على الصباحي
فرحت وسررت كما غيري عندما طالعتنا جريدة اخبار اليوم في عددها الصادر قبل أيام بعنوان يقول البيض : الوحدة اليمنية انجاز للوطن والمنطقة وتستحق ان تحمى ... اذا كان ما نسب الى الاستاذ البيض صحيحا فان ذلك يمثل توجها وطنيا خالصا وفي ذات الوقت يعتبر منه تكفيرا وتبييضا لسجله المدون في ارشيف التاريخ الذي لا ينسى تدوين اي موقف كان سلبا ام ايجابا , ومن ثم -ان صح ذلك عنه- فسيحتفظ التاريخ للاستاذ علي سالم في ذات الارشيف ولكن بلون آخر انه اللون الأبيض الناصع.
الجميع يتمنى ان ايكون هذا الموقف الوطني من نائب رئيس الجمهورية -سابقا-نابعا من عمق وحب الانتماء للوطن , وحرصه على مستقبله , لا ان يكون لمجرد ارضاء لدولة معينة اولشخصية بذاتها اومن اجل جهة بعينها , او دفعا للاحراج من قبل ( ... ) ونتمنى ان تكون هذه التحليلات خاطئة .
انه يعد موقفا وطنيا مشرفا ويستحق الثناء والشكر لصاحبه ذلك لأنه يعري مزاعم من يدعون صلتهم بالبيض من الأخوة في ما يسمى الحراك ومباركته لهم في ما يحدث في بعض المحافظات الجنوبية ,وبالتالي كشف الخداع والكذب عند ( الربع) وان من كان بالفعل ساعيا لوأد الوحدة وبمساعدة كبيرة لا تخفى على أحد هاهو اليوم يلقن هؤلاء درسا واسعا وشاملا في كيفية التعامل مع الواقع اليمني ,وان من يسلك هذا الطريق - التمزق- فبلا شك ان الشعب يلفظه ويتبرأ منه حتى يعود الى الجادة الوطنية الواسعة التي تتسع لكل يمني .
من هنا نقول للاخوة في ما يسمى الحراك استفيدوا من هذا الدرس واستلهموا منه المعاني والعبر لأن التاريخ لا يرحم , إما إذا ما استمر يتم في نهجكم العكسي ولم تستفيدوا من دروس التاريخ - وما أكثرها-فلا يسعنا إلا إن نقول لكم قليلا من الحياء والخجل وكثيرا من الواقعية , فهاهو الاستاذ علي سالم البيض يفضحكم ويقتل احلامكم بتوحهه الوطني ودخوله نادي الواقع اليمني بعد سنين عجاف من التمرد عن هذا النادي, ولو كان الأخوة في الحراك تبنوا مشاكل المجتمع والسعي في حلحلتها ومحاربة الفساد المالي والاداري المستشري في كثير من نواحي الحياة لالتف حولهم المجتمع بأسره , لان المواطنين اليوم بحاجة ماسة الى خدمة صحية راقية , وبحاجة الى تعبيد طرق , والى ترميم مدرسة , بحاجة لكسر الروتين الممل في المعاملات الرسمية بعيدا عن الرشوة والتأخير , بحاجة إلى إنصافه من الكثير من المظالم ,بحاجة الى تسريع عملية التنمية بشكل عام ,تخيلوا لو كان هذا توجه ما يسمى ( الحراك) بالتأكيد سيحقق نجاحا مذهلاو هذا هو ما يتطلع اليه كل مواطن, و لم يكن يتطلع او بحاجة الى من يسعى لتهديد مصيره وتمزيق عرى المحبة والألفة بين أبناء الوطن الواحد , ولكن صدق القائل سبحانه ( إنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ).
بقي أن نقول لإخواننا في - الحراك- هل لديكم برنامج ينفع المجتمع بعيدا عن الاقتراب من سور الثوابت الوطنية ؟ هل يلمس المجتع منكم مطالب قانونية يعود نفعها على المواطنين الغلابة ؟ هل بالامكان احراج السلطة بمطالب واقعية ؟ وهل وهل , وياليت تنفع هل , لأن أن وأخواتها دخلت في خط هؤلاء الأخوة وغيرت المسار .
وختاما لا يسعنا إلا أن نقول شكرا علي سالم البيض على موقفك الوطني .