عصام المطري
تمر الامة الاسلامية والعربية بحالة مخاض حقيقية في مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتربوية والامنية والعسكرية والاعلامية وغيرها الكثير من مجالات الحياة المتعددة والمتنوعة فلقد تنامى الوعي الاسلامي والعربي في صفوف العديد من الشرائح الاجتماعية وتشهد الاقطار والامصار الاسلامية والعربية صحوة راشدة اهلت الشعوب الاسلامية والعربية بحيازة لقب الشعب المتنامي في العالم الانساني الكبير.
وثمة مشكل اقتصادي هام متمثل بعدم مقدرة النظام العربي (الرسمي) على توزيع الثروات العربية الهائلة توزيعاً راشداً بفعل سيطرة الحكام العرب وهيمنتهم على الاقتصاد العربي ، فأموال الحكام العرب المنهوبة من خيرات الارض العربية تبلغ مليارات الدولارات كلها مودعة في بنوك سويسرا، فالاقتصاد العربي يواجه العديد من المخاطر والكثير من التحديات فنحن امة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع فالزراعة في الوطن العربي الكبير متأخرة وتعيش احلك الازمات كما ان الصناعة هي الاخرى صفر على الشمال حيث نستورد الابرة وشفرات الحلاقة من الخارج هذا بالنسبة للكماليات فأما الضروريات فحدث ولا حرج حيث نستورد الادوية والمواد الغذائية المعلبة وحتى الحيوانات نستوردها استيراداً مما يدلل على ان الاقتصاد العربي يعيش ازمة حقيقية مكنته من حياة الانحطاط والتخلف فليس هنالك تكامل اقتصادي بين معظم الاقطار والبلدان العربية.
ان ازمة الاقتصاد العربي تأزر وتعود الى الازمة الثقافية والفكرية التي تعيشها مختلف الاقطار والامصار العربية فبعد الحكومات العربية عن منهج الله عز وجل ادى الى تدهور الحياة العامة في البلاد العربية والاسلامية فالحكومات العربية تحاكي وتقلد الدول الاوروبية مما جعلها متخبطة تقلدهم في القشور والمظاهر فقط ولا تقلدهم في جوهر الشيء الامر الذي ادى الى تدهور الاقتصاد العربي واصاب في مقتل الحراك الاقتصادي لمختلف الاقطار.
فالاقتصاد العربي الى اين؟! وسط هذه التموجات وعلامات الاستفهام التي تنذر بشر مستطير على الامة العربية والاسلامية فالشعوب العربية والاسلامية حية انما الخلل في الزعامات والقيادات والحكومات الاسلامية والعربية فمطلوب من الفعاليات السياسية والثقافية في الوطن العربي الكبير الضغط على الزعامات والقيادات والحكومات العربية والاسلامية بهدف تبني اقتصاد اسلامي ونظرة اقتصادية اسلامية صرفة تتولى عملية التخطيط والبرمجة للاقتصاد العربي الذي سوف يزدان بالفكرة الاسلامية الصرفة وسيحقق المزيد من التطلعات الهامة في مختلف الميادين الهامة فتذبذب الاقتصاد العربي بين الاخذ من الاقتصاد الاوروبي الغربي والاقتصاد الاسلامي ادى الى انهياره فمطلوب التحرك في الاقتصاد العربي بنظرة اسلامية ثاقبة والله المستعان.