شكري عبدالغني الزعيتري
نعم معظمنا أبناء الشعب اليمني سواء كانوا من الجنوب أو الشمال نتعرض اليوم لفقر مدقع .. وأشقاؤنا من بطون أمهاتنا في حالة من البطالة والفراغ القاتل .. وأبناؤنا نشعر بمستقبلهم وكأنه ضائع وفي المجهول ورمادي اللون الذي لا يميز بصفاء .. ونساؤنا يشعرن بالحرمان تجاه أشياء من ضرورات العيش الكريم الذي يعلي رجالهن بالكرامة والكبرياء وعدم الامتهان سواء لأجل مسكن لائق أو لمأكل مشبع أو لمشرب يروى أو لملبس يدفئ .. ونحن نعم نشعر تجاه مطالب وأشياء بغبن وظلم وحرمان بينما نراها توفر ويتمتع بها وتعطي وتخص بكبار من القوم ولأبنائهم من أصحاب الذوات سواء كانت وظيفية أو اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية ... نعم نري العدالة في غياهيب الظلام وميزان العدل الاجتماعي مفقود شلت كفتيه وجمد منقاري الوزان لمعرفة الاتزان .. نعم المآسي كثيرة ومتنوعة وتتساقط علينا من كل حدب وصوب ابتداء باتساع دائرة الفقر المدقع وارتفاع نسبة البطالة وتزايد عدد أفرادها وتفشي حالة الجوع وفقدان الأمن والأمان إذ نجد انتشار حالات من التقطع والنهب لمسافرين و الذي يصل أحيانا إلي القتل وزهق أرواح أبرياء من الناس من قبل قطاع طرق .. ونجد انتشار الجبروت باستقوى مستنفذين بسلطة جاههم وحكمهم بان يتم ممارستهم بضغط نفوذهم واستغلالهم سلطانهم ضد الآخرين من مواطنين هم أصاحب حق ممن يمتلكون مال ويراد مشاركتهم في أموالهم .. وممن يمتلكون ارض ويراد مشاركتهم في أراضيهم .. وممن يمتلكون تجارة و يراد مشاركتهم في تجارتهم ... كما لعبت وتلعب عوامل كثيرة ومتنوعة (داخلية وخارجية ) في تردي حالة معيشة المواطنين فالعوامل الداخلية منها : تزايد التراجع السلبي في موارد الدولة الطبيعية المتاحة و التي تردف الاقتصاد الوطني وتسهم في نموه مثل : تقلص إنتاج النفط والتراجع في النشاط السياحي الوافد لليمن وتزايد واستمرار حالة الجفاف الذي أدي إلي انحسار رقعة الزراعة . وتزايد النمو السكاني بمعدل نسبته السنوية المحققة دون تنظيم النسل .. واستمرار استشراء الفساد المالي والإداري في جهاز الدولة وعدم الجدية في مواجهته والقضاء علية وزيادة نمو حالة الاستهلاك وأنماطه وتفوقه وبالمقابل تراجع وقلة الإنتاج . واستمرار الأزمة السياسية واتساعها بين الحزب الحاكم والمعارضة (أحزاب اللقاء المشترك ) .. آما العوامل الخارجية منها : ارتفاعات الأسعار عالميا وحدوث الأزمة المالية العالمية والتصدير الخارجي والأجنبي لمشاكل تفتعل باليمن منها ما يخل بالأمن العام ومنها ما يضر بضرر فادح بالاقتصادي الوطني كضرب السياحة وإشعال الفتن الداخلية وغيرها وقد تحققت الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 م وأزالت ما كان يسمى بالتشطير والجزء الشمالي والجزء الجنوبي من الوطن اليمني الواسع الأطراف والتي قضت على التشرذم والانقسامات للإنسان والأرض بان تم لم الشمل اليمني . نعم اليوم كلنا أبناء الوطن الموحد نطمح نحو الأفضل للبلد اليمني الموحد وشعبه ... نعم نقول مرارا وتكرار بان وجود الشر وتفوقه وأهله على كثير من الناس وأهل الخير استشري وتفشي .. وبان وجود الأخطاء ترتكب .. وبان وجود القصور ويغالط بانعدامه والحال باكتمال . فأمام هذا واستمرار والإلحاح بالمطالبة بالأفضل وبالطرق السلمية والتي لا يتخللها التخريب والهدم وفقدان الأمن العام فان مطالبتنا لتحقيق الأفضل والأكثر عدلا لا ضرر فيها وبان يسعي الإنسان اليمني ونسعى جميعنا وكلا أينما كان وفي أي مدينة سكن لتحقيق المزيد والمزيد من التصحيح والتحديث ولتحقيق المزبد من الأفضل .. فلا ضرر بان تتم المطالبة بتحديثات سياسية .. وإصلاحات دستورية .. وإصلاحات اقتصادية .. وإزالة فساد مالي وإزالة فساد إداري ومحاربة المفسدين .. وترسيخ الأمن وتحسين مستوى التعليم ورفع كفاءة أداء الخدمات الطبية ... و لا ضرر بأن يطالب بتطبيق الدستور والقانون وتحقيق العدل والمساواة وإزالة المظالم وإزالة الشعور بضيق تجاه أفاق المستقبل من خلال التعامل بالسوية بين أبناء المحافظات فلا ضرر أن يطالب كل من يشعر بغبن أو ظلم أو له مظالم أو أي مطالب جزئية من جزئيات الحياة والدولة فكلنا مع هذه المطالب أما أن يتم التعدي والاعتداء للعموميات ويحاول البعض الإضرار لكل ما هو شامل ويخص جيله وجيل من بعده وكل الأجيال المتعاقبة القادمة بالمستقبل بان يذهب البعض بمطالبته بانفصال مدنية عن وطن كلي أو انفصال محافظات عن بلد كامل أو يطالب بانفصال جنوب عن شمال أو يطالب بتكوين دولة جنوب أو يثير ويحرض آخرين لتمزيق الوحدة الوطنية وبما يؤدي إلي تجزئة الشعب اليمني وتمزيق جغرافيه الأرض المتصلة ولأغراض ذاتية وشخصية في نفسه متناسيا الأجيال من بعده والمتعاقبة لأنه بنظرة أنانية قاصرة ينظر إلي ما تحت قدميه ولا ينظر إلي الأمام وفوق رأسه ونحو سمائه ليسمو بسمو نظرته بان تكون مصلحة العامة ووحدة البلد وشعبه هدفه وهي من تحركه وتغليبها عن مصلحة خاصة كمثل من يحاول الإضرار بوحدة شعب ليصل إلي تمزيق وحدة وطنية والإضرار بوحدة يمنية ليصل إلي تجزئة ارض جغرافية ولا يأبه ولا يهتم بمستقبل أجيال قادمة . أخيرا نقول ليس كل أبناء الشمال من الشعب اليمني هم في السلطة والحكم .. وليس كلهم في رخاء ونعيم .. وليس كلهم في غناء و وفرة ونخلص بالقول لأصحاب الفكر الانفصالي والداعين إليه أن الخوض والسعي في التحريض لقيام صراع داخلي يرتكز على فكر انفصالي يضر بالوحدة الوطنية والوحدة اليمنية أو أي مرتكز آخر هدام ومخرب فإن أبناء الشعب اليمني الواحد لن يقبله منكم ومهما كانت الأسباب وتحت أي مبررات . واعلموا يا أصحاب الفكر الانفصالي أن الوحدة اليمنية لا مساومة فيها .. واعلموا أينما كنتم تسكنون وفي أي جحور تتخفون وشجاعتكم فقط بأن تدفعون بالبسطاء من المواطنين من خلال تحريضهم ضد الوحدة اليمنية ليكونوا في المواجهة بدلا عنكم . بأننا لن نقف متفرجين على شعب يتعرض لفتنه وارض تقطع أوصالها.. وسنسعى إلى فداء وحدتنا بأرواحنا ولن نكتفي بالقلم والكتابة حين وقوع الواقعة التي تخططون لها لا قدر الله.
Shukri_alzoatree@yahoo.com