عبدالوارث النجري
تحدث في العدد السابق أخي العزيز إبراهيم مجاهد عن غياب التنظيم في افتتاحية الدورة الثانية للمؤتمر السابع للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام والمتمثلة في الفوضى وعدم النظام ودمج الفرزة بالحراج، متسائلاً في نهاية حديثه عنما يمكن أن يخرج به المجتمعون من قرارات وتوجيهات تصب في خدمة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره في ظل وضع وصفه أخي إبراهيم بالخطأ، وعليه فأنا أردت من خلال هذه الأسطر أن أوضح للأخ إبراهيم بأن ما شاهدته يا أخي العزيز تعد أهم ميزات قيادات وكوادر الحزب الحاكم سواء في مؤتمراتهم وندواتهم وحتى في مهرجاناتهم واجتماعاتهم وحتى في مقيل أنصار " الحصان" وأتباعه، لذا فإن ما حدث في يوم افتتاح الدورة الثانية لمؤتمر الحزب الحاكم ليس بالجديد بل أنه أمر عادي بالنسبة لعدد يزيد عن ستة الآف شخص هم في حقيقة الأمر من يحكمون هذه البلاد من وزير إلى نائب إلى وكيل إلى محافظ ومدير عام ومدير إدارة ورئيس قسم وشيخ وعضو برلماني وشورى وهكذا، لذا فإنه من الطبيعي أن تمر البلاد بالأزمات تلو الأزمات وتصبح مسرحاً لتنفيذ المخططات والمؤامرات الخارجية ومكان آمن للمخربين وتجار الأسلحة والمخدرات والإرهابيين والمهربين وعتاولة الاختطافات وقطاع الطرق والعملاء والمرتهنين مع العلم أنهم في يوم افتتاح المؤتمر كانوا هادئين استلموا المخصصات المالية التي اعتمدت لهم بصورة خيالية الشعب وخزينة الدولة أيام المؤتمر كنت ستدرك تماماً أين تكمن الفوضى في هذه البلاد بل أنك ستكون على يقين ليس بأن أعمال أولئك تندرج في خانة الخطأ بل أنهم الخطأ بعينه، خاصة ومرؤوسيهم يناشدون للالتزام بالهدوء فقط بضع ساعات لقراءة البيان الختامي ، ولو أطلعت على بيانهم ذلك المكون من عشرات الصفحات والمعد مسبقاً كالعادة لوجدت عبارات ويطالب المؤتمرين بالعمل على إنعاش القطاع السياحي، ويوعي المؤتمريين بالحفاظ على خيرات الوطن يتساءل بالقول إذا كان هؤلاء من يديرون البلاد وعلى مستوى كل مديرية وفي مختلف المجالات فمن يطالبون في بيانهم؟!
ولعل أجمل ما خرج به المؤتمر ودورته الثانية هي كلمة فخامة رئيس الجمهورية وكان يمكن أن تقال في اجتماع لمجلس الوزراء أو اللجنة العامة بدلاً من صرف ما يزيد عن ستين ألف ريال لكل عضو مقابل حضوره تلك الدورة الثانية ، أليس الجندي المرابط في جبال مران وحيدان وردفان والمهرة أحق بها من أولئك الذين نعرفهم جيداً بتصرفاتهم وسلوكهم في المؤتمرات ووظائفهم؟ العالم يعاني اليوم من أزمة اقتصادية ونحن في اليمن السعيد نعاني من عشرات الأزمات والمؤتمرات التي تستهدف الوطن من جميع الاتجاهات ومازال الحزب الحاكم يتجر أعلى صرف الملايين لأعضائه دون اكتراث لما يدور حوله وكأنه واقع الحال يقول فليموت عشرين مليون يمني جوعاً مقابل راحة بال ستة ألاف قيادي مؤتمري وبالعودة إلى ما يحدث في بعض المحافظات الجنوبية من تقطع وأعمال شغب واعتداء على النقاط الأمنية وإحراق محلات العامة من المواطنين وجملة تلك الأعمال الخارجة عن النظام والقانون والتي تم وصفها بالنتوءات نتسائل أليس البتر هو أفضل علاج لتلك النتوءات حتى لا تكبر وتستعصي ولجان الحوار مثلها مثل نتوءات صعدة وفي الأخير نقبل بالحوار معها عبر طرف ثالث خارجي نأمل أن لا يتكرر الخطأ ونستفيد من الدرس السابق.<