بقلم / أبو زيد بن عبد القوي
أحب هذه الثورة حباً جما وشغفه حبها إلى درجة الهيام فحول رجال الثورة إلى أبطال وقصصها إلى خيال !! وأصبحت الثورة أسطورة يتغنى بذكرها في المحافل !! هو سني العقيدة لكنه شيعي السياسة والهوى !! كتب :(( إيران من الداخل )) فسارع الشيعة إلى نشره في كل مكان !! فتحت له الأبواب منذ اليوم الأول للثورة وزار إيران خمس مرات من عام 79 – 85م ثم أخرج لنا كتابه :(( إيران من الداخل )) فطار به الشيعة كل مطار وحزن أهل العلم والخِبرة في باقي الأقطار !! وأعترف أني عندما قرأته قبل سنوات حزنت حزناً شديداً وتحسرت على أستاذنا مؤلف الكتاب الصحفي البارع :(( فهمي هويدي )) - غفر الله له - بسبب الإطراء المبالغ فيه للثورة الإيرانية، والتلبيس على الأمة الإسلامية !!!! ومع كل ذلك فإنني سأجعل كتابه نفسه دليلاً على فشل الثورة الإيرانية فشلاً ذريعاً في كل شيء وشاهداً على تحول إيران إلى جمهورية الرشوة والفقر المدقع والتعذيب للجميع. . . . . . الخ فإلى الحقيقة كما جاءت في كتاب هويدي :(( إيران من الداخل )) :-
رابعاً / الرشوة !!
بمرور الأيام كانت تنكشف حقيقة هذه الجمهورية !! إذ أصبحت تعرف بجمهورية الرشوة بسبب انتشارها في إيران بشكل لم يسبق له مثال يقول هويدي في ص277 : (. . . . . . . . . فإن زائر طهران تستوقفه كثيراً، وتدهشه، ظاهرة انتشار الرشوة في أجهزة الدولة ). وكل هذا بعلم الدولة !! يقول في نفس الصفحة : ( قيادات الدولة تدرك حجم هذه الظاهرة وترجعها إلى الضغوط الاقتصادية. . !!! ). والضغوط الاقتصادية ستعرف سببها في الفقرة التالية !!.
خامساً / الفقر المدقع وتخفيض الراتب !!
أن تأتي ثورة وتحول النظام من ملكي إلى جمهوري شيء يحصل في بعض الأحيان، لكن الذي حصل في إيران يختلف عما حصل في باقي البلدان، فبعد أن تحولت إيران إلى جمهورية فوجئ الشعب الإيراني بشيء لم يكن يخطر على باله - وجعله يعض يديه ألماً وحسرة على فراق الشاه بعد أن رأى أعمال الثوار – وهو : أن الخمينية قامت بتخفيض رواتب الجميع في الوقت الذي وصلت فيه الأسعار إلى مرحلة جنونية !!.
وحتى لا يقول أحد أننا نتجنى عليهم سنجعل أحد أنصار الثورة وهو الأستاذ هويدي يخبرنا عن هذا الأمر الذي يتناقض مع كل عقل، يقول هويدي في ص277 : ( فلم تتمكن الدولة من زيادة رواتب الموظفين بالمستوى المعقول، وبالمقابل فإن غلاء الأسعار مستمر، من السكن إلى مختلف السلع الاستهلاكية ). بل لو أبقتها فقط على ما كانت أيام الشاه المخلوع لما انتشرت الرشوة والسرقة في جميع المؤسسات الحكومية يقول هويدي في ص278 : ( ثمة بعد آخر في القضية – أي قضية انتشار الرشوة في أجهزة الدولة – هو أن كبار الموظفين تحديداً زادت معاناتهم بعد الثورة، لأن مرتباتهم قد خفضت ) ثم ذكر نموذجين من الرواتب قبل الخمينية وبعد الخمينية أضعها لك في جدول :
واستمع إلى ما يقول هويدي ( أصبح راتب الوزير 300 دولار في الشهر، لا تكفي إيجار مسكنه في العاصمة ). مع العلم أن الوزراء دبروا أمورهم وعاشوا عيشة لم يحلم بها أحد !! ولم يسلم من تخفيض الراتب أحد حتى صغار الموظفين كما يذكر هويدي في نفس الصفحة !! لذلك انتشرت الرشوة بشكل غير مسبوق !! وبدأ الناس يتحسرون على أيام الشاه !! وأقول للتنبيه : في أرجاء المعمورة إذا زادت الأسعار زاد الراتب أو بقي على حاله على الأقل أما في إيران الثورة فقد زادت الأسعار وتم تخفيض الراتب وهذا لم يحصل في التاريخ إلا في إيران!!
