بقلم / أبو زيد بن عبد القوي
تختلف الثورة الإيرانية عن باقي الثورات في العالم الإسلامي في أمور عديدة منها :-
1- أنها الوحيدة التي سمت نفسها بالإسلامية !! 2- أن الثوار ومن أول يوم قد أعلنوا عن تصدير الثورة للعالم كله !! 3- الترويج لهذه الثورة ومنجزاتها في وسائل الإعلام بشكل منقطع النظير !! 4- أصبحت شغل الناس الشاغل منذ أكثر من ثلاثة عقود !! وهذا العام تحتفل الحكومة الإيرانية بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على الثورة فهل هي كغيرها من الثورات التي زادت الأوضاع سوء والفقر اتساعا ؟! أم أنها ثورة مميزة بسبب كلمة الإسلامية ؟! هل منجزاتها هي كصرير باب وطنين ذباب أم أنها قد جعلت حياة الناس رحبة وفتحت لهم الأبواب ؟! لن أطيل في المقدمة ولن اخدع الناس بكلمات منمقة بل سأقدم أرقاماً وأدلة موثقة نكشف بها الحقيقة من الزيف فإلى الوضع الاقتصادي الإيراني :
العملة الإيرانية !!
لا شك أن معرفة نجاح وفشل أي ثورة يكون بمعرفة صعود أو هبوط عملة البلد قبل الثورة وبعدها ونحن سنذكر ثلاث نقاط هامة :
1- العملة قبل الثورة وبعد الثورة
هل تعلم كم كانت قيمة العملة الإيرانية مقابل الدولار عند اندلاع الثورة الإيرانية عام 1979م ؟ إن كنت لا تعلم فإليك الجواب : ( كانت قيمة الدولار الأمريكي الواحد تناهز 70 ريالا عند اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979م ) ( القدس العدد 5984 بتاريخ 29/8/2008م )وهذا يعني أن المائة دولار تساوي سبعة ألف ريال إيراني قبل الثورة !! والمطلوب من الثورة وثوارها تخفيض العملة الأمريكية وتقوية العملة الإيرانية حتى تكون ثورة ناجحة عكس الثورات الفاشلة !! أما لو استطاعت هذه الثورة جعل عملتها تتفوق على العملة الأمريكية فيا لسعادة البشرية من أبناء إيران الإسلامية !! أقول بعد وصول الخميني إلى سدة الحكم ( انهارت عملة البلاد ) ثم وصل سعر الصرف إلى أرقام قياسية حسب ما جاء في جريدة الحياة العدد 13113 بتاريخ 31 يناير1999م بما نصه ( أعلنت الإذاعة الإيرانية أن الريال الإيراني تراجع مجدداً السبت إزاء الدولار الأمريكي في السوق الموازية للصرف في إيران وسجل الدولار أرقاما قياسية وقد تم تبادل الدولار ظهر أمس ب 7970 ريال للدولار الواحد مقابل 7750 الخميس الماضي ) أي أن مائة دولار أمريكي تساوي ( 797000) سبعمائة وسبعة وتسعون ألف ريال إيراني فقط !!! واستمرت عملة البلاد في الانهيار حتى وصلت إلى أن أصبح الدولار الواحد يساوي 9400 ريال إيراني أي أن المائة دولار تساوي( 940، 000 ) ريال إيراني ( صحيفة القدس العربي العدد 5767 تاريخ 15/12/2007م ) وأما هذه الأيام فقد أصبحت المائة الدولار تساوي مليون ريال إيراني !! وهذا أمر قد فاق الخيال وأصبح من الوبال !!
2- ورقة من فئة 50 ألف ريال في إيران !!
لقد عانينا في اليمن منذ أصدرت الحكومة أوراقاً نقدية من فئة 200 ريال وعانينا أكثر عندما أصدرت أوراقاً من فئة 500 ريال و 1000 ريال فيا ترى كم أصدرت الثورة الإيرانية من فئات ؟!حتى نعرف ذلك سأنقل للقارئ هذا الخبر عن صحيفة الحياة العدد 16230 بتاريخ 11/9/2007م يقول الخبر ( أصدرت الجمهورية الإسلامية هذه السنة ورقة من فئة 50 ألف ريال ( 4 ،5 $ دولار ) هي الأكبر حالياً. وكانت أكبر ورقة نقدية جرى تداولها في السابق بقيمة 20 ألفاً ) يا الله جنبنا مثل هذه الثورة فقد بلغت عندنا الحلقوم بسبب فئة 1000 ريال فكيف لو وصلنا إلى فئة 50 ألف ريال ؟! ويا الله أرحم وخفف على الشعب الإيراني العظيم الذي يتحمل عملة لم يتحملها إنس ولا جان !! ومع ذلك نجد من يروج لهذه الثورة في اليمن !! وإذا قارنا بين وضعنا الاقتصادي مع وضع إيران الاقتصادي اتضح الفرق من خلال المقارنة بين العملتين من ناحية الصرف ومن ناحية الفئات.
3- 10 الآف إيراني ب 4 ريال سعودي !!
العملة الإيرانية تؤذي مشاعر الإيرانيين من الناحية النفسية !! هذا ما يقوله عضو البرلمان ومجلس المال والائتمان غلام رضا مصباحي – الذي يضع السياسات المالية – حيث قال : ( ( إن أكبر ورقة مالية لدينا ضعيفة جداً أمام عملات الدول الأخرى، ما يؤذي مشاعر المواطنين من الناحية النفسية ). وأضاف ( أن الحجاج الإيرانيين الذين يتوجهون إلى مكة المكرمة كانوا يستبدلون 10 الآف ريال ب 500 ريال سعودي والآن يحصلون على أربعة ريال سعودية فقط ) ) (المصدر السابق) يا رجل !! لقد أصبنا نحن بالأذى النفسي ونحن نقرأ هذا الكلام مجرد قراءة فما بالك بأهل إيران الذين فرحوا بهذه الثورة !! ويا رجل نشكرك الشكر الجزيل على هذه المعلومة التي كشفت حقيقة الوضع الاقتصادي في الجمهورية الإيرانية !! لا سيما وأنت مسئول إيراني وعضو برلماني !! وردد معي أخي القارئ لتعرف حقيقة النعيم الاقتصادي ( 10 الآف ريال إيراني ب 4 ريال سعودي !!! ) واقلب وقل : ( 4 ريال سعودي ب 10 الآف ريال إيراني !!!)
ولاحظ التدهور السريع والمريع لهذه العملة بعد سقوط إيران في قبضة آيات الاثنى عشرية !!!!
إيران والبترول !!
( قال مسئولون إيرانيون إن إنتاج البلاد بلغ 4، 1 مليون برميل يومياً العام الماضي. في المقابل كان إنتاج إيران قبل الثورة نحوستة ملايين برميل يومياً ) (صحيفة القدس العربي العدد 5985 بتاريخ 30/8/2008م ) وهذا يعني أن الإنتاج نقص بعد 30 عاما من الثورة 2 مليون برميل !! طبعاً هذه ليست مشكلة إذا كان الشعب الإيراني لا يحتاج إلى النفط وما ينتجه يكفيه وزيادة لكن ستكون مشكلة كبرى إذا كان هناك عجزاً يحتاج للتغطية عن طريق الاستيراد من خارج إيران !! لنستمع إلى مساعد وزير النفط الإيراني وهو يتحدث عن هذه القضية ( وكان مساعد وزير النفط الإيراني محمد رضا أعلن في 13 من الشهر الجاري أن إيران تستورد يوميا نحو 35 مليون لتر من البنزين تشكل 40% من احتياجاتها ) ( القدس العدد 5619 تاريخ 25/6/2007م) وهنا سيصدم القارئ كما صدمت أنا أول ما قرأت هذا الخبر !! فهذه أول مرة في التاريخ تقوم دولة نفطية باستيراد 40% من احتياجاتها من البنزين !! ولو عرف القارئ السبب وراء ذلك لكانت صدمته أكبر ولتعجب أكثر من هذه الدولة التي ملئت الدنيا ضجيجاً عن ثورتها العظيمة وهي عاجزة عن تغطية احتياجاتها النفطية !! والسبب ذكرته جريدة القدس في عددها رقم 5620 بتاريخ 26/6/2007م ( وتفتقر إيران رابع أكبر بلد مصدر للخام في العالم إلى الطاقة التكريرية الكافية للوفاء بطلب محلي نهم وتضطر إلى استيراد 40% من احتياجاتها من الوقود ) والحل بسيط جداً وسهل جداً لكن هذا الحل غاب عن آيات طهران ويتحدث عنه أهل الخبرة بحسرة ففي نفس الصحيفة : ( قال مصدر تجاري ( السبيل الوحيد لتقليص الواردات أو وقفها هو امتلاك مصفاة تكرير جديدة ) ) مصفاة بترول تحل المشكلة كاملة ومع ذلك تعاني إيران إلى اليوم من هذه المعضلة !! فيا لها من ثورة !! بل سأنقل لك أعجب من هذا كله وهو قيام هذه الدولة بتقنين البترول بحيث أصبحت حصة صاحب السيارة 100 لتر فقط شهرياً ! أي خمس دبات بترول باليمني !! وما عاد المواطن الإيراني يستطيع التنقل داخل مدينة طهران نفسها !! أو السفر من مدينة إلى مدينة فهو مضطر للانتظار شهر كامل ليحصل على حصته الجديدة !!
في إيران جيوب الناس فارغة !!
في عام 2007م وحتى أواخر 2008م وصلت أسعار النفط إلى أرقام خيالية وقد استفادت الدول المصدرة للنفط من هذه الأسعار الكبيرة وامتلأت جيوب الناس في هذه الدول بالنقود أو على الأقل وفرت الدول البترولية احتياطات ضخمة من العملة الصعبة فهل اهتبلت إيران هذه الفرصة وجعلت حياة الناس رحبة أو وفرت احتياطات ضخمة ؟! لنستمع إلى حسن روحاني المستشار الأمني للمرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي والذي وجه انتقادات حادة وصريحة ومما قال ( إن أحمدي نجاد ضيع فرصاً ذهبية لتنمية الدولة الإيرانية متسائلاً : (( لماذا جيوب الناس خاوية. . وكرامتهم ضائعة ؟ )) كما دعا روحاني إلى النظر إلى فوائض النفط في السعودية والتي بلغت كما قال 870 مليار دولار فيما فوائض خزينة إيران قليلة وتستخدم في الاستيراد من الخارج بدلا من معالجة التضخم وأشار روحاني إلى أن حكومة أحمدي نجاد تبيع برميل النفط الخام حالياً ب 120 دولاراً، فيما كانت الميزانية الإيرانية التي وضعت عام 2005م عندما تولت حكومة نجاد تتوقع أن يكون سعر البرميل 20 دولارا للبرميل فقط. لكن وبالرغم من الارتفاع الكبير في أسعار البترول الخام فإن الإيرانيين أكثر فقرا والبطالة أكثر ارتفاعا وكذلك التضخم ) ( الشرق الأوسط العدد 10879 بتاريخ 10/9/2008م ) وكلام حسن روحاني المستشار الأمني لخامنئي لا يحتاج إلى تعليق لأنه قد شرح حقيقة الوضع في إيران بالمختصر المفيد :
1- جيوب الناس خاوية !! 2- كرامتهم ضائعة !! 3- الإيرانيون أكثر فقراً بعد الثورة !! 4- البطالة أكثر ارتفاعاً وكذلك التضخم !! وقد كانت تكفينا واحدة لكشف زيف الدعاوي الكاذبة عن نجاحات الثورة الساحقة !! أما وقد ذكر روحاني خمساً من المصائب الماحقة فلعل ذلك يكف أصحاب الأقلام الجاهلة الذين يمدحون هذه الثورة وجمهوريتها البائسة !!