طه العامري
فيما العالم بكل دوله وأنظمته وأجهزته وقدراته منهمك في البحث عن حلول ومعالجات لكثير من الأوبئة والفيروسات والعاهات الخبيثة التي تهدد الوجود البشري برمته، نستغرب هذا الصمت الرسمي بشقيه الحكومي والمعارض فالمعارضة هي جزء من الحكومة وهي الوجه الآخر للسلطة وقضايا الشعب وهمومه يجب أن تكون ذات أولوية في أجندة من يحكم ومن يعارض وفي حالة ظاهرة فيروسية خطيرة وفق كل التقارير الدولية فان من المفترض أن يكون هناك موقف رسمي من هذا الوباء ويفترض أن يكون للأجهزة المعنية في بلانا موقفا توعويا وترشيدا عبر مختلف الوسائط الإعلامية الرسمية منها والحزبية والأهلية، فداء بخطورة داء (أنفلونزا الخنازير) يفترض أن يدفع القائمين على الخدمات الصحية في بلادنا إلي تبني إستراتيجية وطنية لمواجهة هذا الوباء والاستعداد له وفعل كل ما من شأنه أن يقينا من هذا الداء ويمكنا من مواجهته بطرق صحية وحضارية وعلمية ومعرفية بحيث نكون على وعي وإطلاع ومعرفة بكيفية التصدي للمرض ومواجهته وتحصين الفرد والأسرة والمجتمع من ويلاته، ويكون بالتالي في مقدورنا إدراك ظواهر ومقدمات الداء وكيفية التعامل معه واتقاء تبعاته ومخاطره. .
وهنا نتساءل عن دور الأجهزة الصحية في تحصين واقعنا من مستوى الفرد إلي الأسرة والمجتمع ثم كل الشعب والوطن بحيث نكون على معرفة كاملة بكل ما يتعلق ويتصل بهذا الوباء الخطير الذي يصعب الجزم بالقول أننا في مأمن منه وأنه لن يصلنا ولن يغزو ديارنا كما قلنا قبل هذا أو قال بعضنا تحديدا أن الأزمة المالية والاقتصادية لن تصل إلينا وأننا بعيدين عنها وفي مأمن من عواقبها وهذا القول لم يكن مجديا فكل ظواهر العالم سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية تلقي بظلالها علي واقعنا ومجتمعنا وشعبنا ولسنا بالتالي محصنين ونمتلك المناعة التي تقينا ويلات كل هذه الظواهر ولكن علينا أن ندرك جيدا أن كل ما يبرز على المسرح الدولي يلقي بنفسه آليا على واقعنا وعلينا أخذ الحذر والاحتياط منه والاستعداد لكل الاحتمالات لنبقى في حالة من الجاهزية والاستعداد فإن مرت كل هذه الظواهر علينا بسلام فخير وبركة وإن نلنا نصيبنا منها نكون قد جهزنا أنفسنا واستعدينا لمواجهة الظاهرة وهذا سوف يجعلنا حتما نخرج من تبعاتها بأقل التكاليف الممكنة وهذا فعل جميل ومثمر ويكفي تبعاته المعنوية علي الرأي العام الوطني حين يشعر بأن هناك من يهتم بمساره الحياتي الوطني وبصحته وأمنه واستقراره. .
لكن يبدو أن الجهات الوطنية المعنية لم يعد يندرج في قاموسها قضايا الرأي العام وما يهمهم ويتصل بحياتهم وأمنهم الصحي والغذائي والوطني. . إذ وفيما تعمل كل دول وأنظمة العالم على تحصين واقعها وتوعية شعوبها من كل الظواهر السلبية المرضية منها والاقتصادية والسياسية فإننا نواصل انهماكنا بقضايا ثانوية لا علاقة لها بحاجات الناس اللحظية، بدليل أنه ومع كل الضجيج الذي نتابعه عن (مرض أنفلونزا الخنازير) برزت ظواهر صحية قد تكون عابرة ونتمنى أنها كذلك وهي ظاهرة تعرض بعض الأطفال لمرض يتمثل في (سعال مع ارتفاع درجة الحرارة ) وحين تم مراجعة الأطباء قالوا حرفيا أنه ( فيروس). . ؟ لكن لا أحد يملك الإجابة عن هوية هذا (الفيروس) وهذا حدث لي شخصيا حين تعرض أحد أطفالي وأسعفته فقيل لي هذا القول والأمر ذاته حدث مع كثير من جيراني الذين تعرض أطفالهم لذات العارض ومع أننا والحمد لله تجاوزنا الظاهرة لكني أجد نفسي أتساءل عن غياب دور الأجهزة الصحية الإرشادية التي تمكن المواطن من الشعور بالأمن والثقة ويعرف أن هناك من يحرص عليه وعلى صحته وصحة أفراد أسرته. . !!
أليس من واجب الجهات الصحية أن تقوم بحملة توعية عبر وسائل الإعلام الوطنية المختلفة تحدد من خلال الحملة أعراض (الوباء ) وظواهره والطرق الواجب أتباعها في حالة وجود مثل هذه العوارض المرضية وما هي الفروقات بين (الحمى) العادية وحمى هذا الوباء وأعراضه. . أليس من المفترض أن يكون هناك عيادات وأطباء مناوبين فيها وهواتف يتصل بها المواطن ليعرض الحالات التي لديه ويتلقى من الأطباء المناوبين الإرشادات والنصائح التي تطمئن المواطن خاصة حين لا يجد هذا المواطن من يقول له الفرق بين _الحمى _العادية والعابرة وحمى هذا الوباء الفتاك ومن ثم يصبح هذا المواطن فريسة للقلق طيلة أيام تعرض طفله لارتفاع درجة الحرارة وقد يكون من أي شي عابر لكن المواطن قد لا يدرك هذا ومن ثم يعيش لحظات القلق القاتل ينتظر فرج الله وحده سبحانه وتعالى وهو الشافي والمداوي لكن لماذا لدينا مؤسسات صحية وأجهزة، وما هو دورها أن غابت عنا في مثل هذه الأحوال. . الأمر الآخر كنت أتمنى أن أقرأ في صحيفة معارضة أو أهلية ما يدل علي اهتمام هذا الحزب أو ذاك بهذا الوباء وتفاعله مع حاجة المواطن وأن من باب التعبير عن اهتمام هذه الفعاليات بالشعب وبكل ما يهمه ويعاني منه. .
إن هذا التجاهل المثير واللافت لا يجسد أن هناك ما يكفي من الاهتمام والرعاية وهذا يمثل انتهاكا سافرا لكل توجيهات وتوجهات فخامة الأخ/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _حفظه الله _الذي وجه الأجهزة المختصة ومن الوهلة الأولى بتحمل مسئولياتها والاستعداد لمواجهة الوباء وبكل الطرق والوسائل المتاحة فأين الإرشادات ولمن نتصل ان واجهنا عارض من عوارض الوباء، ومن سوف يقول لنا أن هذا العارض وبائي وهذا عارض عابر. . ؟؟
ameritaha@gmail. com