سادساً / لبس الحجاب وخلع الحجاب !!
يقول الأستاذ فهمي هويدي في ص261 : ( في مرحلة الثورة على الشاه سنتي 1977م/1978م – كانت الإيرانيات يتسابقن على ارتداء (( الشادور )) أي (الحجاب ) ) وبعد الثورة مباشرة زار هويدي إيران ووجد النساء محجبات يقول في نفس الصفحة : ( بات الحجاب شيئاً ضرورياً ومقررا على الجميع ) ويقول في نفس الصفحة أيضاً : ( إذ لم يعد ممكناً أن ترى في طهران، أو في أي مدينة إيرانية أخرى، امرأة حاسرة الرأس أو ظاهرة الزينة والتجمل ) هذا ما شاهده بنفسه في الزيارة الأولى 1979م والثانية والثالثة لإيران أما في زيارته الرابعة لإيران عام 1985م فقد تغير الوضع بالكامل يقول في ص264 : ( وقد لفت نظري أن نسبة غير قليلة من الإيرانيات وضعن الأصباغ على وجوههن في الشوارع، وأن بعضهن، في شمال طهران خاصة استبدلن الشادور بخمار خفيف يغطي شعر الرأس بالكاد ) لأن الجميع اكتشف أن الثورة تتخذ من الإسلام مجرد شعار خدعت به العوام ستة أعوام !! ستة أعوام وظهر كل شيء !! ستة أعوام فقط عرف الشعب الإيراني بعدها حقيقة الثورة والثوار، وبقي كثير من المخدوعين في باقي الأقطار !!
سابعاً / ثورة جون قرنق الإسلامية !!
وقفت الخمينية مع قرنق وسمت ثورته بالإسلامية !! هل تظن أني أمزح ؟ أستمع إلى الأستاذ هويدي ينقل ذلك بنفسه يقول في كتابه ص290 : ( وسمعت مذيع تليفزيون طهران يتحدث عن الثورة الإسلامية في جنوب السودان إبان حكم الرئيس السابق جعفر نميري، ولم تكن هذه الثورة سوى عمليات التمرد التي شهدتها المنطقة. والتي يقودها جون قرنق المسيحي الماركسي ) فإذا كانت ثورة جون قرنق إسلامية حسب وصف ثورة الخميني لها عرفنا إسلام الثوار في إيران !! ولا عزاء للمغفلين المخدوعين !!
ثامناً / الدعارة في إيران قبل الثورة وبعد الثورة !!
إذا أردت أن تعرف حقيقة هذه الثورة والجمهورية التي تدعي أنها إسلامية فما عليك إلا قراءة هذا الموضوع عن الدعارة في إيران قبل الثورة وبعد الثورة !!
1- الدعارة قبل الثورة !!
يذكر الأستاذ هويدي في ص252 من كتابه أن عدد الداعرات قبل الثورة اللواتي كن يحترفن الدعارة : ( في حدود ألف ) في مدينة طهران العاصمة وأرجو من القارئ أن يحفظ هذا العدد !!
2- الدعارة بعد الثورة !!
يزعم الثوار أن ثورتهم إسلامية وبالتالي فيجب أن ينقص عدد الداعرات في إيران أو يختفي نهائياً، هذا إذا كانت جمهورية إسلامية تطبق الشريعة المحمدية !!فماذا حصل في إيران هل اختفت الدعارة أو على الأقل تناقصت ؟ أقول اقرأ معي هذا العدد الذي لا يمكن تخيله في أي دولة فما بالك بدولة تزعم تطبيق الإسلام، فقد ذكر الشيعي الاثنى عشري علاء الموسوي في تقريره عن الفتيات الهاربات في إيران والذي نشرته صحيفة الحياة بتاريخ 17 ربيع الثاني 1424ه، الموافق 17/6/2003م وتحت عنوان : (( مصطلح الفتيات الهاربات أصبح شائعاً. . . . وحاملته أكثر خطورة من المخدرات )) يقول الموسوي : ( تقارير أخرى أشارت إلى أنه تم تحديد نحو 84 ألف امرأة يعملن في بيوت الدعارة في مدينة طهران ) وحتى يفهم الغبي حقيقة الثورة الخمينية التي يريد البعض تصديرها إلى الدول العربية باسم الإسلام أضع هذا الجدول لعل الله عز وجل يهدي هؤلاء المخدوعين بهذه الثورة والجمهورية التي تزعم أنها الجمهورية الإسلامية !!
فهل يعقل أن تكون ثورة إسلامية وعدد الداعرات ارتفع من 1000 إلى 84000 أي بزيادة وقدرها 83000 داعرة في مدينة طهران فقط ؟!!!!! اترك التعليق للقراء فهذا مما يعجز قلمي عن التعليق عليه !!
تاسعاً / متفرقات :
كل مسحوقات التجميل التي استخدمها الأستاذ هويدي لتجميل هذه الثورة لم تنفعها في شيء !! بسبب الحقائق التي لم تعد خافية على أحد بل وأوردها الأستاذ هويدي نفسه في كتابه، ومنها على سبيل المثال : يذكر في ص207، و ص237 : أن من أوائل أعمال الثوار هي عمليات الإعدام، وأهم شعار هو الموت لمعارضي ولاية الفقيه ص108، ويعترف أحد الآيات بأن أعمال اللجان الشعبية ( الكوميتات ) كانت بذيئة ص190، والمجاملات في التعيين للأصدقاء والمقربين ص147، والتصفيات الدموية لرفاق الثورة على يد رفاقهم ص189، وكيف أصبح التلصص وانتهاك حرمات البيوت عادة للثورة الجديدة لم تتوقف سوى في العام 82م ص256، وكثرة الأرامل في إيران بسبب الثورة والثوار ص 259. . . . . . الخ، وطبعاً هذه الجرائم والمنكرات تتنافى كلياً مع الإسلام، فهل سيصر الأستاذ هويدي على أنها نموذج حي لتطبيق الإسلام ؟! أم سيتراجع ويعلن أنها جمهورية بلا إسلام ؟! الجواب في الفقرة التالية :-
عاشراً / جمهورية بلا إسلام !!
الأستاذ هويدي حاول جاهدا جعل الجمهورية الخمينية إسلامية ؛ ولكنه فشل في تقديم دليل واحد على إسلاميتها، لسبب بسيط جداً وهو: أنه لم يجد هذا الدليل في أي ناحية من نواحي الحياة فراح يختلق المبررات – سامحه الله – غير المقنعة لأحد، وعندما أحس أن كل ما قاله من مبررات ذهبت أدراج الرياح ؛ لأنها أوهى من بيت العنكبوت، اعترف اعترافاً صريحاً أنها جمهورية بلا إسلام، وإن الإسلام مجرد شعار وواجهة رفعته هذه الثورة دون أي وجود له في أرض الواقع يقول في ص279 : ( أن واجهة الإسلام كما رُفعت في طهران لم تترجم تماماً إلى واقع وأن الطريق لا يزال طويلاً أمام تحقيق الحلم، وأنهم بعد في بداية رحلة الألف ميل ! ) وقد توقفوا عند الميل الأول !! بل تحركوا بعد ذلك ولكن للخلف !! وبقي الإسلام مجرد شعار لخداع السذج والعوام في أرض الإسلام، والسلام !!.