بقلم / أبو زيد بن عبد القوي
لم يقنع الكليني وبقية أساطين الاثنى عشرية بروايات وخرافات التحريف !! ولم يكتفوا بإدعاء وجود ( القرآن الحقيقي ) عند الإمام الغائب المزعوم !! بل انغمسوا في الكفر وزادوا في الضلالة فأتوا بالخبال وقالوا إن هذا منزل من الكريم المتعال !! وكل هذا من أجل الإمامة والوصية !! التي لا يوجد لها ذكر في كتاب رب البرية !! بل إليك أكبر خرافة صنعتها ووضعتها هذه الطائفة !! فإذا كان الكفار وأهل الكتاب قد طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم صحيفة مكتوبة من السماء ولم يستجب لهم قال تعالى : ( يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً ) النساء/153 وقال تعالى في سورة الإسراء : ( وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً {90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً {91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً {92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً {93} ) وقال تعالى : ( وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ )الأنعام/7 فإن أساطين الاثنى عشرية قد زعموا نزول الصحف السماوية بأسماء الأئمة !! وكفرت بها هذه الأمة !! - وقد دفعهم إلى القول بهذه الصحف عجزهم عن تلفيق روايات تتحدث عن الاثنى عشر وإقحامها في القرآن الكريم كما عملوا في الروايات التي ذكرت لكم نماذجا منها أمس !! - وإليك أخي المسلم بعضها لتعرف أين وصل بهم جنون الولاية والإمامة !! وبكل أمانة :
> أولاً / لوح فاطمة !! ( راجع أخبار اليوم العدد السابق. )
> ثانياً / مصحف فاطمة !!
وهو غير لوح فاطمة وقبل أن ننقل حكايته من كتاب "الكافي" استمعوا معي إلى مجاهرتهم بحكاية هذا المصحف بعد الثورة الإيرانية !! حيث يقول أكرم بركات العاملي في كتابه "حقيقة مصحف فاطمة عند الشيعة" ص12 : ( وفي هذا المناخ الذي يعتبر فيه العض أن " مصحف فاطمة عليها السلام " يعتبر موضوع تهمة تسجل على المذهب الشيعي مما جعل البعض يقلل من أهمية روايات هذا الكتاب وربما يحاول التشكيك في سندها انبرى الإمام روح الله الخميني رحمه الله ليفاجئ الكثيرين غي وصية العالمية قائلاً فيها : " نحن نفخر أن منا. . . مصحف فاطمة ذلك الكتاب الملهم من قبل الله تعالى للزهراء المرضية " فماذا يريد الإمام رحمه الله من إعلان الافتخار بمصحف فاطمة عليها السلام ؟ مع أنه لم يطلع عليه بل إنما اطلع على بعض الروايات الحاكية لعموم محتواه والنزر من تفصيلاته كما سيتضح هذا لاحقاً بإذن الله. أعتقد أن الإمام في كلامه هذا يريد أن يعطي درساً في قوة الثبات حينما يكون معتقد الإنسان سليماً مهما كانت نظرة الآخرين تجاهه. فمصحف فاطمة قد ثبت وجوده بالطرق والأسانيد الصحيحة وعليه فالاعتقاد به سليم وصحيح. . . ) فمن الكذب والتقية إلى المجاهرة السافرة !!
ماذا في مصحف فاطمة ؟
التناقض دليل الكذب والقوم عندهم ولع غريب وعجيب بالموضوعات المتناقضات والخزعبلات المضحكات وسأذكر بعض التفاصيل حول مصحف فاطمة - رضي الله عنها وبرأها من كل هذه الأساطير - المزعوم حتى يتضح للقارئ كذبهم وتناقضهم في كل حكاية يخترعونها :
1- مثل القرآن ثلاث مرات !!
ينسب الكليني إلى جعفر الصادق - رحمه الله تعالى وبرأه من أقوال هؤلاء الغواة - رواية طويلة في "أصول الكافي" 1/297 وفيها : (. . . . ثم سكت ساعة قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : قلت : وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ،والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ،قال : قلت : هذا والله ألعلم قال : إنه العلم وما هو بذاك. ثم سكت ساعة ثم قال : إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال : قلت : جعلت فداك هذا والله هو العلم ،قال : إنه العلم وليس بذاك. قال : قلت : جعلت فداك فأي شيء العلم ؟ قال : ما يحدث بالليل والنهار ،الأمر من بعد الأمر ،والشيء بعد الشيء ،إلى يوم القيامة. ) هل لاحظت أخي القارئ أن هذا المصحف المزعوم مثل القرآن ثلاث مرات ؟! وهل لاحظت الخبط والهراء في قوله (والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ) ؟! فبأي لغة كتب ؟! وهل لاحظت زعم الكليني أن الأئمة الاثنى عشر يعلمون الغيب ؟! بل يعلمون : (ما يحدث بالليل والنهار ،الأمر من بعد الأمر ،والشيء بعد الشيء ،إلى يوم القيامة ) !! وهذا كفر بواح - لا ينفع معه الترقيع - بنص القرآن الكريم الذي جعل ما يحدث بالليل والنهار وغير ذلك من علمه عز وجل فقط فقال تعالى : ( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) الأنعام59 وهؤلاء القوم جعلوا علم كل ذلك للأئمة !! واستمع أخي المسلم إلى نفي الباري عز وجل علم البشر بالغيب فقال جل جلاله : ( قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) النمل65 لكني نسيت أن الاثنى عشرية ينتظرون ( المصحف الحقيقي ) الغائب عند الإمام الغائب !! وإلا لو كان الكليني وأمثاله يؤمنون بكتاب الله عز وجل لما قالوا بمثل هذه الترهات والكفريات والتي تخالف كتاب رب السموات !!
2- علم ما يكون !!
روايات مصحف فاطمة - رضي الله عنها - وضعها مجموعة كبيرة من الزنادقة فجاءت متناقضة !! وقد جمع كل هذه التناقضات الكليني في كتابه "الكافي" فظهرت للناس المخازي وإليك ما تقول الرواية رقم 2 في أصول الكافي 1/298 : ( سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام ،قال : قلت : وما مصحف فاطمة ؟ قال : إن الله تعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل إليها ملكاً يسلي غمها ويحدثها ،فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفاً قال : ثم قال : أما أنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون. ) وتأمل ما في هذه الرواية من المضحكات المتناقضات فأولاً قوله : ( تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام ) جهل منقطع النظير !! لأن من رجع إلى كتب التاريخ وقرأ أحداث العام ( 128ه ) لا يجد للزنادقة أي ظهور !! ثانياً قوله : ( فأرسل إليها ملكاً يسلي غمها ويحدثها ،فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام ) أعجب مما سبقه !! لأن الملك المزعوم والمرسل إليها بدلاً من تسليتها أفزعها فذهبت تشتكي إلى علي رضي الله عنه !! فبالله عليك يا مسلم هل مثل هذا الهراء يقبل به حتى الأغبياء ؟! ثالثاً قوله : ( ولكن فيه علم ما يكون. ) كفر صريح لا يختلف عليه اثنان ولا ينتطح فيه كبشان لأن علم الغيب من خصائص رب السماوات والأرض ورب الناس ورب كل شيء جل جلاله الذي جعل علم الغيب من خصائصه لا يشاركه في ذلك أحد قال تعالى : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً ) الجن26 وقال تعالى : ( وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ) يونس20 ونفى علم نبيه وأفضل خلقه صلى الله عليه وسلم بالغيب فقال تعالى : ( قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ) الأنعام50 وأكد ذلك بقوله تعالى : ( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف188 فما بالك بغيره من البشر ؟ وسخر من المشركين فقال عز وجل : ( أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ) الطور41.
3- وصية فاطمة !!
مستنقع آسن من التناقضات !! الذي لا يوجد عند أحد مثلما يوجد عند الكليني ومن كان على شاكلته وشكله يقول الكليني في الرواية الرابعة من "أصول الكافي" 1/299 : (. . . . وليخرجوا مصحف فاطمة عليها السلام ،فإن فيه وصية فاطمة عليها السلام. . . ) فأصبح الموجود في هذا المصحف لغزاً من المستحيل حله !! وطبعاً لا ينسى الكليني - وهو يسوق مثل هذه الروايات - أن ينسبها إلى أحد الأئمة الاثنى عشر الذين آخرهم موهوم معدوم لا أثر له ولا وجود !! والرواية السابقة قد نسبها - زوراً وبهتاناً - للإمام جعفر الصادق رحمه الله تعالى.
4- ما يكون في ذريتها !!
رواية أخرى ينسبها الكليني كعادته وعادة أسلافه إلى أبي عبد الله جعفر الصادق رحمه الله تعالى ففي "أصول الكافي" 1/299 : (. . . قال : فمصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال ؛ فسكت طويلاً ثم قال : إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون إن فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ،ويطيب نفسها ،ويخبرها عن أبيها ومكانه ،ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ،وكان علي عليه السلام يكتب ذلك ،فهذا مصحف فاطمة عليها السلام. ) أقول : هكذا يكون الجنون !! وهكذا يكون الكذب المفضوح !! فأولاً زعم هذا التعيس أن جبرئيل عليه السلام جاء : ( يخبرها عن أبيها ومكانه ) فهل كانت جاهلة بمكانة أبيها صلى الله عليه وسلم ؟ وهل يجهل حتى أطفال المسلمين مكانة رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ؟! فما بالكم بفاطمة سيدة نساء العالمين رضي الله عنها !! ثانياً : كيف يطيب نفسها ( بما يكون بعدها في ذريتها ) والذي لا شك سيزيدها فزعاً وحزناً لا سيما ما حصل لسيد شباب الجنة الحسين ابنها رضي الله عنه !! ثالثاً : لاحظوا التناقض ففي هذه الرواية جاءها جبريل عليه السلام ورواية سابقة جاءها ملك !! وهكذا لا ينتهي التناقض عند من أعمى الله بصره !!
5- أسماء الملوك !!
تناقض جديد ساقه الكليني ومن العجيب أن كل ما سبق في ( باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام ) وكما قيل حبل الكذب قصير وإليك الرواية في "أصول الكافي" 1/300 : ( عن فضيل بن سكرة قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال : يا فضيل أتدري في أي شيء كنت أنظر قُبيل ؟ قال : قلت لا قال : كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام ليس من ملك يملك الأرض إلا وهو مكتوب فيه باسمه واسم أبيه وما وجدت لولد الحسن فيه شيئاً ) وأكتفي بما سبق فالمجال لا يتسع للكثير من هذه الأساطير ولا عزاء للمغفلين !!
> ثالثاً / الجامعة !!
أساطير يتلوا بعضها بعضاً !! وكتب سماوية ليس لها آخر عند هذه الطائفة !! فنحن الآن مع أسطورة اسمها "الجامعة" فما هي الجامعة ؟ : (. . . . ثم قال : يا أبا محمد ! وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟ قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال : صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه ،فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إلي فقال : تأذن لي يا أبا محمد ؟ قال : قلت : جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت ،قال : فغمزني بيده وقال : حتى أرش هذا - كأنه مغضب - قال : قلت : هذا والله العلم قال : إنه العلم وليس بذاك. ) " أصول الكافي" 1/297 وفي 1/299 ينقل لنا الكليني رواية أخرى فيها : ( سأل أبا عبد الله عليه السلام بعض أصحابنا عن الجفر فقال : هو جلد ثور مملوء علماً ،قال له : فالجامعة ؟ قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً في عرض الأديم مثل فخذ الفالج ،فيها كل ما يحتاج الناس إليه ،وليس من قضية إلا وهي فيها ،حتى أرش الخدش. ) وفي الروايتين طعن صريح في شريعة خير الأنام صلى الله عليه وسلم لأن ما يحتاجه الناس والحلال والحرام ليس في الكتاب والسنة بل في الجامعة !!
