;

لك الله يا ... 653

2009-05-14 04:13:50

كروان الشرجبي

لفت انتباهي في إحدى المدارس الخاصة "النبلاء" التعامل الخاص والمميز لأحد الطلاب "من ذوي الاحتياجات الخاصة" حيث يتم إجراء أي امتحان واختبار لهذا الطالب بما تناسب مع حالته وقد أعجبني ذلك كثيراً لأن هؤلاء الفئة من الطلاب بحاجة ماسة لمن يتفهم وضعهم النفسي، وفي نفس الوقت يعطيهم ثقة بالنفس حتى يستطيعوا أن يسايروا أمثالهم من الأطفال الأصحاء.

ولكن علينا أن نضع سؤالاً هل المعاق بشكل عام يلقى اهتماما ويعامل معاملة خاصة؟!!

إن ارتزاق أي أسرة بطفل معاق قد يسبب لهم مشكلة وقلقاً دائماً على ما سيؤول إليه حال طفلهم عندما يكبر وكيف سيواجه المجتمع؟

قد يكون لديهم كل الحق في القلق لأني أرى العديد من المعاقين سواء بالنظر أو المشي أو عدم النطق أو السمع تراهم في المنازل لا يزاولون أية أعمال وينتظرون المساعدة من الغير.

فمثلاً أعرف فتاة أصيبت في طفولتها "بحمى" وهذا الحُمى تسببت في إحداث خلل دماغي لهذه الفتاة وهي الآن شابة ولكن تصرفاتها كتصرفات طفلة لم تكد تبلغ العاشرة عفواً وأيضاً تعاني هذه الفتاة من صعوبة في الوقوف.

فعند سؤالي لوالدتها عما إذا كانت حاولت علاجها؟ فكانت أجابتها موجعة للقلب.

إذ قالت إنها حاولت بشتى الوسائل والطرق أن تعيد طفلتها إلى طبيعتها ولكن دون جدوى، فليس من السهل على الأم أي أم أن ترى طفلها يشكو من خطب ما، وتقف موقف المتفرجة عليه ولكن ما بليد حيلة! فلم يكن هناك من يفهم حالتها لذا شكرت هذه الأم الله على ما أصابها وأصاب طفلتها وهي الآن من تقوم برعايتها.

تخيل عزيزي القارئ أن الفتاة المعتمدة على والدتها في كل شيء، تخيل أن يحدث لوالدتها أي أمر ولا قدر الله، فما هو مصير هذه الفتاة؟ أكيد تموت جوعاً ولكن إذا ما وجدت مصحة أو داراً تقوم الدولة بإنشائهم وتعين لهم الموظفين المتخصصين لأن مثل هذه الحالات للأطفال المعاقين يتطلب التعامل معهم بصورة تجعلهم يحبون الحياة وكذا التعلم حتى يتمكن هؤلاء مستقبلاً من إفادة أنفسهم وعدم الاعتماد على احد حتى في مسألة كسب عيشهم.

وهذا ما يحدث في الدول المتقدمة إذ أن هذه الفئة من الأطفال أصحاب الاحتياجات الخاصة والمعاقين جسدياً يجدون المدارس المتخصصة والمعاهد التي تعمل على تأهيلهم من أجل الانخراط في المجتمع دون أي خوف وحتى لا يشعرون أنهم أقل شأناً فكثير ما نرى من حُرم من اليدين ويستخدم أرجله في كل شيء حتى أننا شاهدنا رسوم لرسامين مهرة يرسمون بأرجلهم!!

وهناك أيضاً المرأة العراقية "سونا خلف" التي فقدت بصرها وهي ابنة الستة أعوام، وحرص أهلها على إدخالها مدرسة لتكمل تعليمها "طبعاً هذا في أمريكا"

وبالفعل أكملت دراستها ولم تتوقف عند الثانوية بل نالت شهادة جامعية في علم الشيخوخة وعلم النفس.

وشجعها زوجها على أن تتقدم وقامت بعد ذلك في خوض مجال الأناقة والأزياء ولديها الآن وصفهما الخاص بها "مجموعة سونا لجاكيتات الجلد".

المثير أنها هي التي تقوم بتصميم الأزياء وتختار ألوانها بيديها وبقلبها لا بعينها ومن قال إن الإنسان لا يمكنه أن يبصر إلا من خلال عينيه؟ فالإنسان يعتبر أعمى إذا فقد بصيرته وليس بصره ومن يؤمن بهذا الأمر يستطيع أن يتخطى كل العوائق مهما كانت صعبة.

قد أكون أطلت عليكم أعزائي القراء ولكن هناك بالفعل في اليمن من هم بحاجة إلى مد يد العون إليهم فهم بشر مثلنا وليس ذنبهم أن خلقهم أرحم الراحمين هكذا فما أود أن أقوله أن الله قد يحرم إنساناً من شيء ولكن يعوضه عن هذا النقص.. فما علينا إلا نهتم بهم ونرعاهم حتى يستطيعوا أن ينموا هذه المواهب التي أوجدها فيهم الخالق الواهب، وأخيراً نظرة حب وعطف وحنان من من يملكون القرار حتى يتفهموا أوضاع هؤلاء الأطفال فهم بحاجة ماسة إلى من يعيرهم الاهتمام ويقدم لهم المساعدة فهم أحق بهذه المساعدة، وهذا الأمر لا يقتصر على الدولة فهذه مناشدة أيضاً لأصحاب الأيادي البيضاء من يحبون فعل الخير فهؤلاء هم المحرومون من متعة الحياة فبمساعدتهم ومد يد العون لهم تعيدون البهجة والأمل إليهم.

KARAWAN2001@HOTMAIL.COM

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد