كروان الشرجبي
سأحاول من خلال مقالي هذا أبراز نقطتين لأهميتهما في حياة الاقتصاد وهما الثروة السمكية كقطاع إنتاجي والخصخصة كسياسة هدفها كما ينظر لها تقويم الاعوجاج في خط السير والدفع بعجلة التنمية في اتجاهه الصحيح.
هذه الثروة الطبيعية التي خلقها الله تعالى لم تحظ بالاهتمام الكافي ولأهميتها فهي تشكل أحد الفروع الأساسية في الاقتصاد الوطني بعد الزراعة والصناعة والنفط والمعادن، أما بقية المرافق والمجالات مثل السياحة و الفندقة والخدمات سيظل دورها في الحياة وإسهامها في النمو محدوداً ولا يمكن الاعتماد عليه فهذه المجالات في ظروف اليمن على غير ما تلعبه السياحة في بعض البلدان العربية فهي تسهم في دور أساسي بمجرى التنمية والدخل القومي والأفضل لنا في اليمن التركيز بدرجة رئيسية على تنمية المجالات الإنتاجية الواعدة بالخير مثل المجال السمكي، إذا تم الحفاظ على هذه الثروة وتنميتها بالاتجاه الصحيح وتطوير أداء الاقتصاد فيها واستغلالها بالشكل الصحيح بالتأكيد سوف تأتي بمردود إيجابي على صعيد الدخل والتنمية، فاليمن لديها إمكانيات سمكية عالية من حيث الكم ومن حيث النوعية وما يؤهلها لأن تكون في مصاف الدول المتقدمة أذا ما تم الاهتمام والتطوير للجوانب الفنية بما يتفق مع الإمكانيات الطبيعية و البشرية.
وأذا ما لاحظت عزيز القارئ ستجد أن الثروة السمكية تشكل مصدراً هاماً من مصادر استقرار الأمن الغذائي "نوعاً ما" مقارنة مع أسعار اللحوم التي يصعب شراؤها ناهيك عن المواد الأخرى.
فماذا لا يتم تنظيم النشاطات الفردية للصيد.
إن تنظيم النشاطات الفردية سيعمل على إنهاء حالة التشتت والاصطياد العشوائي حفاظاً على الثروة السمكية ونموها المستقبلي، إضافة إلى الاهتمام الجاد بالبيئة البحرية والحفاظ عليها وحمايتها من مخاطر التلوث الذي يؤدي في حالة الإهمال إلى التأثير السلبي والإضرار بالثروة السمكية بكاملها.
لماذا لا يتم توجيه الاستثمار نحو الثروة السمكية؟
فمجال الأسماك يعتبر من أهم المجالات الخصبة للاستثمار وبالذات بالمستثمر الوطني، بالعمل على تحديث وسائل الاصطياد من حيث إدخال التكنولوجيا الحديثة، وأيضاً الأسطول السمكي سيجعله ذا فعالية إنتاجية وسيعمل أيضاً على تطوير الصناعات المرتبطة في هذا المجال فنحن نحتل مراتب عليا من خلال النوعية الجيدة والممتازة وهذا الترتيب يعطينا القدرة على المنافسة في الأسواق العالمية،ولكن لعدم وجود الاهتمام الكامل لهذه الثروة تجد أننا نأتي في المراتب الدنيا مقارنة مع البلدان المصدرة للأسماك.
لهذا ومن باب الحرص لا أقل ولا أكثر أؤكد أن هذه الثروة، أي الثروة السمكية، قد تنتهي يوماً ما خصوصاً أن القرصنة البحرية قد بدأت بالانتشار وبات الصيادون يخافون على أنفسهم وعلى قواربهم وإذا تم السكوت عن هذا الوضع سنجد الأسماك قد ارتفع سعرها وسوف تنافس وبشدة أسعار اللحوم بأنواعها.
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM