كفى محمد سليمان
مسألة : الخميني يتهجم على رسول الله ويقل أدبه كما لو كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رئيس دولة تعارض حكم خميني المخذول : فيتهم الخميني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعدم تبليغ الرسالة كما ينبغي حيث يقول في كتابه الموسوم "كشف الأسرار" "ص55"ما نصه""وواضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ولما ظهرت خلافات في أحوال الدين وفروعه"
أنظر لهذا الفر اللئيم المخادع ماذا يقول عن نبينا وأي إمامة هذه يدعيها خميني النكرة الذي جلب للعالم الإسلامي الخراب والدمار والعار والشنار بقيام ثورته البائسة التي أرادت أن تتحكم في سيادة العالم كله ويعيد الفارسية إلى ما كانت عليها في السابق من عبادة النيران والصلبان وأكل لحم الكلاب والخنازير والتمتع بالرضع والعجائز الطاعنين في السن والكذب باسم التقية.
فرسول الله قال له الصحابة في حجة الوداع نشهد أنك قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت للأمة وجاهدت في الله حق جهاده حتى أتاك اليقين.
وهؤلاء الأطهار الأبرار المصطفين الأخيار فلماذا لا يقتفي أثرهم هذا النمرود لماذا لا يأخذ بما أخذوا ويقول بما قالوا ويكف عما كفوا فسلموا وغنموا وصار صيتهم حسن على كل لسان إلا ألسنة الأثنى عشرية التي هي أنجس الألسنة وأخس من ألسنة الخنازير التي اشتهرت في هذه الأيام انفلونزتها بسبب غضب الرب على الذين يتحالفون مع إيران ويمدونها بالعون بكل الوسائل للقضاء على دينه ورسالة نبيه وللتآمر على أمة الإسلام بالدسائس والمكايدات ونشر الفتن والمحن والضغائن والأحقاد وبث سمومهم القاتلة فالغرب لم يتجرؤا على الطعن في رسول الله إلا بعد ما فرأوا مثل هذه الطعونات ممن يتشدق باسم الإسلام فسهل على الغربيين الطعن في رسول الإنسانية.
إليكم قرائي الأعزاء شهادات الغرب في رسول الانسانية الذي حقر من شأنه إمام المسلمين بزعمه وزعم جهال العالم من الأثنى عشرية وحيث أن النكرة الخميني أتهم رسول الله وهو يزعم أنه قائد ثورة إسلامية وزعيم جمهورية إسلامية فهذه أقوال لكتاب وسياسيين غربيين تبدد الظلام خلفته دولة الخميني على رسول الله ودولته وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين..
يقول الأستاذ نللينو: "لقد أسس محمد في وقت واحد ديناً ودولة وكانت حدودها متطابقة" ويقول الدكتور شاخت: على أن الإسلام يعني أكثر من دين: إنه يمثل أيضاً نظريات قانونية وسياسية. وجملة القول: إنه نظام كامل من الثقافة يشمل الدين والدولة التي أقام صروحها وشيد أركانها ومبانيها محمد صلى الله عليه وسلم. ويقو الأستاذ"ماكدونالد" هنا - أي في المدينة تكونت الدولة الإسلامية الأولى ووصفت المبادئ الأساسية للقانون الإسلامي ، ويقول "هاملتون جب":" إن الإسلام لم يكن مجرد عقائد دينية فردية، وإنما استوجب إقامة مجتمع مستقل له أسلوبه المعين في الحكم وله قوانينه وأنظمته الخاصة التي أسسها العقل العظيم الذي يحمله عبقري العالم محمد ولن تنجب أمة مثله أبداً إلى أواخر العوالم".
هذا كلام المستشرقين الغربيين، والحق ما شهدت به الأعداء، وتشهد به حقائق التاريخ أن الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم حكم وقضى وأقام الحدود، وأرسل السفارات، وأقام الحضارات وأقام الحسبة وسير الجيوش واستقبل الوفود وهذه حقائق لا يجحدها إلا مكابر معاند مارق من دين الله واتبع دين الفرس والمجوس أكفر الخلائق كلها وأخسها وأنجسها.
يقول الدكتور / محمد حسين هيكل في كتابه "حياة محمد" "191-192": "هذه الوثيقة السياسية التي وضعها محمد صلى الله عليه وسلم منذ ألف وثلاثمائة وخمسين سنة والتي تقرر حرية العقيدة وحرية الرأي والحقد في الحياة والمال وتحريم الجريمة، وهي فتح جديد في الحياة السياسية والحياة المدنية في عالم يومئذ كانت تعبث فيه يد الاستبداد وتعبث فيه يد الظالم فساداً ، وفي هذه الفترة التي سكن فيها المسلمون إلى دينهم فرضت الزكاة وفرض الصيام وأقيمت الحدود" وقال: وهنا يبدأ طور جديد من أطوار حياة محمد لم يسبقه أحد من الأنبياء والرسل هنا يبدأ الطور السياسي الذي أبدى محمد فيه من المهارة والمقدرة والحنكة ما يجعل الإنسان يقف دهشاً ثم يطأطئ الرأس إجلالاً وإكباراً .. إن التاريخ الإسلامي خلا من النزاع بين السلطة الدينية والسلطة الزمنية، أي بين الدين والدولة ، فاتجاه ذلك مما ترك هذا النزاع في تفكير الغرب وفي اتجاه تاريخه"وللموضوع بقية.