عدنان عبده قاسم
تتزامن احتفالات شعبنا اليمني يوم الجمعة القادم بالعيد الثاني والعشرين من مايو العيد الوطني للجمهورية اليمنية يصادف هذا العام الذكرى التاسعة عشرة وبكل فخر نقولها وقد استطعنا تعلم الكثير ونحقق الأكثر من الإنجازات في ظل هذه الوحدة العظيمة. رغم المراحل التاريخية التي عرفتها اليمن منذ عدة عقود غابرة حيث ظلت القبلية حاضرة بقوة في المحافظات الشمالية والشرقية فيما كانت المحافظات الجنوبية ترزح تحت حكم الحزب المتسلط.
نقول إن هذه الحقب والمراحل التاريخية كان لها تأثير كبير على مستوى فهم وتقبيل شعبنا اليوم بالديمقراطية التي يعيشها.
ومن هنا فإن هذا العيد الوطني العظيم يعد امتداداً للمرحلة الكبرى في حياة شعبنا اليمني حيث بدأت الديمقراطية في عام 1993م جرت خلالها أول انتخابات برلمانية في ظل دولة الوحدة المباركة لتكون الديمقراطية واحدة من أهم منجزات الوحدة. وقد شكلت واحدة من صمامات أمان الوحدة ورغم كل ذلك وقصر التجربة فقد حقق شعبنا اليمني وبشهادة الآخرين إنجازات ديمقراطية سبقت الكثير من الدول التي لها باع طويل في مسيرة الديمقراطية.
وبالرغم من التعددية الحزبية وهذا الكم الكبير من الإصدارات الصحافية وحرية الرأي والتعبير وممارسة المرأة لكل حقوقها السياسية والإقتصادية والتنموية والاجتماعية في المجتمع واحترام وصيانة حقوق الإنسان وغيرها من الإنجازات التي تجعلنا نفتخر أننا اخترنا الديمقراطية منهجاً لحياتنا في ظل الوحدة المباركة فيجب علينا أن ننتبه إلى ضرورة المحافظة على وحدتنا وتلاحمنا كأفراد شعب واحد بعيداً عن المماحكات الطائفية والحزبية.
ولعل المشهد الفوضوي الذي برز في السطح خاصة في بعض المحافظات الجنوبية والتوتر الذي حدث في بعض المحافظات الشمالية يؤكد لنا أن هناك من يستغل المناخ الديمقراطي الذي يعيشه شعبنا منذ الوحدة في القيام بأعمال لا صلة لها بالديمقراطية إطلاقاً كأعمال الفوضى وخلق الفتن والتخريب بهدف شق الوحدة الوطنية والخروج عن الأنظمة والقوانين. فعلينا الانتباه والأخذ بعين الاعتبار أنه إذا تفلك الوطن فسوف يصبح شعبنا اليمني مثل الشعوب التي سبقته كالصومال والعراق وما آل إليه الصوماليون والعراقيون من المواطنين بعد تفلك أوطانهم أصبحوا يلجئون إلى المخيمات في صحاري بعض الدول النامية.
فيجب أن نقف جميعاً وقفة شعب واحد في وطن واحد ونترك النزعات وما شابه ذلك والعيش في أجواء ديمقراطية وسوف يتحقق أملنا بالقضاء على الفقر والفساد بتعاوننا جميعاً كأبناء وطن وحدوي ديمقراطي.