كروان الشرجبي
في بداية كل عام جديد يبادر كل فرد في الغرب إلى وضع قائمة بينه وبين نفسه يحدد فيها عيوبه الشخصية وتصرفاته الماضية والتي قد تكون عادت بالضرر سواء عليه أم على أحد ممن يتعامل معهم من البشر، ومحاولة أن يضع قائمة للتغيير إذ يقول لنفسه "العام المقبل سوف أحاول أن أعمل كذا وكذا" فمن كان شرهاً في الأكل يعاهد نفسه أن يسير على نظام غذائي يخفف به وزنه، ومن كان مسرفاً يتخذ قراراً بالادخار، ومن كان يعاني من بعض القصور في جوانب شخصيته ويقول دائماً نعم ويضطهد بسبب ذلك يأخذ عهداً على نفسه بأن يحاول قول كلمة "لا" في الأوقات المناسبة وهكذا يتمنى الجميع أن يغيروا أشياء في حياتهم للسنة المقبلة والعمل بجدٍ على تحقيقها.
واليوم لنضع نحن لأنفسنا قائمة للتغيير أسوة بهم "ليس في ذلك عيب" فما ينفع يجب الأخذ به فما رأيكم؟!!.
في أول القائمة لنضع نصب أعيننا استسلامنا التام وهز الرؤوس وقول كلمة لا لكل ما لا يعجبنا،
يجب أن نفكر قبل الموافقة "فكلمة لا" في بعض الأحيان تنقذنا من أهوال كثيرة تترتب على الإيجاب السلبي الذي ننهجه دائماً وتأتي بعد ذلك رفضه مع النفس وذلك يتطلب الكثير من الشجاعة فالإنسان يظن نفسه دائماً على حق ويرى أن الآخرين هم المخطئون، لو انتبهنا لوجدنا أننا نظلم أنفسنا بهذا الظن فنحن من يسمح للآخرين بتجاوزنا لأننا لا نستطيع أن نفتح أفواهنا ونستحي من أن نقول "لبذي اللسان" كفى ، و"المغرور" إنتبه ، و"المنافق" توقف ،و"للظالم" خاف الله، و"لأنفسنا" البداية من هنا.
التغيير يجب أن يبدأ بقائمة طويلة وكبيرة من المتغيرات قد تختلف من فرد لآخر ولكن في النهاية سيتفق الكل على شيء "واحد" وهو التقرب إلى الله والعمل على تخليص النفس من كل الشرور والآثام، فالاقتراب من الله يلغي الفردية والخوف والكره والأنانية ويجعلنا أمة واحدة، تسعى للخير أعاننا الله وإياكم عليه.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM