عبدالكريم المدي
لا اعتقد ان هناك في هذا البلد شخصاً عاقلاً وحكيماً يؤيد الأعمال العبثية الغوغائية التي تحدث في بعض المحافظات الجنوبية..!
ولا اعتقد ان الذين يقومون بتلك الاعمال التي وصلت الى حد رفع علم التشطير من تلقاء أنفسهم ونتيجة لتخديرة قات هرري حصلوا عليه مع قارب تهريب قادم من القرن الافريقي..!
ولا اعتقد ان الحكومة واجهزة الامن محقة في تعاملها مع اولئك المرتزقة الخونة المارقين..! ولا اعتقد ان هناك مجالاً من الآن وصاعداً لسعة الصدر الذي تبديه حكومتنا الرشيدة مع الخارجين عن ثوابت الوطن ووحدته..!
ولا اعتقد ان الحكومة ومؤسساتها المختلفة مبرأة من عواقب ما يجري وعلى انها ليس لها دور في ما يحصل ولم تهيء الاجواء وتعطي اولئك الذريعة للخروج عن ثوابت الوطن بفسادها وهمجيتها وتعاملها اللامسؤول مع الفاسدين وثروات البلاد..
كثيرة هي اللاءات التي تحضرني الآن ولكن لا مجال لذكرها مجتمعة في هذه المساحة.
اقول ارهقنا الحديث عن الفساد وعن الخونة والعابثين حتى اننا في اوقات كثيرة لا نجد مادة خصبة للكتابة وفيها اكثر من حديثنا عن الفساد والفاسدين والغوغائيين والكل تقريباً يجمع على ان الفساد مشكلتنا وداؤنا ونقطة ضعفنا.!
وبما ان الفساد اصل مشاكلنا ومصدر هلاك شعبنا وها هي الايام تثبت ذلك هل لنا ان نسمع قرارات ونشاهد خطوات ملموسة ومنطقية وحقيقية لوقف عجلة الفساد تكمم اصحاب المشاريع الصغيرة والتفتيتية وانقاذ البلاد من المصائب والجوعى من الموت.
***
وتأسيساً على ما سبق غني عن البيان القول ان اصحاب القرار لا يحتاجون الى ميكرسكوب هابل ولا تصوير فضائي ولا اشعة اكس للكشف عن الفاسدين وتحديد اماكنهم.
فالفاسدون في هذا البلد وفي مختلف مؤسساته يتواجدون في كل مكان وعلى مرأى ومسمع من الجميع بل ان جباههم وكروشهم تقول انا فاسد ولص وبلطجي وانتهازي وعدو لليمن واهله. ولهذا الفساد لا يريد كل هذا او ذاك وانما يريد توجهاً صادقاً وحقيقياً لاستئصاله، يريد ارادة سياسية وحملة وطنية لاجتثاثه من الجذور، الفساد يريد ايقاف القروض التي تذهب نسبة كبيرة منها لجيوب مسؤولين كبار وتجار الهبر واللصوصية.
***
بكل صراحة نقول على اصحاب القرار اذا ما ارادوا اقناع العالم وسد الثغرات التي يتحجج بها دعاة الانفصال ومن معهم من المرتدين الجدد والخونة ان يقوموا بخطوات الى الامام ويحيلوا عدداً من الفاسدين الى المحاكم. وعلى اصحاب القرار ان يقوموا بتغييرات وزارية يختارون فيها وزراء انقياء وشخصيات وطنية قادرة على العطاء وتجاوز المرحلة، شخصيات لا تهبر المال العام ولا تتاجر بفقراء البلد ودخله وقروضه.
نعم نحن نريد حكومة انقاذ يدرك وزراؤها معنى حساسية المرحلة والتحديات التي تواجه الوطن.
***
أخيراً أؤكد وحسب اعتقادي المتواضع ان الاصوات الخارجة عن السياق الوطني بما يتخللها من شعارات ترفع في بعض محافظاتنا الجنوبية وغيرها ستذهب الى مزبلة التاريخ وستنتهي. ولكن لابد من التحرك الحقيقي وبخطوات جادة نحو معاقل الفساد واوكار الفاسدين وهذا لن يتأتى الا من خلال وقفة جادة مع النفس وعلى اعلى مستوى في الدولة والاستيعاض بالافعال عن الاقوال والتنفيذ بدلاً من البيانات والشعارات وغيرها. عندها لاشك ولاريب ان البلد سيتجاوز هذه المرحلة والقافلة ستذهب والكلاب والمرتزقة والخونة وبائعي السيادة والفاسدين سيعوّون خلفها يشقون الجيوب حسرة وجلداً لذواتهم المريضة الخائنة.