> رابعاً / الجفر الأحمر والجفر الأبيض !!
سأترك للقارئ الكريم التعليق هذه المرة وأنقل له حكاية الجفر من" أصول الكافي " 1/297 (. . . ثم سكت ساعة ،ثم قال : وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ؟ قال قلت : وما الجفر ؟ قال : وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين ،وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ،قال قلت : إن هذا هو العلم ،قال : إنه لعلم وليس بذاك. ) وكالعادة لا بد من رواية تناقض هذه الرواية بل ليس بينها وبين الأخرى المناقضة لها إلا صفحة !! حيث جاء في " أصول الكافي " 1/298 : ( عن الحسين بن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن عندي الجفر الأبيض ،قال : قلت : فأي شيء فيه ؟ قال : زبور داود ،وتوراة موسى ،وإنجيل عيسى ،وصحف إبراهيم عليه السلام والحلال والحرام ،ومصحف فاطمة ،ما أزعم أن فيه قرآناً ،وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ،ونصف الجلدة ،وربع الجلدة وأرش الخدش. وعندي الجفر الأحمر ،قال : قلت : وأي شيء في الجفر الأحمر ؟ قال : السلاح وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل ،فقال له عبد الله بن أبي يعفور : أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن ؟ فقال : إي والله كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار ،ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا ًلهم. )
> خامساً / الوصية كتاب مختوم من السماء !!
ذكر الكليني ثلاث روايات في "أصول الكافي " المجلد الأول باب ( أن الأئمة عليهم السلام لم يفعلوا شيئا ولا يفعلون إلا بعهد من الله عز وجل وأمر منه لا يتجاوزونه ) تتحدث الروايات أن الوصية نزلت كتاباً من السماء !! ولم ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم كتاب مختوم إلا الوصية !! وكالعادة تناقضت الروايات واختلفت وأتت بالمضحكات !! وكل هذا من أجل إثبات أسماء الأئمة الاثنى عشر !! بل الرواية الثانية قد نسفت حكاية الإمامة والوصية لعلي رضي الله عنه في الغدير نسفاً حيث جاء فيها : ( إن الله عز وجل أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله كتابا قبل وفاته ،فقال : يا محمد هذه وصيتك إلى النجبة من أهلك ،قال : وما النجبة يا جبرئيل ؟ فقال : علي بن أبي طالب وولده عليهم السلام ) فالرسول صلى الله عليه وسلم إلى قبل وفاته لم يكن يعلم بالوصية والأوصياء !! فهل آن الأوان ليفهم الأغبياء !! وإنني إذ أسوق للقارئ الكريم هذه الروايات دون التعليق عليها لأن مجرد عرضها يكفي لإبطالها رأيت من اللازم تنبيه القارئ إلى طعنهم بالرسول صلى الله عليه وسلم من خلال روايتهم الثالثة والتي طلب جبريل عليه السلام أن يقوم الرسول صلى الله عليه وسلم بتسليم الوصية المزعومة بحضور جبريل والملائكة وكأن رسولنا صلى الله عليه وسلم خائناً لن يسلمها في غياب جبريل عليه السلام والملائكة !! وفيها إدعاء تحريف القرآن الكريم وسب الخلفاء الراشدين. . . . الخ المنكرات والقبائح التي يجدها القارئ الكريم في الروايات التي أنقلها من كتاب الشيعة الاثنى عشرية الأول "الكافي" فإلى الروايات:
< الرواية الأولى:
( عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الوصية نزلت من السماء على محمد كتاباً ،لم ينزل على محمد صلى الله عليه وآله كتاب مختوم إلا الوصية ،فقال جبرئيل عليه السلام : يا محمد هذه وصيتك في أمتك عند أهل بيتك ،فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أي أهل بيتي يا جبرئيل ؟ قال : نجيب الله منهم وذريته ،ليرثك علم النبوة كما ورثه إبراهيم عليه السلام وميراثه لعلي عليه السلام وذريتك من صلبه ،قال : وكان عليها خواتيم ،قال : ففتح علي عليه السلام الخاتم الأول ومضى لما فيها ثم فتح الحسن عليه السلام الخاتم الثاني ومضى لما أمر به فيها ،فلما توفي الحسن ومضى فتح الحسين عليه السلام الخاتم الثالث فوجد فيها أن قاتل فاقتل وتُقتل واخرج بأقوام للشهادة ،لا شهادة لهم إلا معك ،قال : ففعل عليه السلام ،فلما مضى دفعها إلى علي بن الحسين عليهما السلام قبل ذلك ،ففتح الخاتم الرابع فوجد فيها أن أصمت وأطرق لما حجب العلم ،فلما توفي ومضى دفعها إلى محمد بن علي عليهما السلام ففتح الخاتم الخامس فوجد فيها أن فسر كتاب الله تعالى وصدق أباك وورث ابنك واصطنع الأمة وقم بحق الله عز وجل وقل الحق في الخوف والأمن ولا تخشى إلا الله ،ففعل ،ثم دفعها إلى الذي يليه ،قال : قلت له : جعلت فداك فأنت هو ؟ قال : فقال : ما بي إلا أن تذهب يا معاذ فتروي علي قال : فقلت : اسأل الله الذي رزقك من آبائك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات ،قال : ؟ قد فعل الله ذلك يا معاذ ،قال : فقلت : فمن هو جعلت فداك ؟ قال : هذا الراقد - وأشار بيده إلى العبد الصالح - وهو راقد. ) في الهامش العبد الصالح هو موسى بن جعفر عليه السلام.
< الرواية الثانية :
( عن أبي عبد الله عليه السلام ( جعفر الصادق ) قال : إن الله عز وجل أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله كتابا قبل وفاته ،فقال : يا محمد هذه وصيتك إلى النجبة من أهلك ،قال : وما النجبة يا جبرئيل ؟ فقال : علي بن أبي طالب وولده عليهم السلام ،وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبي صلى الله عليه وآله إلى أمير المؤمنين عليه السلام وأمره أن يفك خاتماً منه ويعمل بما فيه ،ففك أمير المؤمنين عليه السلام خاتماً وعمل بما فيه ،ثم دفعه إلى ابنه الحسن عليه السلام ففك خاتماً وعمل بما فيه ،ثم دفعه إلى الحسين ،ففك خاتما فوجد فيه أن أخرج بقوم إلى الشهادة ،فلا شهادة لهم إلا معك واشر نفسك لله عز وجل ،ففعل ثم دفعه إلى علي بن الحسين عليها السلام ففك خاتماً فوجد فيه أن أطرق واصمت وألزم منزلك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ،ففعل ثم دفعه إلى ابنه محمد بن علي عليهما السلام ،ففك حاتماً فوجد فيه حدث الناس وأفتهم ولا تخافن إلا الله عز وجل ،فإنه لا سبيل لأحد عليك ففعل ثم دفعه إلى ابنه جعفر ففك خاتماً فوجد فيه حدث الناس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك وصدق آبائك الصالحين ولا تخافن إلا الله عز وجل وأنت في حرز وأمان ،ففعل ،ثم دفعه إلى ابنه موسى عليه السلام وكذلك يدفعه موسى إلى الذي بعده ثم كذلك إلى قيام المهدي صلى الله عليه. )
< الرواية الثالثة
( عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال : حدثني موسى بن جعفر عليهما السلام قال : قلت لأبي عبد الله : أليس كان أمير المؤمنين عليه السلام كاتب الوصية ورسول الله صلى الله عليه وآله المملي عليه وجبرئيل والملائكة المقربون عليهم السلام شهود ؟ قال : فأطرق طويلاً ثم قال : يا أبا الحسن قد كان ما قلت ولكن حين نزلت برسول الله صلى الله عليه وآله الأمر ،نزلت الوصية من عند الله كتاباً مسجلاً ،نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة ،فقال جبرئيل : يا محمد مر بإخراج من عندك إلا وصيك ،ليقبضها منا وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها - يعني عليا عليه السلام - فأمر النبي صلى الله عليه وآله بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا عليه السلام ؛ وفاطمة فيما بين الستر والباب فقال جبرئيل : يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول : هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي وكفى بي يا محمد شهيداً ،قال : فارتعدت مفاصل النبي صلى الله عليه وآله فقال يا جبرئيل ربي هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام وصدق عز وجل وبر ،هات الكتاب ،فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام ،فقال : له اقرأه ،فقرأه حرفاً حرفاً ،فقال : يا علي ! هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي وشرطه علي وأمانته وقد بلغت ونصحت وأديت ،فقال علي عليه السلام وأنا أشهد لك ( بأبي وأمي أنت ) بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي ،فقال جبرئيل عليه السلام : وأنا لكما على ذلك من الشاهدين ،فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أخذت وصيتي وعرفتها وضمنت لله ولي والوفاء بما فيها ؟ فقال علي عليه السلام : نعم بأبي أنت وأمي علي ضمانها وعلى الله عوني وتوفيقي على أدائها ،فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي إني أريد أن أشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة ،فقال علي عليه السلام نعم أشهد ،فقال النبي صلى الله عليه وآله : إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن وهما حاضران معهما الملائكة المقربون لأشهدهم عليك فقال : نعم ليشهدوا وأنا - بأبي أنت وأمي - أشهدهم ،فأشهدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وكان فيها اشترط عليه النبي بأمر جبرئيل عليه السلام فيما أمر الله عز وجل أن قال له : يا علي تفي بما فيها من موالاة من وإلا الله ورسوله والبراءة والعداوة لمن عادى الله ورسوله والبراءة منهم على الصبر منك وعلى كظم الغيظ وعلى ذهاب حقي وغضب خمسك وانتهاك حرمتك ؟ فقال : نعم يا رسول الله فقال أمير المؤمنين عليه السلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت جبرئيل عليه السلام يقول للنبي : يا محمد عرفه أنه ينتهك الحرمة وهي حرمة الله وحرمة رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط قال أمير المؤمنين عليه السلام : فصعقت حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل حتى سقطت على وجهي وقلت : نعم قبلت ورضيت وإن انتهكت الحرمة وعُطلت السنن ومزق الكتاب وهدمت الكعبة وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابراً محتسباً أبداً حتى أقدم عليك ،ثم دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثلما أعلم أمير المؤمنين ،فقالوا مثل قوله فختمت الوصية بخواتيم من ذهب ،لم تمسه النار ودفعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام ،فقلت لأبي الحسن عليه السلام : بأبي أنت وأمي ألا تذكر ما كان في الوصية ؟ فقال : سنن الله وسنن رسوله ،فقلت : أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين عليه السلام ؟ فقال : نعم والله شيئاً شيئاً ،وحرفاً حرفاً أما سمعت قول الله عز وجل : ( إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ) ؟ والله لقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين وفاطمة عليها السلام : أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه ؟ فقالا : بل وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا).
كل هذا من أجل الخمس !!
الإمامة والوصية هي من أجل حلب الأتباع خمس مالهم !! فالخمس عندهم يستحق الكثير من الكذب والأساطير !! فمن اجل الخمس طفحت كتبهم ب عندنا لوح فاطمة !! عندنا مصحف فاطمة !!. . . . . . الخ وعندما يسألهم بعض الأتباع : أرونا ذلك ؟! تكون الإجابة : عند الإمام الغائب كل ذلك !! وعليك أن تدفع للمرجع خمس مالك !! وموعدنا السبت القادم إن شاء الله تعالى. <