شكري عبدالغني الزعيتري مؤخرا حدثت أحداث مؤلمة في حق الوطن و الشعب وسمعته بين الأمم إذ أفرزت تلك الأحداث ممارسات لا يقرها الدين الإسلامي الحنيف ولا تقرها إنسانية الإنسان الذي أودع الله سبحانه فيه الرحمة والرأفة وكل العواطف كما ويعاقب عليها جميع القوانين الوضعية لدي جميع الأمم والدول إذ وقد حدثت مظاهرة يوم الثلاثاء فبل الماضي في مدينه المكلا وقبلها حدثت مظاهرات في ردفان والضالع والحبليين بمحافظة لحج وفي مدن متعددة بمحافظة أبين والتي نظم ودعا لها المنظمون وقالوا قبل قيامها بأنها مظاهرات احتجاجية سلمية.. وعند بداء فعاليتها إذ بها تخرج عن السيطرة إذ يتخللها التكسير والتخريب والهدم لممتلكات عامة وخاصة حتى صغار البائعين من أصحاب العربيات والمحلات الصغيرة تم الاعتداء عليها بالإحراق وإشعال النيران لمحتوياتها وعلي أصحابها تم الاعتداء بالضرب الذي وصل إلي القتل لبعضهم وفقط علي من ينتمون لمحافظات شمالية وتواجدوا في محافظات جنوبية لطلب الرزق والعمل وفي ابسط المهن تواضعا (ولمن هم لا حول ولا قوة لهم .. ولا دخل لهم بالسياسية والحزبية .. وليس لهم باع لا في ناقة ولا في جمل .. وغير ذي اهتمام سياسي .. كما وصل الحال إلي التمترس في الطرق والقيام بتقطعات للسيارات العابرة من مدينه لأخرى ونهب محتوياتها واستقصر علي كل سيارة تمر وتحمل رقم لوحة لأحدي المحافظات الشمالية بصرف النظر من يكون صاحبها .. كما وتم في خضم تلك المظاهرات أحداث الفوضى والشغب والإساءة لسمعة الوطن والشعب الذي اتصف بالحضارة والذي قال عنهم رسول الله صلي الله علية وسلم (( أهل اليمن هم ارق افئده والين عقول ) .. كما وتم الإساءة للشعب اليمني الذي قال عنهم أيضا رسول الله (( أن أشدت فعليكم باليمن )) أي كنجدة وحماة للحق ورد الظلم عن المظلوم . إذ أن تاريخ اليمنيين حافل بالمجد والعطاء لغيرهم فهم الذين كانوا نصرة للإسلام والحق وحاملي راية نشر الإسلام الحنيف الذي يقر ويحمي إنسانية الإنسان ويفرض ويوجب بكل أعمال الخير للإنسان بصرف النظر عن ديانته وموطنه حتى وصلت دعوة الإسلام إلي معظم أصقاع الأرض المعمورة ابتداء بنشر الإسلام في الشام وشمال إفريقيا وفتح مصر وانتهاء بنشر الإسلام في شرق أسيا في اندونيسيا وماليزيا وغيرها وبالحكمة والموعظة الحسنة هذا ما عرف عن اليمنيين على مر التاريخ الإسلامي حتى أن رسول الله نصح من أشدت عليهم الحامية فعليه باللجوء للاحتماء باليمنيين وببلدهم اليمن وبالأمس القريب أساء مجموعة من الطائشين بان اشعروا العالم الإسلامي بان المواطن اليمني أصبح هو ذاته وفي بلده اليمن غير امن وغير محمي ومعرض لاعتداء أعمال صبيانية جنونية من طائشين وظهر هذا جليا فيما تخلل كل مظاهرة احتجاجية قامت في أي محافظة جنوبية منذ ثلاث سنوات ماضية منذ انطلاق ما سمي بالحراك الجنوبي ونظم لها قادة لفروع أحزاب سياسية معارضه وقادة فروع لمنظمات مجتمع مدني (نقابية وحقوقية ) .. وحين تبدءا المظاهرة يذهب داعيها ومنظميها بالقول أنها مظاهرة احتجاجية سلمية فإذا بها تشتعل بأعمال التخريب والاعتداء علي الآخرين وبعد أحداث التخريب والهدم وإقلاق الأمن العام سرعان ما يذهب منظميها كلا ليبرئ نفسه أمام كافة أبناء الشعب بالنقد لما تخلل المظاهرة من تخريب وفوضي واعتداء فمثلا وليس علي سبيل الحصر عقب حدوث المظاهرات التي قامت في ردفان أصدر قادة فروع أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة ) بمحافظة لحج بياناتهم ونشر في عدة وسائل إعلامية حيث جاء في البيان ( أن أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة لحج تدعو كافة أعضائها وأنصارها في المحافظة وكل الأحرار للاستمرار في النضال السلمي بعيدا عن الانجرار وراء العنف الذي يؤدي إلي نتائج وخيمة لا تحمد عقباها بحق الوطن والمواطن ) وعقب كل المظاهرات ومؤخرا المظاهرة التي قامت يوم الثلاثاء قبل الماضي في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت إذ بعدها اصدر قادة فروع أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة ) بمحافظة حضرموت بياناتهم ونشر في عدة وسائل إعلامية