سراج الدين اليماني
أيها الخارجون عن النظام والقانون والدستور إن النصوص التي ذكرتها في هذه المقالة كما قلت: تردع الجبال الشم العواتي وتجعلها للحق منقادة ولا تحكم بالرئاسة ولا الريادة التي أنتم تتمنوها وتحسبون أنكم إلى طريقها ونيلها قريبون بينكم وبينها مفازات عظيمة حتى وأن قلدكم أيها الغرب فلن يرضى عليكم المواطن الذي عرف دينه وربه ونبيه وإن سكت عنكم الحاكم مفازات طوال تحتاج آلاف السنين حتى تظفروا بها فنصيحتي أن تعقلوا وتستمعوا جيداً الكلام العلماء والله إنني لست بالذي يدافع عن الباطل ويمحق الحق أو بالذي يريد من الرئيس وظيفة فالرئيس لا يعطي أحداً ومستشاروه ومعاونوه لن يرضوا عن أحد إنما النصيحة لكم أنتم يا من يحترق عليكم القلب المحب ويحتار لأمركم عقل الصادق العراف ويحترس عليكم كل من سمع بخروجكم وما أنتم إليه صايرون.
أسمعوا أسمعوا إلى هذه النصائح من العلماء المتقدمين الذين عاصروا الفتن الأولى لأتباع أبن سبأ والحرورية و؟؟؟ الذين أحثوا هذا الخروج في أمة المسلمين انتصاراً للكفار والملحدين والصليبين، قال أ[ن أبي العز الحنفي: وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا، فلأنه يترتب على الخروج عن طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم بل في الصبر على جورهم تكفير للسيئات ومضاعفة الأجور، فأن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، والجزاء من جنس العمل، فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل، قال تعالى (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير)) وقال (( أو لما أصبتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذه قل هو من عند أنفسكم)) وقال (( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك)). فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم فليتركوا الظلم. أنظر الطحاوي "2/ 542" وقال النووي: حاصل الصبر على ظلم الولاة وأنه لا تسقط طاعتهم لظلمهم " "شرح مسلم / 12 222"،وقال أبن حجر "واجب لزوم جماعة المسلمين وسلاطينهم ولو عصوا / الفتح/ 13/ 40".
وقال ابن تيمية : كان من العلم والعدل المأمور به الصبر على ظلم الأئمة وجورهم كما هو من أحول أهل السنة والجماعة وكما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، في الأحاديث المشهورة عنة مجمع الفتاوي "28/ 179"، وقال الآجري " لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً الخوارج قوم سوء، عصاه لله عز وجل ولرسول الله عليه الصلاة والسلام ، وأن صاموا وصلوا واجتهدوا في العبادة فليس ذلك بنافع لهم ، وإن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس بنافع لهم لأنهم قوم يتأولون القرآن على ما يهوون ، ويموهون على المسلمين، وقد حذرنا الله عز وجل منهم، وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحذرونا الخلفاء الراشدون بعده، وحذرونا الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان رحمة الله عليهم، "الشريعة/ ص 21".
وقال: "فلا ينبغي لمن رأى اجتهاداً خارجياً قد خرج على أمام عادل كان أو جائراً فخرج وجمع جماعة وسل سيفه واستحل قتال المسلمين فلا ينبغي له أن يغتر بقراءته للقرآن، ولا بطول قيامه في الصلاة ولا بدوام صيامه وبحسن ألفاضة في العلم، إذا كان مذهبه مذهب الخوارج" الشريعة /28" ، ثم ساق الأحاديث الواردة في الخوارج وقال : وقد ذكرت من التحذير عن مذهب الخوارج ما فيه بلاغ لمن عصمه الله عز وجل الكريم، ولم ير رأيهم ، وصبر على جور الأئمة وصيف الأمر ولم يخرج عليهم بسيفه، وسأل الله العظيم كشف الظلم عنه وعن جميع المسلمين ودعا للولاة بالصلاح، وحج معهم وجاهد معهم كل عدوّ للمسلمين، وصلى خلفهم الجمعة والعيدين، وإن أمروه بطاعتهم فأمكنته طاعتهم أطاعهم،وإن لم يمكنه اعتذر إليهم، وإن أمروه بمحصية لم يطعهم، وإذا دارت بينهم الفتن لزم بيته وكف لسانه ويده ولم يعوا ما فيه، ولم يعن على فتنة ، فمن كان هذا وصفة كان على الطريق المستقيم إن شاء الله تعالى ، الشريعة /37" وقال ابن تيمية: وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولا الأمور وغشهم، والخروج عليهم بوجه من الوجوه "مجموع الفتاوى / 35 12" وقال الصابوني: ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح وبسط العدل في الرعية ولا يرون الخروج عليهم بالسيف وإن رأوا منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف، ويرون قتال الفئة الباغية حتى ترجع إلى طاعة الأمام العدل "عقيدة السلف أصحاب الحديث ص 106" وقال أبوا الحسن الأشعري: ويرون الدعاء لأئمة المسلمين بالصلاح وأن لا يخرجوا عليهم بالسيف وأن لا يقاتلوا في الفتنة "اعتقاد أهل السنة/ 133".
