محمد أمين الداهية
ما إن ينهي الطلاب دراسة المرحلة الثانوية بتفوق ونجاح حتى يتفاجئون بإشكاليات ومشاكل كثيرة أهمها عجز الكثير من الطلاب في الالتحاق بالتخصص الذي يرغبون فيه لأسباب عدة إما المعدل الذي لا يؤهل الطالب للالتحاق بالكلية التي ينشدها وإما الهيمنة الأسرية التي تفرض على الطالب الالتحاق يتخصص هولا يرغب فيه.. هذا الموضوع سنتطرق له في لقاءات قادمة بإذن الله وما أريد أن أتحدث عنه اليوم هو حال البعض من طلاب وطالبات الجامعات وما لفت إنتباهي إحدى الكليات المحترمة والمستقلة موقعاً وبناءً، فما إن دخلت من البوابة الرئيسية لتلك الكلية حتى ظننت أنني في سوق تجاري فاخر يرتاده الناس من مختلف البلدان وتعمقت أكثر بالدخول فإذا بي أرى ما كنت أخشى أن أراه، فما وصف لي كان أهون علي مما شاهدته، طلاب يواكبون العصر بملابس وتصفيف شعر لا يليق أبداً ذلك المنظر بطالب جامعي إلا أن ما رأيته في أولئك الشباب أهون بكثير من بعض الطالبات واللاتي أصبحن يتجملن ويتزين وكأنهن ذاهبات إلى قاعة أفراح ، كنت أظن فيما مضى أن مستحضرات التجميل مخصصات للمناسبات والأفراح النسوية ولم يخطر على بالي أبداً أن بعض الطالبات يشترطن على أنفسهن التجمل والتزين وطلاء الوجه بأحدث المستحضرات التجميلية عند ذهابهن إلى الجامعة لغرض الدراسة.. أنا أعرف أن مقالي هذا سيزعج الكثير وبالذات الفضوليين من الشباب والشابات الذين قد انسجموا وتكيفوا مع هذا الوضع المزعج والذي لا يعبر إلا عن الانفتاح الأحمق الذي يقود الشباب والشابات وأسرهم إلى مالا يحمد عقباه، لقد جاء الإسلام ليضع للمرأة مكانة سامية ومرموقة في المجتمع إلا أن البعض من الطالبات والشابات يرفض أن يكن بالمعنى الحقيقي للمرأة المسلمة المثالية المواكبة للعصر وفق المبادئ الإسلامية السمحاء وأنا أستغرب كثيراً لمن تتجمل الفتاة والطالبة التي تقصد العلم سواء في المدرسة أو في الجامعة حتى وإن لفتت أنظار الآخرين بعض الشيء إلا أن الحقيقة تقول إن أي شاب يرفض الإرتباط بفتاة أصبحت فرجة للآخرين وغالباً ما يقعن هؤلاء الفتيات فريسة لذئاب الشوارع الذين يتقنون الاحتيال على فرائسهم من الفتيات.
شكراً لأولئك الفتيات المحجبات والمجلببات اللاتي لا يقبلن أن يكن فرجة للآخرين نسأل الله الهداية للأخريات ،وللحديث بقية.<