حيث وقد جاء ضمن قول سكرتير الحزب الاشتراكي بمحافظة حضرموت وعضو اللجنة المركزية الأخ عبدالله الحامد قوله ( انه هناك وجود أشخاص مندسين وراء أعمال الشغب وإحراق متظاهرين غاضبين محلات تجارية في المكلا يوم الثلاثاء الماضي عقب مهرجان جماهيري كبير... وقال ارجو من السلطات عدم المبالغة في ما حصل من قبل قلة نقول في أحسن الأحوال أنهم غاضبون ومحبطون من الظروف المحيطة بهم ما لم يكونوا مندسين وينبغي التعامل معهم بمسؤولية) وعلي هذا المنوال والصيغ الكلامية من خطابة وتصريحات يصرح به ويصدر في بيانات سياسية تعلن عقب العديد من المظاهرات الاحتجاجية التي افتعلت في مناطق محافظات جنوبية .. وأخيرا نخلص إلى القول إذا كان ما عبر عنه ويعبر به من مناهضة لأعمال التخريب والشغب والفوضى وان هذا الشعور هو حقيقة شعور قادة فروع أحزاب اللقاء المشترك في هذه المحافظات فلماذا أصلا دعوا ونظموا لمظاهرات هم ليسو علي قدرة في السيطرة علي مجرياتها ولملمة أحداثها المؤسفة باحتوائها عند البوادر الأولي لظهورها .. ؟ ولماذا لا يراعون غضب الشارع من جراء ظروف اقتصادية معيشية صعبة أسهمت في إحداثها متغيرات وأحداث عالمية ودولية خارجه عن إرادة الكل (حكومة ومعارضة وشعب يمني ) ... ؟ ولماذا لا يراعون سمعة اليمن وشعبه بين الأمم .. ؟ ولماذا ينظمون لما قد يؤدي إلي إحداث الإخلال بالأمن العام في تلك المحافظات الجنوبية فيعيقون تنفيذ مشاريع تنموية تسعي الحكومة إلي تنفيذها كما و يجهضون أي نوايا لتنفيذ مشاريع بناء وتنموية لصالح أبناء تلك المحافظات التي يفقدونها أمنها العام فينفرون أي جهود عون ومساعدة يمكن أن تقدمها حكومات دول شقيقة وصديقة أو منظمات وهيئات عون دولية وقد تسهم في رفع مستوى معيشة أبناء تلك المحافظات بأداء خدمات عامة أكثر فائدة .. ؟ ولماذا تغلب مصلحة حزب علي مصلحة دولة وشعب ومصلحة محافظة وأبنائها ... ؟ ولماذا الثمن يدفعه العامة من أبناء الوطن مقابل الكيد أو المنازلة مع طرف سياسي خصم ومن قبل الساسة والحزبيين كمعارضة.. ؟ أسئلة لابد أن يسألها كل ضمير حي يسكن في أعماق صدور من يدعو أو ينظم لمظاهرات احتجاجية يتخللها الفوضى والتخريب والهدم وإقلاق الأمن العام من أبناء تلك المحافظات الجنوبية وبداخلها ... ومن يقول من قادة فروع الأحزاب السياسية المعارضة في تلك مناطق المحافظات الجنوبية التي تعاني من الفوضى والشغب الشبه يومي بأنهم ليسوا علي علاقة بما سمي بالحراك في الجنوب وما يحدث من مظاهرات هو حراك اجتماعي شعبي حقوقي وانهم ليسوا مسئولين عما يتخللها من الفوضى والتخريب والهدم وإقلاق الأمن العام والإضرار بسمعة البلد .. نقول لهم لو كان هذا صحيح فلماذا إذاً لا تقفون كأمناء عام ورؤساء أحزاب سياسية معارضة علي منصة الخطابة للعامة نهار وجهارا وبدون أي لبس وتقولون للآلاف من محبيكم ومؤيدكم ومناصريكم وأعضاءكم لمن يهتفون لأحزابكم المعارضة عند قيام كل مظاهرة تخللها الفوضى والتخريب والهدم وإقلاق الأمن العام والمناداة بالانفصال ورفع شعارات انفصاليه وتعميق الكراهية والأحقاد بين أبناء اليمن الواحد فتقولون لهم (( يا أيها السادة الكرام بتخريبكم وهدمكم لبلد موحد انتم علي تجني بحق الوحدة الوطنية والوحدة اليمنية وهذا خطأ منكم وبأن يدعو إلى تغيير شعارات الدعوة للانفصال التي ترفع في مظاهرات )) فيغيروا التوجه الضار والذي في غير مصلحة الشعب الموحد والأرض الموحدة وبأن يقفوا في وجه أي شعارات ومناداة انفصالية فهذا بالضبط ما لم تقوموا به وبوضوح ودون لبس وكأمناء عام ورؤساء أحزاب سياسية معارضة .. وإن بالفعل انتم حريصون علي مصلحة اليمن والشعب الموحد لسمعنا منكم هذا مضمون لأصواتكم ونداءاتكم ولرأينا هذه المواقف الواضحة تتبنوها ودون لبس وبما يحفظ مصلحة وامن واستقرار تلك مناطق المحافظات الجنوبية التي تفتعل فيها الفوضى والشغب والتخريب من وقت لآخر ... وأخيرا نتمنى عليكم كأمناء عام ورؤساء أحزاب سياسية معارضة وقادة فروعكم بالمحافظات ونأمل ألا يكون تغليب مصلحة أحزابكم واللهث وراء سلطة وحكم وعلى حساب مصلحة وطن وشعب موحد وان كان الثمن هو الدمار.<