قال الحسن البصري أيام يزيد بن المهلب وقد أتاه رهط فأمرهم أن يلزموا بيوتهم، ويغلقوا عليهم أبوابهم ،ثم قال: والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل ذلك عنهم ، وذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلون إليه " رواه الأجري في الشريعة / 38".
قال ابن تيمية : وأما ما يقع من ظلمهم وجورهم بتأويل سائغ أو غير سائغ أي الحكام فلا يجوز أن يزال لما فيه من ظلم وجور، كما هو عادة أكثر النفوس تزيل الشر بما هو منه ، وتزيل العدوان، بما هو أعدى منه ، فالخروج عليهم يوجب من الظلم والفساد أكثر من ظلمهم، فيصبر عليه، كما يصبر عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على ظلم المأمور والمنهي عنه في مواضع كثيرة كقولة تعالى: (( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك)) مجموع الفتاوى/ 28/ 179" فالصبر على الحكام إذا جاروا من عزائم الأمور وأركان الدين ومن وصايا الأئمة الناصحين.
قال أبو بكر المروذي: سمعت أبا عبد الله يأمر بكف الدماء وينكر الخروج إنكاراً شيداً، السنة ، للخلا 131".
وقال عبدوس بن مالك سمعت أحمد بن حنبل يقول : ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين وقد كان الناس اجتمعوا عليه ، وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان ، بالرضا أو بالغلبة فقد شق هذا الخارج على المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن مات الخراج مات مسته جاهلية ، ولا يحل قتال السلطان ، ولا الخروج عليه لأحد من الناس، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق" أصول السنة 79.
وأما أبن القيم فله كلام جميل ونفيس وعظيم حيث قال : إذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه، وأبغض إلى الله ورسوله فإنه يسوغ إنكاره ، وإن كان الله يبغضه ، ويمقت أهله، مثل الإنكار على الملوك والولاء بالخروج عليهم ، فإنه أساس كل شرً، وفتنة إلى آخر هذا الدهر، وقد استأذن الصحابة رسول الله في قتال الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، وقالوا: أفلا نقاتلهم؟ فقال : لا ما أقاموا الصلاة، وقال من رأى من أميره ما يكرهه فليصر ولا ينزعن يداً من طاعته ومن تأمل ما جرى على الإسلام في الفتن الكبار والصغار رآها من إطاعة هذا الأصل وعدم الصبر على منكر، فطلب إزالته ، فتولد منه ما هو أكبر فقد كان رسول الله صلى عليه وسلم يرى بمكة أكبر المنكرات ولا يستطيع تغييرها. . "الأعلام الموقعين / 3 6"
وقال ابن عبد البر القرطبي النصيري. . وأما أهل الحق وهم أهل السنة ، فقالوا : هذا هو الاختيار : أن يكون الإمام فاضلاً عدلاً محسناً ، فأن لم يكن، فالصبر على طاعة الجائرين من الأئمة أولى من الخروج عليه لأن في منازعته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف ، ولأن ذلك يحمل على هراق الدماء وشن الغارات والفساد في الأرض ، وذلك أعظم من الصبر على جوره وفسقه، والأصول تشهد والعقل والدين أن أعظم المكروهين أولاهما بالترك، وكل إمام يقيم الجمعة والعيد، ويجاهد العدو ويقيم الحدود على أهل العداء ، وينصف الناس من مظالمهم بعضهم لبعض ، وتسكن له الدهماء وتؤمن به السبل ، فواجب طاعته في كل ما يأمر به من الصلاح أو من المباح، "التمهيد لما في الموطأ من الأسانيد/ 23 279 "
فهل بعد هذا يجوز أيها الخارجون عن الحكومة وتقاتلون في صف من لهم أهداف تآمرية عدوانية يخدمون بها أعداء الأمة والوطن وحصلوا على الدعم السخي من قبل العدو فدعوا هذا لا بارك الله فيكم وهنا سؤال أطرحه على الأستاذ عبده بورجي فهل من يقرر هذا الكلام لا يزال من تنظيم القاعدة كما حكمت به علي جزافاً وحرمتني الخير بعده. ؟!. <