علي منصور مقراط
يصادف اليوم الأحد ال17 من مايو مرور عام على إجراء أول انتخابات ديمقراطية حرة لأمين العاصمة ومحافظي المحافظات. . هذه الانتخابات التي شكلت نقطة تحول هامة في مسيرة النهج الديمقراطي الذي اختطته بلادنا منذ استعادة الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 90م ومثلت الديمقراطية رديفاً للوحدة وكخيار لا رجعة فيه كما أكد ذلك فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في كل مقابلاته وخطاباته بل وزاد حرصه على تعميق التوجه الديمقراطي كسلوك حضاري يجسد التبادل السلمي للسلطة بانتخاب القيادات من قبل جماهير الشعب. .
لقد كان العام الأول لعمل المحافظين المنتخبين مليئاً بالنشاط والنجاحات وأيضاً التعثرات التي واجهت معظم المحافظين الذين يخوضون تجربتهم الجديدة كمحافظين منتخبين من الهيئات الناخبة للمحليات في كل محافظة على حدة والأرجح أن من المحافظين الحاليين جاؤوا على أوضاع صعبة وظروف معقدة وتداعيات شديدة تعيشها محافظاتهم لا سيما في المحافظات الجنوبية والشرقية التي تصاعدت فيها المشكلات والقضايا المختلفة التي كان سببها النشاط المحموم لما يسمى بعناصر الحراك الجنوبي والذين وجدوا مساحة من الفراغ السياسي الذي أعطاهم حافزاً لتعبئة الناس وإفراز سموم حقدهم ضد الوحدة وتكريس ثقافة الكراهية والانفصال وإشعال الحرائق وإثارة الفتن والنعرات في النسيج الاجتماعي الواحد. .
الحاصل أنني وقبل كتابة هذه المقالة الصحفية بالأمس قد أرسلت رسالة بالموبايل إلى محافظ أبين م. أحمد الميسري لأهنأه فيها بمرور العام الأول على انتخابه محافظاً لأبين وهي من أعصى وأصعب محافظات البلاد كوني أعرفه أنه من المسؤولين الذين لا يتشوقون للمجاملات وأن كانت ضرورية أحياناً لتحفز وأيضاً هو من المسؤولين الذين يتقبلون النقد يقرأون الرسائل التي تصلهم بالجوال باهتمام بغض النظر عن مكانة ووزن صاحبها. . قلت في رسالتي أرجو أن تدخل العام الثاني لقيادتك محافظة أبين وقد اقتلعت أحد الفاسدين القاعدين فوق الكراسي منذ زمن بعيد تجاوزوا التقاعد وهم يكرسون الاحتقان. . إلى هنا والمحافظ يدرك منهم أولئك الذين يشكلون عبئاً على محافظة مخنوقة يعاني خيرة كوادرها من التجاهل والتهميش والغبن بسبب بعض القيادات فيها استمرت في غيها وتمارس الظلم والانفصال الخطير التي لا تقل عن الانفصاليين.
إن المحافظ الميسري الذي يخوض معركة وطنية مع عناصر الفساد والنفوذ في خطر المحافظات استطاع أن يتجاوز معظم التحديات والألغام التي وقفت في طريق إصلاحاته وأثبت للجميع أنه محافظ نزيه قولاً وعملاً ويكفي مرور عام كامل وهو نظيف اليد وزاهداً لم يتلوث وهذا ما جعله رافع الرأس وفي معنويات عالية في أدق المراحل الخطيرة التي مرت بها محافظة أبين الراجح أن وجود الميسري محافظاً لأبين في هذه الظروف هو مبعث أمان لكافة أبناء المحافظة بكل أطياف لونها السياسي والاجتماعي كونه يتعاطى مع الجميع بمسؤولية وتجرد واستقامة ضمير. .
والراجح أن التقييم بحيادية لعلم المحافظين في العام الأول تحتاج إلى رصد صحفي أمين. . لكن أتابع الجهود الطيبة والنجاحات التي أظهرها محافظ عدن د/ عدنان الجفري الذي يعمل ويتعامل بخصوصية عدن المحافظة الهامة في جزيرة العرب. . لكن مرونة وهدوء د/ عدنان جعلته يجتاز الكثير من المشكلات المتراكمة وبالمثل استطاع د. علي الأحمدي محافظ شبوة تقويض المحافظة الساخنة بقضايا الثارات القبلية وكذلك المحافظون علي خودم والخنبشي وم. فريد مجور والمناضل أحمد علي محسن ومحمد العامري وأحمد الحجري والصوفي والجبلي وأبو شوارب والعمري وحسين حازب وعلي قاسم طالب فيما ندعو المولى عز وجل أن يشمل محافظ لحج الأستاذ محسن النقيب بالصحة والشفاء العاجل الذي وجد نفسه يعمل في محافظة تعيش على ساخن. .
ومسك يطمح المواطنون في كل محافظة إلى أن يكون العام الثاني لمحافظينا المنتخبين الحاليين عاماً حافلاً بالعمل الجاد والاستقرار وثورة الإصلاحات الإدارية والمالية وإسقاط المشاريع المشبوهة لأعداء الوطن ووحدته المجيدة والله الموفق.