يكاد يغيب عن بال البعض التداخل غير الواقعي في التربية الوطنية والثقافة الوطنية والأسباب التي أدت إلى فقدان الارتباط الروحي والوجداني بقيم الولاء الوطني والحقيقة أن تحميل الوحدة ما لا تحتمل هو أمر بديهي في ظل تنامي ثقافة الاغتراب واكتساح ثقافة السوق والمال للعالم بأسره فلم يعد الارتباط بهموم وقضايا الوطن ذو أهمية في عقلية وذهن البعض خاصة صغار السن ممن تربوا وترعرعوا أو نشأوا بعد قيام الوحدة خصوصاً وأن كل هم الشباب في السنوات الأخيرة وعلى وجه الخصوص شباب في العقد الأخير من القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي هو المال والوظيفة والمسكن والمأكل والمشرب دون القيام بأي عناء دون البحث عن تطوير ذاته عن المؤهلات اللازمة توفرها في هذا الشاب أو ذاك ليبرز ناهيك عن حالة الخواء الفكري والثقافي فلو سألت أحد الشباب اليوم من هم في سن العشرين وما دون ذلك أو فوق ذلك قليلاً عن تاريخ قيام الثورة اليمنية 26 سبتمبر أو 14 أكتوبر أو حتى الوحدة اليمنية يتلكأ ويتصبب عرقاً ولو أجابك لقال لك في عام 1982م 1967م هذه حقيقة ونحن لا ينبغي أن نلوم هذا الجيل ونحمله المسؤولية وكما يحمل البعض أخطاء العمل السياسي أو الوطني الوحدة الوطنية فالجيل السابق مشارك وبجزء كبير في بقاء الحال كما هو عليه وإلى أن أصبحت مشكلة "عويصة" تهدد كياننا الوطني وبنية الفكر وبصورة مثيرة وغريبة ففي الماضي أي قبل انتشار هذا الكم الهائل من وسائل الاتصالات وانفتاح الفضاء ووصول القنوات بالمئات أن لم يكن بالآلاف إلى غرف النوم يا ترى لم يسأل أحد نفسه هل يشاهد قناة اليمن؟
كنا في السابق نجبر على متابعة التلفاز والراديو اليمني فقط فالطالب يبدأ في المدرسة بالنشيد الوطني ويدخل الفصل ليتعلم وأمامه المعلم الذي يغذيه بأفكاره وقيم الولاء والوطني وإذا غادر التلميذ الفصل تنظره في المساء التلفاز المحلي الذي لا يمكنه إلا أن يقدم له بقية الوجبة وبصورة تلقائية أما اليوم فقد تغير الحال وغدت القنوات بالمئات فمن يتابع قناة اليمن وحتى في بعض المدارس أعتقد أن النشيد الوطني لا يلتزم به البعض عند الدخول وفي مدن عدة ألم أقل لكم أننا أمام ثقافة وفكر جديد مجتزئ وقاصر؟ وقبل الختام دعونا نسأل أنفسنا متى رأيت أبناءك في المنزل يشاهدون قناة اليمن؟ سؤال ينبغي أن نجيب عليه قبل الحديث عن الثقافة الوافدة وللحديث بقية.<