محمد أمين الداهية عقود ستة وعام مضت على حدوث النكبة الأولى للغالية فلسطين التي تبدو اليوم وكأن قضيتها شاخت وأصبحت مسنة منهكة إلا أنها ما زالت تقاوم بضراوة العابثين بها ، تدخل القضية الفلسطينية عقدها السابع دون أن يستطيع العرب والمسلمون أصحاب القضية تقديم شيء إيجابي يذكر، توالت النكبات منذ 1948م واستحكمت الآلام والأحزان قلوب الفلسطينيين الشرفاء والعرب والمسلمون الأحرار الذين لا يملكون إلا أن يقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ولا نامت أعين الجبناء قوافل من الشهداء مجازر ومذابح ارتكبت في حق هذا الشعب الأبي الصامد على مدار واحد وستين عام، أبطال شرفاء أنجبتهم هذه الأرض المنكوبة "فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" أحمد ياسين ، عبدالعزيز الرنتيسي، محمد الدرة، فارس عودة آلاف الشهداء ورغم الألم ، والكمد الشديد على فقدان الأحبة إلا أن الحقيقة تقول سيستشهد بطل ويولد ألف بطل ويستمر النضال والصمود ويظل الشرفاء من أبناء الحبيبة فلسطين رافعي هاماتهم يتباهون ويتفاخرون بأن تكون دماؤهم الطاهرة الممزوجة بتراب فلسطين المقدس ثمناً للذود عن كرامتهم ومقدساتهم الغالية، كم كنت أتمنى أن يأتي هذا اليوم وذكرى النكبة الفلسطينية بل العربية وقد خرجت حبيبتنا فلسطين مما هي فيه، كنت أريد أن أنقل إلى البطل الشهيد فارس عوده ذلك الطفل الذي أرعب دبابات المحتل الغاصب وهو يتقدم نحوها متسلحاً بإيمانه العميق بقضيته وبذلك الحجر الصغير الذي جعل الصهاينة يعيشون حالات ذعر وخوف شديد حتى أن شجاعة الطفل فارس عوده اضطرتهم إلى أن يصنعوا له كميناً يصبون قناصاتهم من على مسافات بعيدة لينالوا من هذا البطل الصغير، وهذا ما سعى إليه فارس عوده فرحمة الله شهيداً مقداماً بطلاً فكم تمنيت أن يأتي اليوم الذي أقول فيه لفارس عوده ولمحمد الدرة ولجميع الأبطال الشهداء من الأطفال والشباب والنساء والشيوخ ناموا أيها الأوفياء قريري العين فدماؤكم لم تذهب هباءً فلسطين اليوم حرة فلسطين لفظت الصهاينة إلى غير رجعة فلسطين وحدت العرب وحققت النصر المؤزر الله أكبر يا محمد الدرة الله أكبر يا فارس عوده الله أكبر يا ويا ويا.. لكن الواقع يقول أن الفلسطينيين تفرقوا واختلفوا والعرب تخلوا واغتربوا، ومع الشر اتحدوا وفلسطين ما زالت تحترق وتحترق.
