لهم باع طويل في الدولة، أما المواطن المسكين لا حول له ولا قوة إدا درس الجامعة تخرج إلى الشارع وما عليه سوء تأكيد قيده كل سنة والقبول بوعود كاذبة وما يقال عن المفاضلة في توزيع الوظائف وهذا المسكنات التي أثبتت زيفها وظهور حقيقتها الكاذبة "كل هذه الأمور يعاني منها أبناء الشعب كله وتعم اليمن كله ولا أحد يستطيع إنكارها".
غير أن المفارقة الحقيقية هي غياب من يدافع عن الشعب كله وإظهار وفضح الفساد والمفسدين وما يلفت الانتباه هو غياب المعارضة الحقيقية التي تستطيع التعبير عن قضايا وهموم الوطن اليمني، وأيضاً غياب المفكرين والمثقفين وأصحاب الأقلام الشريفة في الشمال حول الوضع وكأنه ظلم الشمال للجنوب وهذا غير صحيح.
والحقيقية إن وجود نخبة في الجزء الجنوبي قادرة على الضغط على الحكومة وإظهار قضيتهم وكأنهم وحدهم يعانون من الظلم واستخدام ورقة الانفصال والتلويح بها لإجبار الحكومة بالالتفات نحوهم والاهتمام بقضاياهم.
أتمنى من المعارضة إن تكون عند مستوى المسؤولية في التعبير عن هذه المفارقة وإظهار القضية الواحدة التي تهم كل الشعب وهي المساواة والعدل والمواطنة الحق والدفاع عن الوحدة التي تعد خطاً أحمراً لا يمكن لأحد أي كان تجاوزها والنيل منها.. المعارضة الآن تقف موقف المتفرج وكان المواطن في الجزء الشمالي يتمتع بكل الحقوق المشروعة له والحقيقة إن الطن كله يعيش في مأساة.
وما يحدث في الجنوب يعبر عن فارغ في المعارضة وتفرغ أحزابها من أجل مصالحهم الخاصة أقعدهم عن التحرك من أجل الشعب والنهوض به وبقضاياه الحقيقية.
أكرر أتمنى من المعارضة سيما أحزاب المشترك وكل المناضلين والشرفاء والأوفياء إن يتحركوا لإنقاذ الوطن كله شماله وجنوبه من هذه العنصرية الجديدة على مجتمعنا والنهوض بقضايا الشعب كله.
والمطالبة بحقوق الشعب المشروعة وإسكات النزعات الانفصالية والوقوف لها صفاً واحداً وإرجاعهم إلى جادة الصواب وإيجاد أرضية واحدة لتحرك بموجبها والضغط على الحكومة وانتزاع إصلاحيات حقيقية وجادة وملموسة والنضال السلمي والجاد من أجل إصلاح أجهزة الدولة المعاقة والمشلولة في ضوء هذا تستطيع المعارضة كسب الشعب واستخدامه كورقة سليمة في النضال السلمي والمشروع بعيداً عن اختراق الثوابت الوطنية أو العبث بالوحدة المباركة.
أن تهميش الوضع الكلي والأساسي للوطن وإظهار مشكلة الجزء الجنوبي من الوطن يدل على ضعف في صفوف المعارضة وأحزابها وعجز السلطة عن مواجهة التحديات وحدها هذا الضعف والعجز بدوره أعطى الضوء الأخضر لبعض العناصر للتفرد بالنضال من أجل الجنوب واستغلال الوضع الحالي.<