شكري عبدالغني الزعيتري
اقتربت الذكري التاسع عشرة لعيد الوحدة اليمنية والذي سيحل علي اليمن وشعبة بعد تسعة أيام وبيوم الجمعة بعد القادمة في الثاني والعشرين من مايو 2009م اليوم والتاريخ الذي تحققت فيه وحدة بلادي الأبية .. وحدة شعبي العظيم .. وحدة قادتي الغر المناضلين .. وحدتي أنا وأبنائي وكل أبناء جيلي من فتيان نكون لها حماة من غجر يسعون لانفصال جنوب يمن عن شمال .. وحدة كل طفل صغير من أجيال صاعدة خلقت لتكون موحدة وستتوحد علي العداء وكل معتدي يخون الوطن .. وحدة كل أجيال اليمن المتعاقبة الآتية ممن لا خوف على وحدتهم ولا حزن . فلهذه المناسبة الغالية لا يسعني سوى أن أقول : ما أجملك بلادي وفيك الجبال العالية والوديان الممتدة والسهول الخصبة .. ما أجملك بلادي وفيك الصحراء والرمال الصفراء جاثية وفي أحضانها كثبانها الرملية التي تتجمع بهبوب رياحك الباردة لتكون متراكمة وتتنقل بين الأمكنة علي امتداد صحرائك الواسعة .. ما أجملك بلادي وفيك المدن والأرياف تحضن طقوس وعادات وتقاليد اجتماعية مترابطة ..
ما أجملك بلادي وأنت الغنية بتراثك الثقافي الأصيل ويحدث بحضارة تاريخ أجدادنا الأولين .. ما أجملك بلادي وفيك الشطان علي ساحل الأحمر والأزرق الممتد إلي أوساط المحيط .. ما أجملك بلادي ومناخك بين الحار والدافئ والبارد وأين ما شاء من البشر سكن أرضك الطيبة .. ما أجملك بلادي وأنا أتنقل من مدينة لأخرى ومن ريف لآخر لا يمنعني احد ولا يعلن أمامي الاحتكار لمشهد أو منظر أو جلسة راحة وتنزه علي عشب أو حجر .. ما أجملك بلادي وأنا المخير أين منك اسكن وأعيش واستقر وبأي ركن وعلى أي متر أتربع ..
فما كان علي بالأمس محظور منك اليوم مباح .... وما كان بالأمس مفصولاً عنك اليوم متصل من الشمال حدود عسير ونجران والي الجنوب حدود شاطئ عدن .. ومن الشرق حدود سلطنة عمان وإلى الغرب حدود البحر الأحمر كل ما كان قطعاً متفرقة . أصبح اليوم قطعة واحدة لأرض واحدة اتصلت دون حواجز أو عوائق تذكر بعد أن أزالتها جهود المناضلين من البشر في الثاني والعشرين لمايو في التسعين لقرن مضى ورحل .. يوما تحقق فيه حلم وحدة ارض و شعب طالما تمزق وتحارب وكلا كان يسعي ليدمر الآخر .. ما أجملك بلادي موحدة أرضا وشعبا .. واليوم يأتي عيدك التاسع عشر وأعداؤك من فاقوا من سكرة خمر وحسرة ندم يريدون تمزيقك وفرض رغبتهم علي العامة وما هم إلا مجموعة من نفر قله غلبت أهدافهم الخاصة علي أهداف العامة من البشر .. يريدون الفتنة بين أحفاد سيف بن ذي يزن وأحفاد مملكة كندة وحمير ... لمن اشتكي بهؤلاء النفر سافكو دماء البشر .. باغين بموت الأبرياء .. مجرمي حروب واقتتال و ليس لهم منها من الشجاعة خوض وجلد .
ولا لهم في المعارك باع لا في ناقة منها ولا في جمل .. وحين ستدق طبول المعارك التي يريدون إشعالها بالفتن .. ستريهم بالتخفي والهروب كالفئران من القطط كهروبها إلي جحورها حتى لا يراهم احد .. ليكونوا في حالة من الانتظار لجمع عدة وجوهر .. وان كان عندهم ذلك بالسير علي الجثث ليس عندهم في ذلك هم ولا ضمير ولا ذمة ولا خوف من رب البشر.. لا والله فان الحجر الصم سيصرخ قائلا : لن اجعل احداً منهم يرمي بي أيا من البشر أبناء اليمن الموحد ممن وحدوا جزءاً من امة يأس من توحيدها حتى اليوم دين نبينا محمد (ص) .. وسيتبعه تراب الأرض بصوت عالي قائلا : وأنا لن ارضى بان تدوس علي أقدام كل خائن لوطن موحد .. وسينطق الشجر قائلا : وأنا صامد لن يهتز لي ساق ولن أحرك ساكنا من ورق أو ثمر وان قطعوا قامتي ورموا بثماري في الخمارات لتعصر .. فلن ينالوا مني تقسيم أرضي تحت جذعي هي فرشي وغذائي والبشر . هكذا سينطق الجماد والنبات بان لا شمال ولا جنوب في اليمن . فكيف سيكون ردنا نحن البشر عليكم يا من ترغبون بالشتات والتمزيق يأهل الانفصال يا أهل الوهم و الهبل ... ؟ وكيف ستكون محاكمتكم أمام العامة من شعب يمن توحد ..؟ نصحا : نحذركم فنقول لكم اخرسوا أصواتكم واصمتوا .. وكفوا خطاكم وتوقفوا.. وارفعوا أياديكم ومخالب أظافركم .. فإنكم ستخسرون .. وتخسرون .. وتخسرون .. وهذه المرة ستكون خسارتكم أفدح و أمر.
Shukri_alzoatree@yahoo.com